حضرموت تُرسي نموذجا رائدا لتطوير التعليم في اليمن رغم التحديات

وسط الدمار الذي خلفته الحرب الحوثية على البنية التحتية للتعليم في اليمن، تبرز محافظة حضرموت كنموذج استثنائي في تحديث المناهج وتطوير المهارات العلمية للطلاب، مواكبةً لمتطلبات العصر، لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوت والبرمجة.
ورغم التحديات، أطلقت السلطات التعليمية في حضرموت سلسلة مبادرات نوعية لتأهيل الطلاب وتعزيز قدراتهم التنافسية إقليميًا ودوليًا.
وأوضح مدير عام مكتب التربية والتعليم بساحل حضرموت، أمين باعبّاد، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، أن المكتب أعد خطة استراتيجية عام 2024 لتشخيص واقع التعليم، أفضت إلى إطلاق "أولمبياد حضرموت"، الذي يشمل منافسات علمية في الكيمياء والفيزياء والبرمجة واللغة الإنجليزية والرياضة المدرسية، ويمتد إلى جميع المديريات.
وأشار باعبّاد إلى أن المكتب أنشأ معامل للروبوت في عدد من المدارس، ونظم بطولتين في الذكاء الاصطناعي ويستعد للثالثة، بعد تدريب كادر مؤهل لتدريب الطلاب وتحكيم المسابقات، مؤكدًا أن هذه الفعاليات باتت تضاهي نظيراتها الدولية.
كما تم تنظيم مخيمات صيفية تحت عنوان "مهارات المستقبل"، اهتمت بتعليم البرمجة واللغة الإنجليزية والتدبير المنزلي والتكنولوجيا، إضافة إلى الجوانب الثقافية والترفيهية، رغم غياب مناهج وزارية متخصصة في هذه المجالات. وابتكر المكتب مناهج خاصة تُدرّس حاليًا في المدارس الثانوية وتتناول الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتسويق الرقمي.
وأكد باعبّاد أن حضرموت تستثمر في تعليم "المهارات الحياتية" لتهيئة الطلاب للحياة الجامعية وسوق العمل، مثل كتابة السيرة الذاتية ومهارات العرض والبحث العلمي، ما يجعل من تجربة حضرموت نموذجًا قابلًا للتطبيق في بقية المحافظات اليمنية.
وقد استضافت المحافظة مؤخرًا اختبارات المفاضلة للمشاركة في الأولمبياد العاشر للكيمياء في الأردن، ضمن شراكة بين وزارة التربية ومؤسسة حضرموت للتنمية البشرية، كما سبق لطلاب المحافظة أن شاركوا في أولمبياد العراق وحصدوا ميداليات برونزية، وفي "الهاكاثون الخليجي" قدموا مشاريع مشتركة مع طلاب سلطنة عمان.
واختتم باعبّاد حديثه بالتأكيد أن "تجربة حضرموت التعليمية متاحة للجميع، ونتطلع إلى تعميمها على مستوى الوطن"، مشددًا على أهمية الشراكات المحلية والدولية لتجاوز صعوبات الواقع وتحقيق طموحات التعليم العصري في اليمن.