أسبوع على "حارس الأسوار" بغزة.. نهار عصيب وليل مخيف
دخل القصف الإسرائيلي على غزة أسبوعه الثاني، وبينما تبدت مشاهد الدمار بالقطاع واصلت آلة "حارس الأسوار" عمليتها بغارات ليلية مكثفة.
ودون توقف تستمر الهجمات الإسرائيلية عبر الجو والبر والبحر، تجاه قطاع غزة، لتحول حياة 2 مليون من سكانه إلى جحيم وفقدانهم الأمن.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف 1180 هدفا في قطاع غزة لفصائل فلسطينية، في حين تؤكد معطيات ومشاهدات ميدانية وتقارير حقوقية أن جزءاً كبيرا من الأهداف مدنية ومنها المنازل التي دمرت على رؤوس قاطنيها والأبراج السكنية التي تضم مقرات إعلامية وخدمية.
وبدأت هذه الجولة الإثنين الماضي، على خلفية التوتر الحاصل في القدس، حيث أطلقت كتائب القسام الذراع المسلحة لحماس صاروخا تجاه مدينة القدس بعد تحذير لإسرائيل بوقف الاعتداءات في القدس.
سارعت إسرائيل لتشن سلسلة غارات عنيفة وأطلقت عملية عسكرية واسعة ضد غزة سمتها "حارس الأسوار"، في حين ردت الفصائل الفلسطينية برشقات صاروخية كبيرة ضمن عملية أسمتها "سيف القدس".
ووفق الجيش الإسرائيلي فإنه رصد إطلاق 3160 قذيفة من قطاع غزة تجاه البلدات الإسرائيلية.
وخلال 7 أيام من الهجوم الإسرائيلي قتل 197 فلسطينيا منهم 58 طفلا و34 امرأة، وأصيب 1235 آخرون.
ولا تزال حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع وفق تأكيد وكيل وزارة الصحة الدكتور يوسف أبو الريش، في وقت يجري البحث عن مفقودين تحت الأنقاض بمدينة غزة.
ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استهداف إسرائيل عائلات وأسر كاملة، وإيقاعها بين قتلى وجرحى، وتدمير منازل على رؤوس قاطنيها بقطاع غزة، في عمليات "تتسم باللاإنسانية، وتخرق مبدأ الضرورة والتناسب"، وفق تعبيره.
وقال المرصد إنه وثق، 27 حالة قصف مباشرة استهدفت عائلات ممتدة، منها 21 حالة قصفت فيها منازل على رؤوس قاطنيها، وحالتان استهدفت تجمعات، وحالتان خلال استهداف سيارة، وحالتان قصف أرض ومزرعة.
وأسفرت هذه الغارات، عن مقتل 78 مواطنًا، بينهم 30 طفلا، و22 امرأة. وبين الضحايا، رجل وزوجته وطفلته، وأمهات وأطفالهن، وأشقاء وأبناء لهم. وهناك 7 أمهات قتلن مع أربع أو ثلاث من أطفالهن. وأكد أن الحصيلة ما تزال مرشحة للارتفاع نظراً لوجود مفقودين من بعض هذه العائلات تحت الأنقاض حيث تواجه طواقم الإنقاذ صعوبات في عمليات البحث عن الضحايا لعدم توفر جميع الإمكانيات اللازمة.
في المقابل قتل 10 إسرائيليين وأصيب العشرات جراء سقوط الصواريخ على البلدات الإسرائيلية.
الأكثر قسوة، بعد أسبوع من الهجوم المستمر، رغم المحاولات الحثيثة للتوصل لتهدئة تبذلها عدة أطراف في مقدمتها مصر والأمم المتحدة، حجم الدمار الذي خلفه القصف ووصفته تقارير حقوقية بأنه أشبه بنتائج زلزال كارثي.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فغن الهجوم الإسرائيلي خلّف حتى الآن خسائر مادية كبيرة، وأضرارا لحقت بالبنى التحتية ومنازل المواطنين والمزارع بلغت في تقديراتها الأولية 177 مليون وخمسمائة ألف دولار، منها: 127 مليون دولار الخسائر المباشرة، في حين تم تقدير الخسائر غير المباشرة بـ 50 مليون وخمسمائة ألف دولار، وفق التالي:
وأشار إلى قصف أكثر من 770 وحدة ما بين الهدم الكلي والبليغ، فضلا عن تضرر مالا يقل عن 4976 وحدة سكنية لأضرار بين متوسطة وجزئية جراء القصف المتواصل.
ووثق قصف 97 بين أبراج سكنية ومنازل وهدمها كليًّا، وهدم كلي لحق بـ 32 مقرًّا إعلاميًّا، فضلا عن أضرار لعشرات المؤسسات والجمعيات والمكاتب الأخرى، وقد بلغت الخسائر الأولية المباشرة في قطاع الإسكان ما مجموعه 36 مليون دولار.
وأشار إلى قصف 65 مقرًّا حكوميًّا ومنشأة عامة تنوعت بين مقرات شرطية وأمنية ومرافق خدماتية، وتضرر 36 مدرسة وعدد من المرافق الصحية وعيادات الرعاية الأولية تضررًا بليغًا وجزئيًّا جراء القصف الشديد في محيطها.
ووثق خسائر مباشرة بقيمة 21 مليون دولار في المنشآت الاقتصادية والتجارية، جراء قصفها، ومنها قصف 4 مقرات لبنوك محلية، ومصانع وقصف شوارع وبنى تحتية ممثلة بشبكات مياه وصرف صحي بقيمة خسائر أولية بلغت 14 مليون دولار.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA= جزيرة ام اند امز