التنقل الأخضر.. أبوظبي تمهد طريق الاستدامة عالمياً
نظم مركز النقل المتكامل التابع لدائرة البلديات والنقل بالإمارة ملتقى "التنقل الأخضر"، الذي انعقد اليوم بمشاركة كبار المسؤولين من الجهات الحكومية وممثلين من كوريا الجنوبية والصين.
وذلك إلى جانب ممثلي الشركات المصنعة للحافلات العاملة بالطاقة الخضراء وعدد من المؤسسات التعليمية بما في ذلك جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة خليفة وغيرها.
وأكد عبدالله المرزوقي، مدير عام مركز النقل المتكامل، في كلمته الافتتاحية حرص المركز على العمل بشكل وثيق مع شركاء المركز الاستراتيجيين محلياً وعالمياً من خلال "برنامج الحافلات الخضراء" كجزء من خارطة الطريق التي أعدها المركز تماشياً مع جهود دولة الإمارات وتحقيقاً لاستراتيجية الحياد المناخي 2050.
وأشار إلى أن ملتقى التنقل الأخضر وبرنامج الحافلات الخضراء يؤكدان التزام المركز بدعم مساعي حكومة إمارة أبوظبي في ترسيخ مكانتها كمدينة سبّاقة في تبني بدائل تنقل صديقة للبيئة تتماشى هذه الجهود مع المبادرات المبذولة في دولة الإمارات خلال عام الاستدامة وتستعد لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة حول تغيُّر المناخ COP28 وتهدف إلى تعزيز جهود الإمارة في الحد من الانبعاثات الكربونية وتوفير خيارات نقل متنوعة للمجتمع، دعمًا للاقتصاد والبيئة وإنشاء مدن ذكية ومستدامة تساهم في رفع جودة الحياة.
ويهدف برنامج الحافلات الخضراء إلى جعل جزيرة أبوظبي بحلول عام 2030 منطقة خضراء تُخدم بنظام نقل عام يعمل ببدائل الطاقة المستدامة، والمضي قدمًا نحو التغيير المتكامل بحلول عام 2050.
- المجلس الأطلسي يناقش الحياد المناخي بمنتدى الطاقة العالمي بـCOP28
- بورصة أبوظبي تطلق مؤشرا للممارسات البيئية والاجتماعية تزامنا مع COP28
يتحقق ذلك من خلال الشراكات المتنوعة ضمن إطار البرنامج، التي تستهدف تقييم عدة نماذج من الحافلات التي تعمل بالطاقة الهيدروجينية والكهربائية بشكل شمولي للأبعاد الفنية والتشغيلية وغيرها، خلال فترة البرنامج الممتدة حتى الربع الثالث من عام 2025.
وستكون نتائج ومخرجات هذا التقييم هي الأساس الذي ستبنى عليه خطة التحول التدريجي لأسطول حافلات النقل العام في الامارة. نحو أسطول بالطاقة الخضراء بما يواكب جهود المدن الرائدة عالميا في هذه المجال.
وتم تدشين البرنامج العام الماضي بعد توقيع مذكرات تفاهم مع كل من كوريا الجنوبية، الرائدة في مجال الحافلات الهيدروجينية، والصين، الرائدة في مجال الحافلات الكهربائية هذه الخطوة مكّنت المركز من الانطلاق بجاهزية أكبر، مسلحًا بخبرات الشركاء والمعرفة المتبادلة من خلال برنامج تدريبي تخصصي للكفاءات الإماراتية وزيارات للمصانع والمحطات في مدن مختلفة في كل من البلدين.
ووقّع مركز النقل المتكامل خلال الملتقى عددا من اتفاقيات الشراكة مع شركاء البرنامج من مصنعي الحافلات الهيدروجينية والكهربائية ساهم هؤلاء الشركاء في تطوير المواصفات الفنية للحافلات بشكل مبدئي قبل المضي قدماً بمرحلة التقييم، ملتزمين خلالها بدعم المركز في النواحي الفنية والتشغيلية ومشاركة المعرفة مع فريق عمل البرنامج.
وأشاد شركاء برنامج الحافلات الخضراء المحليين والعالميين على أن هذه التجربة تعتبر منصة ابتكارية يتم من خلالها التعاون بين كل من القطاع الحكومي والخاص في سبيل تطوير حلول متقدمة في مجال التنقل تتوافق مع السياق المحلي للمنطقة. يهدف المركز من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز مكانة أبوظبي على الصعيد الإقليمي كمرجع من خلال هذه التجربة المتكاملة.
وتمت الإشادة بالجهود المشتركة مع الشركاء الاستراتيجيين المحليين في مجال تطوير السياسات والتشريعات والمتطلبات اللازمة لتشغيل الحافلات الخضراء. كما تم تسليط الضوء على إحدى أهم شراكات برنامج الحافلات الخضراء وهي إنشاء أول محطة هيدروجينية في دولة الإمارات، التي تخدم حافلات النقل العام ومركبات الأجرة، والتي تم تدشينها مؤخرًا في مدينة مصدر بالتعاون مع شركة أدنوك.
وتم خلال الملتقى تكريم ستة مهندسين منتسبين لبرنامج تطوير الكفاءات التخصصية في مجال الحافلات الخضراء، الذين أتموا بنجاح البرنامج التدريبي المكون من مرحلتين؛ النظرية بإشراف خبراء عالميين، والعملية بالتعاون مع شركاء البرنامج في جمهورية كوريا الجنوبية وجمهورية الصين الشعبية. وأثناء الملتقى، ألقى شركاء البرنامج كلمات تشيد بجهود المركز وتؤكد التزام الدولتين بدعم برنامج الحافلات الخضراء.
واختتم الملتقى باستعراض نماذج من الحافلات الهيدروجينية والكهربائية التي ستعمل كجزء من شبكة النقل العام في جزيرة أبوظبي خلال مرحلة التقييم. واستعرضت الجامعات المشاركة، عدة مشاريع متعلقة بالتنقل الأخضر وبدائل الطاقة الداعمة لها، كما شمل الملتقى حلقة نقاشية تناولت تكامل جهود القطاع الأكاديمي والصناعي في سبيل اثراء تجربة المدن نحو التحول إلى مدن ذكية ومستدامة.