لماذا قدم الشرع الجد على الأم؟ علماء الأزهر يجيبون (خاص)
فتح مسلسل "تحت الوصاية" الحديث عن الوصاية الشرعية والقانونية حول الأبناء القصر في مصر.
وثق المسلسل معاناة الأم التي يتحكم جد أولادها في الوصاية على أموالهم وممتلكاتهم، وبالتالي فكان عليها السعي وسط الرجال من أجل إطعام أولادها.
بدأت مطالبات بعد عرض المسلسل بتغيير قوانين الوصاية، وجعل الوصاية للأم في المقام الأول، حيث تمنح الوصاية في القانون الحالي للجد (والد الأب) قبل الأم.
فهل تقديم الجد على الأم له أصل شرعي؟ ولماذا يتم تقديمه في الوصاية على اليتامى قبل أمهم؟ وماذا تفعل الأم لو حرمها الجد هي وأبناءها من نفقتهم؟.
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من علماء الأزهر الشريف للإجابة عن هذه الأسئلة، لبيان الحكمة الشرعية من ترتيب الوصاية.
الجد يتحمل المسؤولية
يقول الدكتور سامي العسالة، من علماء الأزهر الشريف، إن الوصاية تعني اتخاذ قرار بشأن الأمور المتعلقة بالطفل، ويتولى ولي الطفل مسؤولية رعايته وتربيته والإشراف عليه وغير ذلك من الأمور المتعلقة برعايته.
وأوضح العسالة، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الوصاية تثبت شرعًا للوصي الطبيعي: الأب، وبعد وفاته إلى والد الأب، وفي حال وفاته إلى الأم، ما لم يترك الأب وصية معلنة قانونًا لتعيين شخص معين وصيًا على أطفاله، وأنه يجوز للأم التنازل عن الوصاية لشخص آخر، بشرط أن يكون على صلة بدم القاصر، مثل: العم أو الأخ.
ويرى العسالة أن اختيار الجد يرجع إلى أن الجد أصل للأب والابن وأجدر على تحمل المسؤولية من الأم، وفي حالة عدم استطاعته أو عدم توافر الشروط كالكفاءة والعدالة وكمال الأهلية، ومن استقراء المواد القانونية فللمحكمة أن تستبدله، وإذا انتقصت هذه الشروط أو أحدها انتفت بذلك صلاحية الوصي، كما أن للأب أن يوصي باختيار وصي على أبنائه من بعده.
الجد بمنزلة الأب
ويؤكد الدكتور السيد سليمان، من علماء الأزهر الشريف، على تقديم الجد على الأم، لأن الجد ينزل منزلة الأب في حالة عدم وجود الأب، ويطلق عليه أبًا كما ذكر القرآن.
وعلق سليمان، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، على حالة رفض الجد الإنفاق على الأحفاد، وقال إنه من حق الأم أن تلجأ للقضاء أو كبار العائلات حتى تأخذ حق أولادها الواجب.
وشدد على أحقية الجد بالوصاية، لأن الوصاية تكون حق الرجال، لأنه لا يتأثر بالعواطف، بخلاف الأم، التي قد تنصاع لطلبات أولادها العاطفية فتعطيهم المال فيبددوه.
وقال سليمان: "إن القضية بسيطة، ولكن هدف هذه المسلسلات تحرير المرأة من كل التزام ألزمها به الله، بهدف طمس الشريعة الإسلامية"، على حد تعبيره.
أخذ رأي الأزهر
وطالب الدكتور رفعت صديق، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، بعدم عرض أي مسلسلات تمس الأمور الشرعية، إلا بعد أخذ رأي المؤسسات الدينية الرسمية.
وأضاف صديق، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن لدى المؤسسات الدينية كالأزهر والإفتاء علماء متخصصين في كل فرع من فروع الحياة، رافضًا فكرة عرض مسلسلات لتغيير الثقافة قبل أخذ رأي هذه المؤسسات.
وقال صديق: "بالنسبة للأمور الحساسة التي تخص الدين لابد من العودة للمختصين".
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA==
جزيرة ام اند امز