من أبوظبي للرياض.. حوار خليجي روسي لدعم استقرار العالم
انطلق في العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، الاجتماع الوزاري المشترك الخامس للحوار الاستراتيجي الخليجي الروسي.
اجتماع يأتي ضمن سلسلة اجتماعات للحوار الاستراتيجي بين الجانبين، انطلق أولها في العاصمة الإماراتية أبوظبي في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وتم خلاله التوقيع على مذكرة تفاهم تنظم آليات الحوار الاستراتيجي بين الجانبين ووضع قواعد وأسس لتعاون خليجي روسي مستدام في مختلف الجوانب يعزز أمن واستقرار وازدهار دول المنطقة والعالم.
وما بين الاجتماع الأول والخامس، عقدت 3 اجتماعات للحوار الاستراتيجي، الثاني في الرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، والثالث في الكويت فبراير/ شباط 2014، والرابع في العاصمة الروسية موسكو مايو/ أيار 2016.
الأزمة الأوكرانية
ويكتسب اجتماع اليوم الذي يشارك فيه وزراء خارجية دول الخليج ونظيرهم الروسي سيرجي لافروف أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنه يأتي في توقيت هام، على خلفية الأزمة الأوكرانية، وما تسببت فيه من تداعيات على المنطقة والعالم.
ويتوقع أن تتصدر تلك الأزمة وتداعياتها أجندة الاجتماع، وبحث الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي، وفتح ممرات إنسانية.
وتدعم دول الخليج وعلى رأسها دولتا السعودية والإمارات الجهود الهادفة للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في أوكرانيا ويحقق الأمن والاستقرار.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين خليجيين، قولهم، أمس الثلاثاء، إنه من المتوقع أن يعقد وزراء دول الخليج الستة أيضا اجتماعا عبر الإنترنت مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
ويصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم على أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي، بأنه "عملية خاصة" تهدف إلى نزع سلاح البلاد واجتثاث الأشخاص الذين يصفهم بالقوميين الخطرين.
بينما تعتبر دول غربية الهجوم بأنه حرب اختارت موسكو شنها، وفرضت تلك الدول عقوبات على روسيا بهدف شل اقتصادها.
وتدعم دولة الإمارات جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة بما يخدم الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
وبموازاة جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة، تنشط أيضا الجهود الإنسانية لدولة الإمارات للتخفيف من وطأة الأزمة.
القضايا الإقليمية والدولية
أيضا في دلالة التوقيت يأتي الاجتماع الخليجي -الروسي الخامس قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، للمملكة العربية السعودية، يلتقي خلالها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وتتناول "أزمة الطاقة والحرب في أوكرانيا واليمن والملف النووي الإيراني".
أيضا يأتي الاجتماع قبل يوم واحد من اجتماع (أوبك+) في فيينا، المتوقع أن يتم خلاله تجديد الالتزام باتفاق إنتاج النفط الذي تم التوصل إليه العام الماضي.
ويتوقع أن تكون كل تلك الملفات إضافة إلى الأزمة السورية وإمدادات الطاقة على أجندة الحوار الاستراتيجي الخامس في إطار حرص الجانبين على بحث مختلف القضايا الإقليمية والدولية في أبعادها الاقتصادية والسياسية والأمنية.
تعزيز التعاون
أيضا يأتي الحوار الاستراتيجي الخامس بعد نحو 5 أعوام من الاجتماع الرابع الذي عقد في موسكو عام 2016، الأمر الذي يبرز إدراك الجانبين أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، وأنّ هناك مجالات تعاون كثيرة بينهما يجب الدف بها.
كما يأتي في إطار حرص مجلس التعاون لدول الخليج العربية على إجراء حوارات استراتيجية مع القوى والتكتلات المختلفة حول العالم من أجل إقامة شبكة من المصالح التي تعود بالنفع على شعوبه من ناحية وتبادل الرؤى ووجهات النظر حول القضايا والملفات المختلفة في منطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم من ناحية أخرى .
ويكتسب الحوار أهميته من حجم وثقل الجانبين، فدول مجلس التعاون الخليج تحظى بثقل سياسي واقتصادي في العالم ولها دور مؤثر في الساحتين الإقليمية والدولية وتقوم بدور فاعل في توجيه أحداثه وتفاعلاته.
كما أن روسيا دولة مهمة في العالم ولها تأثيرها القوي في مجريات الأمور فيها فضلا عن أن لها روابطها المهمة مع منطقة الشرق الأوسط والخليج على المستويات السياسية والإقتصادية والثقافية والأمنية .
جولات الحوار الاستراتيجي
وقبيل اجتماع اليوم، عقدت 4 جولات للحوار الاستراتيجي بين الجانبين، حيث عُقد الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الاتحادية، في أبوظبي في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2011م، تم فيه التوقيع على مذكرة تفاهم تنظم آليات الحوار الاستراتيجي بينهما.
وترأس الاجتماع من جانب مجلس التعاون الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، ومن الجانب الروسي سيرجي لافروف.
وأكد الجانبان في ختام الاجتماع التزامهما بتعزيز النظام العالمي القائم على مبادئ التعددية والالتزام بأحكام ميثاق الأمم المتحدة وغيرها من مبادئ ومعايير الشرعية الدولية والالتزامات الدولية واحترام الحقوق والمصالح المشروعة والسيادة الوطنية لجميع الدول.
كما أكد الجانبان أن العلاقات بين دول المنطقة يجب أن تكون مبنية على حسن الجوار والاحترام الكامل لسيادة الدول، واستقلالها، وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
كما شددا على أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وجعل منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج، خالية مــن أسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها.
وعقد الاجتماع الثاني في الرياض 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 وتصدر أجندته بحث الأزمة السورية وتطوراتها.
وفي 19 فبراير/شباط 2014، استضافت الكويت الاجتماع الوزاري المشترك الثالث للحوار الاستراتيجي بين الجانبين، وتعهدوا خلاله تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الاصعدة بما فيها التجارية والاقتصادية ودعم كافة الآليات التي من شأنها تعزيز العلاقات وضمان استدامتها.
وفي 26 مايو/أيار 2016 ، عقد الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية ، في العاصمة الروسية موسكو.
وتم خلاله الاتفاق على استمرار التعاون في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ، وتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية .
وتم خلاله الاتفاق على مكافحة الإرهاب والعمل معاً لمنع ودحر الأعمال الارهابية، من خلال التعاون الدولي.
كما تم خلاله الاتفاق على تفعيل وتطوير الحوار السياسي حول القضايا الإقليمية والدولية الملحة، ومواصلة الاتصالات المنتظمة بين وزراء الخارجية، بالاضافة إلى المشاورات بين وزارات الخارجية لتحقيق ذلك.
وإضافة إلى اجتماعات الحوار الاستراتيجي، حرص الجانبين على تعزيز التعاون بينهم في المناسبات المختلفة.
و24 سبتمبر/أيلول الماضي، تم عقد اجتماع وزاري مشترك في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة.
وتناول الاجتماع سبل تعزيز العلاقات بين الجانبين الخليجي والروسي وإيجاد فرص جديدة للتعاون والتنسيق المشترك لخلق شراكة استراتيجية في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة.
كما استعرض المشاركون في الاجتماع التطورات والمستجدات الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي 29 سبتمبر/أيلول 2020، ترأست دولة الإمارات العربية المتحدة الاجتماع الوزاري بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الروسي.
واستعرض الاجتماع الذي عقد بتقنية الاتصال المرئي سبل تعزيز العلاقات إلى جانب تبادل وجهات النظر في الملفات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
كما بحث الاجتماع الوزاري الخليجي الروسي أوجه التنسيق المشترك لمواجهة التحديات المستجدة كالتعامل الفعال مع جائحة كوفيد 19، إضافة إلى سبل تهيئة الأجواء لانتقال المنطقة من مرحلة التوتر والأزمات إلى الاستقرار والتنمية وأهمية تدعيم ركائز بناء الثقة لتحقيق ذلك.
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA=
جزيرة ام اند امز