بالفيديو.. معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة": سفر إلى تاريخ الرحلات المقدسة
معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة" الذي افتتحه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، يسلط الضوء على تاريخ الرحلات المقدسة إلى بيت الله الحرام
يحضر التاريخ، وتُفتح أبواب الذاكرة على رحلات ضيوف الرحمن.. رحلات مقدسة صنعت أثراً في المجتمعات الإسلامية حول العالم.
هذه الرحلة تؤرخ هنا في معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة" الذي افتتحه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الأربعاء، احتفاء بمرور 10 سنوات على افتتاح جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، وترسيخاً لدوره الحضاري والثقافي.
المعرض الذي يقام في "مركز جامع الشيخ زايد الكبير"، يستمر حتى 19 مارس 2018، ويسلط الضوء على رحلة حج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، العام 1979، كما يبرز المعرض صوراً توثيقية وتاريخية لترحال الحجاج الإماراتيين.
وتجول الشيخ منصور بن زايد في أرجاء المعرض، الذي ينظم بالتعاون بين المركز ودائرة الثقافة والسياحة، ويضم مجموعة نادرة من المخطوطات الإسلامية والصور الفوتوغرافية التاريخية والآثار والأعمال الفنية الكلاسيكية والمعاصرة التي استعيرت من 15 مؤسسة محلية وعالمية، علاوة على المجموعات والمقتنيات الخاصة وتذكارات الحج التي قدمها أفراد المجتمع.
وقال الشيخ منصور بن زايد آل نهيان: إن تنظيم المعرض واحتواءه على هذا القدر من الثراء الثقافي والتاريخي يؤكدان المكانة المرموقة التي يتمتع بها "مركز جامع الشيخ زايد الكبير" كمنارة ثقافية حضارية تُعنى برقي الإنسانية استنادا إلى تعاليم ديننا الحنيف وجوهر العادات والتقاليد والثوابت والقيم الرفيعة التي عرفت بها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله".
وأضاف نائب رئيس مجلس الوزراء أن المعرض يعد الوجهة المثالية للتعرف عن قرب إلى عمق مفهوم التسامح في الإسلام من خلال ثراء موروث رحلة الحج الكبرى التي تطورت عبر الزمن بتزايد الحجاج من مختلف بقاع الأرض الذين تحدوا عناء ومشقة السفر الطويل، واصفا الحج بأنه رحلة للعودة إلى الذات الأصيلة ومواجهة التعصب الذي ينبذه الإسلام بسماحته وسمو قيمه.
وأعرب الشيخ منصور بن زايد عن سعادته برؤية المواد التوثيقية لرحلة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، مؤكدا أنها تثري محتوى المعرض، وتقدم نموذجا إنسانيا لقائد فذ جعل من المبادئ والقيم السامية أسلوب حياة في الدولة، ما بوأها المركز الأول إقليميا والثالث عالميا على مؤشر التسامح ضمن تقرير الكتاب السنوي العالمي الصادر عن معهد التنمية الإدارية في سويسرا.
وقال وزير شؤون الرئاسة: "إن مثل هذه الفعاليات تمثل دعوة مفتوحة للربط السليم بين الحاضر والماضي واستشراف المستقبل بقيم التعايش والتنوع والوسطية والإيثار والاعتدال، مستلهمين أقوال الشيخ زايد وأفعاله العظيمة التي شكلت في مجملها منظومة عمل متكاملة جعلت من الإمارات واحة للتعدد والتنوع الثقافي"، معرباً عن سعادته بتحول هذا الصرح الكبير إلى مركز جذب للسياح الذين يتوافدون عليه من مختلف الجنسيات للاطلاع على العمارة الإسلامية المبدعة التي تروي تاريخ الحضارة الإسلامية التي نعم الإنسان في ظلها بالسلام والتعايش والنماء الفكري والمادي.
من جهته، قال أحمد جمعة الزعابي، نائب وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء مركز جامع الشيخ زايد الكبير: إن تدشين سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للمعرض يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز مكانة الدولة كقبلة للاعتدال والتوازن والعيش المشترك في بيئة أصيلة متمسكة بقيمها النبيلة المستمدة من الفكر الإسلامي السمح والأخلاق الإنسانية العالية، في أجواء مفعمة بالسلام والخير.
وأوضح أن أهمية المعرض تكمن في قيمته وموقعه كونه يسلط الضوء على فريضة إسلامية عظيمة وحقائق تاريخية مشوقة تطل على العالم من نافذة "مركز جامع الشيخ زايد الكبير" الصرح الحضاري.
وقال نائب وزير شؤون الرئاسة: إن دولة الإمارات قدمت للعالم نموذجا ملهما يحوي نهضة طالت كل مناحي الحياة، مع التمسك بالقيم النابعة من قيمها العربية والإسلامية".
وأضاف: "إننا نعتبر المركز مشروعا شاملا يحمل على عاتقه رسالة أخلاقية نبيلة ترتكز على موروث القيم النابع من تعاليم الإسلام وتقاليد وسيرة الآباء والأجداد، فيما يأتي المعرض ليمثل عنوان هذه الرسالة بما فيه من إشارات وجدانية وروحية وآثار وتذكارات وصور تاريخية تروي للعالم جانبا إيمانيا وإنسانيا لقائد في حجم ومكانة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".
وأوضح محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة أن: "إقامة المعرض بالتعاون مع مركز جامع الشيخ زايد الكبير، تسهم في تحقيق استراتيجيات الدائرة الرامية إلى الاحتفاء بالتراث والترويج له، باعتباره المكون الأساسي لهويتنا وواقعنا الحضاري".
وأضاف "أن زوار المعرض سيلمسون حجم التنوع والثراء في المعروضات المتعلقة بالشعيرة الكبرى في الإسلام، التي من خلالها يشهد كل حاج بنفسه عظمة ديننا السمح الذي يجمع تحت رايته كل أعراق البشرية بتعدد الثقافات والمشارب، وفي الوقت نفسه تجعلهم يتساوون أمام الخالق".
ويضم المعرض في أقسامه الستة مختارات من الصور التاريخية والقطع الأثرية التي تحكي بدايات انتشار الإسلام، وتروي قصة وصوله إلى المنطقة، ثم تتطرق إلى أهمية القرآن الكريم ونصوصه السماوية وأركان الإسلام الخمسة المختومة بفريضة الحج ومناسكها المقدسة، كما يتطرق إلى تاريخ مكة المكرمة وبيت الله الحرام والمدينة المنورة ومكانة كل منها في قلوب المسلمين.