خطة غروندبرغ.. محاولة أممية جديدة للحوثي لـ"تجريب المجرب"
بعد مخاض مستمر منذ 5 أشهر، يسعى المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، لبلورة خطة جديدة للسلام في اليمن اعتبرها محللون "تعطي مزيدا من الحماية لمليشيات الحوثي" التي تواجه ضغطا دوليا واسعا لإعادة تصنيفها إرهابية.
ومن المقرر أن تبدأ جولة مشاورات أممية جديدة بين أطراف الأزمة اليمنية هذا الأسبوع، ضمن إطار العمل الذي أعلن عنه مبعوث الأمم المتحدة منتصف فبراير/شباط الجاري لتحديد خطته للسلام.
وكان غروندبرغ أعلن في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن أنه يعمل على تطوير إطار عمل سيحدد خطته للمضي قدما نحو تسوية سياسية شاملة متعددة المسارات.
وعمّقت تصريحات المبعوث حالة خيبة الأمل لدى اليمنيين من التحركات الأممية، في الوقت الذي كان يُنتظر فيه وضع عقوبات صارمة على المليشيات الحوثية بالتزامن مع مساعي إعادة تصنيفها كمنظمة إرهابية.
ويرى سياسيون يمنيون أن المشاورات الجديدة هي حلقة مفرغة من مسلسل التماهي مع مليشيات الحوثي ومنحها غطاء سياسيا لاستمرار هجماتها ضد المدنيين في اليمن والمنطقة.
مهلة للحوثيين
وحول توقعاته لخطة المبعوث الأممي للسلام، قال رئيس مركز "نشوان للدراسات"، عادل الأحمدي، لـ"العين الإخبارية"، إنها "ليست سوى محاولة لإعطاء الحوثي مهلة جديدة".
وانتقد الباحث والسياسي اليمني بشكل لاذع دور بعثة الأمم المتحدة إلى اليمن، مشيرا إلى محاولتها إطالة الأزمة "لملء جيوب المبعوثين الأمميين بالأموال"، على حد تعبيره.
من جهته، قال الناشط السياسي والإعلامي اليمني علي جعبور إن "التحرك الأممي الجديد ليس إلا جزءا من مسلسل التماهي والتبرير لتمييع جرائم مليشيات الحوثي".
وأضاف: "خاصةً أنه كلما أمعنت مليشيات الحوثي في جرائمها بعد استهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي واستهداف المدن السعودية والمدن اليمنية والتجمعات السكانية وبعد الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها المليشيات؛ تبادر الأمم المتحدة بالتحرك من أجل خطة سلام جديدة".
وأكد جعبور في حديثه لـ"العين الإخبارية" أنه "مع كل مرة تتعرض المليشيات الحوثية لضغوط سواءً محلية من جبهات القتال أو دولية وإقليمية تتحرك الأمم المتحدة وتظهر لنا بخطة سلام جديدة".
لكن -يستدرك جعبور- عندما تكون مليشيات الحوثي هي المبادرة في الجبهات وليس عليها ضغوط نرى الأمم المتحدة في صمت وتتجاهل تماما كل جرائم مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
تجريب المجرب
وأكد جعبور لـ"العين الإخبارية" أنه لا يمكن لليمنيين أولا، ولا يمكن للجوار الأشقاء العرب، ولا يمكن لكل من يتعامل مع المليشيات الحوثية أن يثق بمليشيات إرهابية.
وأضاف: "لقد تمت تجربتها خلال المرات السابقة في مفاوضات السلام من الكويت إلى جنيف إلى ستوكهولم وكلها لم تسفر عن شيء"، مشيرا إلى أن "جميع الاتفاقات السابقة تتحايل عليها مليشيات الحوثي وبتماهي تام مع الأمم المتحدة".
وتابع: "قبل أن تتحرك الأمم المتحدة بخطة سلام جديدة عليها أن تلزم مليشيات الحوثي بالاتفاقات السابقة التي وقعت عليها، إذا كانت جادة فعلا في طرح خطة سلام".
حماية الحوثي
بدوره، اعتبر الناشط السياسي، مروان عبدالواسع، أن التحركات الأممية وفرت مزيدا من الحماية للحوثيين من مقصلة العقوبات والتي من شأنها إزالة الصفة السياسة لجماعة إرهابية تخطت أفعالها جرائم القاعدة وداعش وكل التنظيمات الإرهابية بالعالم.
وأشار، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الإعلان عن مفاوضات أممية جديدة تزامن مع تحركات دبلوماسية جادة قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة لفرض عقوبات دولية على مليشيات الحوثي عقب تصعيد هجماتها ضد دول المنطقة واستهداف منشآت مدنية.
وقال عبدالواسع إن الجهود الدبلوماسية العربية اصطدمت مجددا بإعلان المبعوث الأممي عن مفاوضات جديدة ليس لها نتيجة سوى إفلات مليشيات الحوثي من العقاب وتطيل أمد الحرب وفهم مجلس الأمن لتعقيد الأزمة اليمنية.