مثقفون إماراتيون: رحيل حبيب الصايغ خسارة فادحة للأدب العربي
الشاعر والمترجم الإماراتي الدكتور غام شهاب قال إن "خبر رحيل الشاعر حبيب الصايغ فاجع وخسارة فادحة للأدب والثقافة في العالم العربي".
قال كتاب ومثقفون إماراتيون إن الشاعر والكاتب الإماراتي الراحل حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي وافته المنية، الثلاثاء، أثّر في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي، وترك بصماته الواضحة، ورحيله فاجع وخسارة فادحة للأدب والثقافة في الإمارات والعالم العربي.
واعتبر الشاعر والمترجم الإماراتي الدكتور غام شهاب "خبر رحيل الشاعر حبيب الصايغ فاجع وخسارة فادحة للأدب والثقافة في الإمارات والعالم العربي، لأنه كان المسؤول الأول في اتحاد الأدباء العرب".
وأضاف: "تربطني به صداقة شخصية ومودة قوية وتقدير أدبي متبادل منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، وأسأل الله أن يجعله في الفردوس الأعلى ويصبر أهله وأصحابه والمعجبين به، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
فيما قال سعيد حمدان الطنيجي، مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: "حبيب الصايغ شخصية لا تعوض، فقد عاش محباً لوطنه، وللشعر وللصحافة؛ حيث امتزج هذا الثلاثي عنده وسخر كل أدواته؛ لذلك عاش مهموماً بالوطن والشعر والصحافة، فأبدع فيهما وظل من خلالهما يدافع بحب وشراسة المحب ضد من يحاول أن ينال من وطنه أو قيادته".
أضاف الطنيجي: "من عايش حبيب الصايغ عن قرب يعلم أنه كان مدرسة قائمة بذاتها في مجال الصحافة، فهو يعلم متى يكتب وماذا يكتب، ومتى عليه أن يقسو في نقده ومتى يستخدم الرمزية ومتى يشيد وبماذا يشيد، فقد ظل يمارس مهنة وهواية الكتابة والصحافة واتخذ منها نهج حياة، ولم يستطع أن يتخلى عنها رغم الوظائف والمناصب الأخرى التي تقلدها".
وواصل حديثه: "من تابع سلسلة مقالات الصايغ التي استمرت حتى آخر يوم في حياته يقرأ هذا الحب وهذا الخوف ما بين السطور ، ظل يكتب ويدافع عن الوطن ومكتسباته ويرفع سقف حرية الطرح والتناول في ميدان الصحافة".
وقال خالد الظنحاني، رئيس جمعية الفجيرة الثقافية: "رحم الله تعالى الشاعر الكبير الحبيب الصائغ، مهما تحدثنا عنه لا نوفيه حقه، فهو شخصية ثقافية عربية مهمة أثرى الساحة الثقافية الإماراتية والعربية بجهوده الجبارة، سواء كانت ثقافية أو إعلامية، كما أغنى المكتبة العربية بمؤلفات وكتب متجددة، فهو صاحب أسلوب في الشعر أثر على أجيال من الشعراء من خلال توليه رئاسة اتحاد أدباء الإمارات واتحاد الأدباء العرب. وأحدث نقلة نوعية، وأشاد الأدباء والكتاب العرب بشخصيته لأنه قدم لهم الكثير".
وأضاف: "حبيب الصايغ لا نوفيه حقه مهما تحدثنا عن مناقبه، آخر أمسية له كانت في الفجيرة؛ حيث نظمتها له جمعية الفجيرة الثقافية من خلال بيت الشعر، إذ قال أرى خالد الضنحاني يمشي على خطى حبيب الصايغ، وأنني أرى شبابي فيه. كلام جميل ومؤثر. كثير من الحضور أشادوا بهذا الحديث وأعتبره أنا وساماً أضعه على صدري. تغمده الله بواسع رحمته".
وأشار المؤرخ الإماراتي حسين البادي: "فقدت دولة الإمارات العربية المتحدة وساحتها الثقافية والإعلامية قامة من قاماتها الرفيعة وهو الأديب والإعلامي الكبير حبيب الصايغ، رحمه الله، الذي تقلد العديد من المناصب في المؤسسات الثقافية والإعلامية، وأثرى الساحة بالكثير من إسهاماته، واستطاع أن يربط ساحة الإمارات بالساحات العربية والعالمية من خلال تواصله وارتباطه بالمؤسسات الثقافية والإعلامية ورجال الثقافة والإعلام في معظم بلاد العالم، وحضوره المحافل والمؤتمرات والفعاليات والإسهام بها برأيه وفكره الذي كان له الأثر في تلك المشاركات، وكانت له بصمته المميزة التي طبعها في تلك الأماكن التي تواجد فيها".
وأضاف: "سنذكره وسيذكره التاريخ الذي يسطر بمداد من ذهب لسيرة ومسيرة هؤلاء العظام في تاريخ دولتنا وأمتنا العربية والإسلامية، فقد ترك لنا الصايغ العديد من نتاجاته الأدبية التي أثرى بها المكتبة الثقافية".
فيما قال الكاتب والأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله إن المغادرة السريعة والمفاجئة والصادمة لحبيب الصايغ مؤلمة على الصعيد الشخصي، والوطني؛ فهو أخ وصديق وزميل ورفيق درب وقدوة لجيل من رواد الثقافة والعمل التطوعي في الإمارات.
وأضاف "تعلمت من المرحوم كما تعلم جيل بأكمله قول كلمة الحق والشجاعة في النقد البناء والحريص، والألم مضاعف لمغادرته على الصعيد الوطني فهو رائد من رواد العمل التطوعي والثقافي والصحفي في الإمارات، وله بصماته الواضحة منذ الولادة الأولى لدولة الإمارات".
وأشار إلى أن "غياب الأخ والصديق حبيب الصايغ خسارة كبيرة بل أكبر مما نتصور للوسط الصحفي والمشهد الثقافي في الإمارات وعموم الوطن العربي، رحمه الله وغفر له".
فيما أبدى الشاعر العماني سيف الرحبي صدمته بالخبر، قائلاً: "صدمني الخبر المفاجئ لرحيل الشاعر الصديق الحبيب الصايغ فلم أعرف أنه يعاني من مرض معين لأنني لم أره منذ زمن طويل. وكما يقول الشاعر زهير ابن أبي سلمى":
رأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ/ تُمِـتْهُ وَمَن تُخْطِئ يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ
وأضاف الرحبي: "وكما يقول الكاتب البلجيكي جورج سيمنون: يموت الأصدقاء ويصيبني الدوار. عرفت الفقيد منذ فترة مبكرة، منذ تأسيس مجلة أوراق التي كنت أعمل معه فيها. تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة، وعزائي لأخيه أحمد الصايغ، ولأولاده وعائلته وللشعر والثقافة".
فيما قال الفنان السوري حسن أدلبي: "عرفت حبيب الصايغ قبل أن آتي إلى الإمارات رسمته في أول معرض لي، وتعرفت عليه شخصياً، وعندما رأى لوحته التي رسمته فيها، انفجر في الضحك. كان يقدر فن الرسم كثيراً، وهذا ليس غريباً على مبدع كبير بحجم حبيب الصايغ، رحمه الله. وقد شاءت الصدف أن أعمل معه لسنوات عديدة وكانت من أنجح وأسعد الفترات في حياتي".
ولد حبيب يوسف عبدالله الصايغ في أبوظبي عام 1955، وحصل على إجازة الفلسفة عام 1977، كما حصل على الماجستير في اللغويات الإنجليزية العربية والترجمة عام 1998 من جامعة لندن.
عمل في مجالي الصحافة والثقافة وكتب زاوية يومية في صحيفة "الخليج" الإماراتية، ونشر إنتاجه عربياً في وقت مبكر، وشارك في عشرات المؤتمرات والندوات العربية والعالمية.
وترجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والصينية.
حصل في عام 2004 على جائزة تريم عمران -فئة رواد الصحافة، وكرمته جمعية الصحفيين عام 2006 كأول من قضى 35 عاماً في خدمة الصحافة الوطنية.
حصل في عام 2007 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وكانت المرة الأولى التي تمنح لشاعر.
aXA6IDMuMTQ0LjE3LjE4MSA= جزيرة ام اند امز