إطلاق النار يتجدد في غينيا بيساو.. فشلت «المفاوضات» وبدأت الاضطرابات

تجدد، صباح الجمعة، إطلاق النار بعاصمة غينيا بيساو، في مؤشر على ما يبدو على «فشل» مفاوضات أعقبت اضطرابات مماثلة الليلة الماضية.

وليل الخميس الجمعة، سُمع دوي إطلاق نار كثيف في العاصمة بيساو، وتحديدا قرب ثكنة في جنوب المدينة تتحصن فيها عناصر من الحرس الوطني.

وحاولت هذه المفرزة، مساء الخميس، إطلاق سراح وزير ومسؤول حكومي رفيع كانا محتجزين لدى الشرطة القضائية بمقر الأخيرة قبل لجوئهما إلى هذه الثكنة.

ففي حوالي الساعة العاشرة من مساء الأمس، اقتحمت عناصر من الحرس الوطني مقر الشرطة القضائية لإخراج وزير الاقتصاد والمالية سليمان السعيدي والمسؤول الحكومي المكلف بالخزانة العمومية أنطونيو مونتيرو، الذين كانا محتجزين هناك للاشتباه بتورطهما في قضية اختلاس.

وبحسب تقارير إعلامية، حاولت القوات الخاصة الهجوم قبل أن توقف العملية لإفساح المجال أمام المفاوضات، ويبدو أن هذه الجهود باءت بالفشل، حيث استؤنف إطلاق النار في الصباح.

هدوء لم يصمد

ونجحت عناصر الحرس الوطني في إخراج المسؤولين، واقتادتهما إلى جهة مجهولة، ثم لجأت إلى ثكنة بمنطقة سانتا لوزيا جنوب بيساو.

وبعد عدة محاولات للوساطة تدخلت القوات الخاصة وجرى تبادل إطلاق النار باستخدام الأسلحة الثقيلة قبل العودة إلى هدوء محفوف بالمخاطر.

لكن الهدوء لم يصمد طويلا، حيث كسرته طلقات نارية تجددت في صباح الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري (اليوم الجمعة).

10 ملايين دولار

اضطرابات تشهدها عاصمة البلد الأفريقي في وقت يوجد فيه رئيسها عمرو سيسوكو إمبالو بالخارج، فيما لا يعرف حتى الآن أين يوجد تحديدا الوزير والمسؤول الحكومي الذين يطوقهما جدل محتدم حول قضية سحب 10 ملايين دولار من خزينة الدولة.

وردا على سؤال النواب حول الموضوع، أكد وزير المالية في غينيا بيساو أن عملية سحب المبلغ قانونية، مشيرا إلى أنها تهدف إلى دعم القطاع الخاص في البلاد.

ولا تعتبر الاضطرابات مستجدة بهذا البلد الصغير الواقع في غرب أفريقيا، بل يشي تاريخه السياسي بمطبات كثيرة، كان آخرها محاولة انقلاب فاشلة وقعت في 2022.

وآنذاك، حاصر رجال مدججون بالسلاح مقر الحكومة، حيث يُفترض أن يكون الرئيس عمر سيسوكو إمبالو ورئيس الوزراء نونو غوميز نابيام يشاركان في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.

وشهدت المناطق المحيطة فرارا للسكان، وخلت الأسواق من المارة وأقفلت المصارف أبوابها.