طريق الاستدامة.. ما لا تعرفه عن السياحة الخضراء
يرتبط مفهوم السياحة الخضراء بأن تكون السياحة صديقة للبيئة وتقلل العديد من الآثار السلبية المرتبطة بانتقال السائحين من دولة لأخرى.
وتشمل تلك الآثار تدمير البيئة، والمعاملة غير الأخلاقية للحياة البرية والحيوانات، والإضرار بالمجتمعات وتراثها، والكمية الكبيرة من الانبعاثات الناجمة عن النقل الجوي. ويٌستخدم المصطلح للشركات ذات النشاط الصديق للبيئة.
ما هي السياحة الخضراء؟
وعادة ما تتضمن السياحة الخضراء أشياء مثل زيارة المناطق الطبيعية بطرق مسؤولة وغير ضارة، واستخدام وسائل نقل صديقة للبيئة للوصول للوجهات السياحية، وتجنب مناطق الجذب السياحي الضارة بالطبيعة أو بالمجتمع. كما تهدف السياحة الخضراء أيضًا لدعم المجتمع المحلي للوجهة السياحية المقصودة من خلال الاستفادة من اقتصادهم، والحفاظ على تراثهم.
كما تعد السياحة الجيولوجية شكلا آخر من أشكال السياحة الخضراء التي تركز على السياحة المستدامة في مواقع التراث الطبيعي والثقافي. ولا يزال هذا النوع من السياحة في مراحله الأولى من التطور، ولكنه يزداد شعبية مع تزايد اهتمام المزيد والمزيد من الناس بالسفر المستدام.
وقد تم استخدام السياحة الخضراء بالتبادل مع مفاهيم مثل السياحة البيئية، السياحة الطبيعية، السياحة المسؤولة والسياحة الريفية. علاوة على ذلك حددت المنظمات الدولية الفكرة بما يتماشى مع مفهوم السياحة المستدامة، والتي تأخذ في الاعتبار أيضًا أبعادًا أخرى غير حماية البيئة.
ويندرج مفهوم السياحة الخضراء أسفل مفهوم شامل وهو "السياحة المستدامة"، وهو يغطي كل شكل من أشكال السياحة والوجهات التي يسافر إليها الناس، وليس فقط المناطق الطبيعية. وتهدف السياحة المستدامة إلى تقليل الآثار السلبية للسياحة ككل قدر الإمكان مع تعظيم الآثار الإيجابية، مما يجعل صناعة السياحة بأكملها مستدامة على المدى الطويل.
فوائد السياحة الخضراء
1. تدعم السياحة الخضراء المجتمعات المحلية، حيث تولد السياحة المسؤولة فوائد اقتصادية أكبر للسكان المحليين، وتعزز رفاهية المجتمعات المُضيفة وتحسن ظروف العمل.
2. يتمثل جزء من السياحة الخضراء في الاعتماد على المنتجات المحلية، حيث يأتي استيراد المواد الغذائية بتكلفة باهظة - اقتصاديًا وبيئيًا.
3. توفر السياحة الخضراء تجارب أكثر إمتاعًا للسياح من خلال روابط أكثر جدوى مع السكان المحليين، وفهم أكبر للقضايا الثقافية والاجتماعية والبيئية المحلية.
دول رائدة في السياحة الخضراء
تتصدر عدد من الدول موقعًا رائدًا في السياحة المستدامة التي تعد السياحة الخضراء جزءًا لا يتجزأ منها، ومنها السويد والنرويج والدنمارك وفرنسا والمملكة المتحدة وغيرهم. ويتم تصنيف الوجهات وفقًا "لمؤشر السفر المستدام" اعتمادًا على مدى تعرض الدولة "للمخاطر الخارجية مثل الجغرافيا السياسية والكوارث الطبيعية والأمراض"، وتتكون ركيزة المخاطر من ثلاثة مجالات رئيسية: السلامة والرعاية الصحية والمواقع السياحية والأنواع المهددة بالانقراض.
فقد أظهر الأداء العام لمؤشر السفر المستدام لعام 2021 أن ريادة الدول الاسكندنافية للمؤشر بدأت في التضاؤل، حيث دخلت دول مثل فرنسا وأيرلندا وبلجيكا وأستراليا ضمن أفضل 20 وجهة، ولكن في عام 2022، حققت الدول الاسكندنافية عودة هائلة في الأداء ب 12 وجهة سياحية ضمن أفضل 30 وجهة، و7 وجهات ضمن المراكز العشرة الأولى، وكذلك الاستحواذ على المراكز الأربعة الأولى لأفل الوجهات السياحية.
وتعد مدينة جوتنبرج في السويد الوجهة الأكثر استدامة في العالم وفقًا لمؤشر السفر المستدام لعام 2022 والتي تعد قلب الدول الاسكندنافية النابض بالحياة. وموطن لمطاعم عالمية المستوى، ومشاهد ثقافية متنوعة، وحياة مستدامة، وتحيط بها الطبيعة الخلابة، فقد اكتسب نهج جوتنبرج للاستدامة على مر السنين اعترافًا دوليًا. فقد تصدرت المدينة الريادة لمدة خمس سنوات متتالية في مؤشر استدامة الوجهة العالمية خلال الفترة (2016-2021) وكانت العاصمة الأوروبية للسياحة الذكية في عام 2020. كما تم اختيارها أيضًا كأفضل مدينة مستدامة في العالم لعام 2021 من قبل لونلي بلانيت.
وفي أبريل 2022، أصبحت جوتنبرج واحدة من ضمن 100 مدينة ذكية ومحايدة مناخياً في الاتحاد الأوروبي - وهي المدن المتوقع ريادتها في الحياد المناخي لعام 2030. كما فازت جوتنبرج أيضًا بجوائز عواصم الدمج والتنوع الأوروبية. فضلًا عن رؤيتها للاستغناء عن الوقود الأحفوري بحلول عام 2030، وكذلك تحويل نسبة 97% من وسائل النقل العام لتلك التي تعمل بالطاقة المتجددة، وتحقيق نظام بيئي للسياحة المستدامة بواقع 95% من غرف الفنادق المعتمدة بيئيًا.
هذا وقد احتلت النرويج المركز الثاني كوجهة سياحية للاستدامة من خلال مدينة بيرغن وهي ثاني أكبر مدينة في النرويج. وتهدف بيرغن إلى إنشاء وجهة مستدامة ومربحة، وتعد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة هي أساس إستراتيجية المدينة للسياحة المستدامة، بالإضافة إلى جعل بيرغن مكانًا أفضل للزيارة وللعيش فيه.
وتأتي المملكة المتحدة في الترتيب الثالث عالميًا بمدينة غلاسكو التي تهدف لتكون في الطليعة فيما يتعلق بتغير المناخ مع طموحات لتصبح أول مدينة محايدة الكربون في المملكة المتحدة بحلول عام 2030 ومركزًا عالميًا رائدًا للسياسة المستدامة والابتكار. فقد ظهرت غلاسكو ضمن المراكز العشرة الأولى في المؤشر منذ عام 2016.
aXA6IDEzLjU5LjEyNy42MyA= جزيرة ام اند امز