الهيدروجين الأخضر ثورة قادمة في عالم الطاقة.. من يفجرها؟
يتجه العالم لثورة جديدة في عالم الطاقة، فبعد سنوات من استحواذ الوقود الأحفوري على الطاقة، إلا أن البطل القادم هو الهيدروجين الأخضر.
ببساطة فالهيدروجين الأخضر هو عبارة عن وقود خالٍ من الكربون، مصدر إنتاجه هو الماء.
تشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين بالماء، بواسطة كهرباء يتم توليدها مصادر طاقة متجددة.
ويلتزم الهيدروجين الأخضر بأهداف حماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحراري، لكونه يعتمد إزالة الكربون وتقليص نسبته في الهواء.
11 تريليون دولار استثمارات مطلوبة
أشارت تقديرات لوحدة شئون تمويل مصادر الطاقة الجديدة بوكالة الأنباء "بلومبرج" إلى أنه حتى يتم إنتاج كمية من الهيدروجين الأخضر تغطي 25% من الطلب العالمي من الطاقة، لابد من إنتاج كهرباء أولا تفوق حجم الإنتاج العالمي الآن.
وأوضحت أن استثمارات الإنتاج والتخزين تتطلب مبلغ ضخم يصل إلى 11 تريليون دولار، لذلك التوجه الآن إنتاج كمية من هذا الوقود لتوفير 15% من احتياجات الاقتصاد العالمي.
وحدد التقرير مجموعة من الصناعات المرشحة للاستفادة من هذا الوقود، تشمل الطائرات، والسفن، والشاحنات، التي تقطع مسافات طويلة، والصناعات الثقيلة.
وتعلق ريتشيل فخري، محللة شئون الطاقة في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، في نيويورك: "أن الهيدروجين الأخضر واعد للغاية، ويعد مكملا لمصادر الطاقة المتجددة".
وأضافت أنه في الوقت الذي يمكن فيه الاعتماد على الطاقة الشمسي والرياح في توفير كهرباء المنازل والسيارات الكهربائية، يمكن استخداد هذا الوقود الجديد في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
مشروعات حالية
تشهد العديد من الدول تنفيذ مشروعات توليد الهيدروجين الأخضر ومنها المملكة العربية السعودية، إذ تعكف شركة "آير برودكَتس آند كيميكالز" الأمريكية على إنشاء وحدة صناعية في مشروع نيوم.
هذه الوحدة هي الأكبر من نوعها على الصعيد العالمي حتى الآن.
وفي أوروبا، خصص الاتحاد الأوروبي ميزانية لإنتاج هذا الوقود الواعد ونقله وتخزينه ضمن جهود إزالة وتقليص نسبة الكربون في الهواء.
كما افتتحت اليابان قرب مدينة فوكوشيما وحدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بغرض تشغيل خلايا الوقود الهيدروجيني الموجودة في المركبات أو في أي أماكن ثابتة.
صعوبات
على الجانب الآخر، ألقى متخصصون الضوء على صعوبات تواجه الهيدروجين الأخضر، أبرزها أن طريقة الإنتاج الأكثر انتشارا حاليا تعتمد على استخدام أنواع من الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي لإنتاج ما يعرف بغاز الاصطناع، وهو عبارة عن مزيج من الهيدروجين وأحادي أكسيد الكربون.
ويعني ذلك أن عملية الإنتاج تنطوي على وجود انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، كما أن هناك صعوبات تتعلق بطبعية تهزين ونقل الوقود الهيدروجيني، لاسيما فيما يتعلق بارتفاع التكلفة.
وعلق علي بِن جالاجار، محلل شئون الطاقة في مجموعة وود ماكنزيالاستشارية لأبحاث الطاقة والكيماويات والمعادن والتعدين: "مستقبل الهيدروجين الأخضر كوقود يكتنفه الكثير من الغموض".
وأكد أنه لا يستطيع أحد الفصل في مستقبل الهيدروجين الأخضر أو اعتباره نوعا جديدا من النفط.