وفد "التعاون الخليجي" ببغداد.. انتزاع العراق من براثن إيران وتركيا
رحب العراق، الإثنين، بزيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، إلى بغداد على رأس وفد رفيع المستوى.
وحمل الوفد الخليجي إلى العراق جملة من الملفات تخص الشأن السياسي والأمني والاقتصادي في وقت تعاني فيه بغداد أزمة مالية خانقة وصلت إلى عجزها عن توفير رواتب الموظفين.
ووصل الوفد الخليجي برئاسة الحجرف، الإثنين إلى بغداد، حيث التقى بوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.
كما التقى الوفد بالرئيس العراقي برهم صالح وتناول معه التحديات الراهنة التي تشهدها المنطقة والعراق على وجه الخصوص.
كما عقد جلسة مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حيث ناقش الجانبان تطوير العلاقات بين العراق ودول الخليج على صعيد الاستثمار والسياسة والأمن .
وجاءت تلك الزيارة في توقيتات مهمة ومفصلية في حاضر المشهد السياسي العراقي، كما وصفها المراقبين، الذين اعتبروها بمثابة "محاولة لانتزاع العراق من براثن إيران وتركيا".
وقال المحلل السياسي نجم القصاب، إن لتلك التحركات الخليجية أثرها ونتائجها الكبيرة على وضع العراق السياسي والاقتصادي والأمني إذ ما أحسن العراق التعامل مع تلك المعطيات المستجدة.
وأوضح القصاب في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "العراق وعلى مدار السنوات الماضية عاش حالة من العزلة عن الحاضنة الخليجية والعربية بشكل عام ومع تحسن فرص العودة بوصول مصطفى الكاظمي إلى سدة الحكم بات المسار واضحاً ويحتاج إلى استكمال".
وقال إن "الكاظمي رئيس حكومة مختلف عن أقرانه السابقين في أسلوب إداراته للعلاقات الخارجية التي تتصف بسياسة الاعتدال وتمثيل المصالح السيادية".
أما الخبير الإقتصادي والأكاديمي ميثم ليعبي، فقال إن الزيارة "بمثابة جسّ نبض سياسي واستكشاف الوضع من الداخل بغية وضع تصورات ورؤية لدول الخليج في طبيعة التعامل مع العراق في خضم التفاعلات السياسية الجارية".
ولفت إلى أن الدول العربية والخليجية منها تنتظر ما ستفسر عنه الانتخابات العراقية المرتقبة، وإن كانت ستأتي بأشخاص تابعين لفصائل إيران بالعراق أم قريبة من المزاج الوطني والحاضنة العربية، بغية الخروج بموقف موحد ينسجم مع السياسة العربية والخليجية".
وتابع: "هنالك قوى إقليمية مثل تركيا وايران لا تريد للعراق الانفتاح على الدول العربية بسبب التقاطعات السياسية والاقتصادية والصراعات الجيوسياسية".
ويضيف العنبر أنه "هنالك ضعف في الأداء السياسي للحكومة العراقية وهنالك أيضا قوى سياسية تعمل على إضعافه بشكل أكثر"، في إشارة إلى مليشيات إيران.