حج «البراءة» يفجر الغضب.. عاصفة رفض لدعوات خامنئي
مرشد إيران علي خامنئي يفجر الغضب والرفض بين نشطاء مواقع التواصل عقب تدوينات حول ما وصفه بـ«حج البراءة» خلال مناسك حج 2024.
ورد مغردون بمقاطع فيديو لوزير الحج السعودي توفيق الربيعة، ولقيادات أمن الحج حذروا فيها من رفع شعارات سياسية في الحج.
وشددوا على أن "أمن الحجاج خط أحمر"، وأن "قوات الأمن ستتعامل بكل حزم وقوة مع كل من يحاول التأثير على أمن وسلامة ضيوف الرحمن".
حج «البراءة»
وقال خامنئي في تغريدات له عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "إكس" ( تويتر سابقا)، إن "حجاج إيران سيؤدون مراسم البراءة من المشركين على جبل عرفة غدا السبت"، وسيتم خلالها تلاوة نداء وجهه لهم.
ودعا إلى أن يتخطى مفهوم البراءة هذا العام موسمَ الحجّ وميقاتَه، إلى الدول والمدن التي يقطنها المسلمون في أرجاء العالم كلّه، وتتعدّى الحُجّاجَ إلى كلّ فردٍ من الناس.
وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم مرشد إيران الراحل الخميني الحجاج الإيرانيين برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات "تتبرأ ممن يعتبرونهم مشركين" وإبداء مواقفهم من مختلف القضايا السياسية، باعتبار أن الحج يجب أن "يتحول من مجرد فريضة دينية إلى فريضة سياسية" عى حد اعتبارهم.
رفض واسع
تقف المملكة العربية السعودية بحزم أمام محاولات تسييس الحج، مشددة على أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم هذه الشعيرة واستثمارها في بذل الطاعات والعبادات تقربًا لله، وعدم الخروج عن هذا النسك العظيم برفع أية شعارات سياسية أو مذهبية.تغريدات خامنئي قوبلت برفض واسع من المغردين ممن اعتبروها تحريضية ضد الحج، ،وفق ما رصدته "العين الإخبارية".
وأكد مغردون رفضهم سعي إيران إلى "تصدير الثورة" عبر استغلال مواسم الحج للإعلان عن مواقف سياسية تتبناها بإقامة مراسم ما يسمى بـ"البراءة من المشركين".
ومن بين ردود عديدة رافضة للتصريحات، غرد محمد بن حمود الهدلاء، الباحث والمستشار في الشؤون الأمنية والقضايا الفكرية و الأمن ﺍﻟسيبراني ومكافحة التطرف والإرهاب الإلكتروني في السعودية، بنشر مقاطع فيديو لقيادات أمن الحج ووزير الحج السعودي تضمنت تصريحات تحذر من تسييس هذه الشعيرة.
وغرد قائلا "لن نقبل من كائن كان بمخالفة الأنظمة وتسييس شعيرة الحج في بيت الله الحرام وموسم الحج، وللسعودية الحق في مراقبة الحجاج وإخماد أية فتنة تحدث في الحج ولو بالقوة."
بدوره، نشر نايف القحطاني مقطعا من المؤتمر ذاته، وغرد :"من أراد رضا الله فهو في بيت الله والمشاعر المقدسة ومرحب به ضمن ضيوف الرحمن.. و من أراد إشغال المسلمين وصدهم عن ذكر الله سيدفع الثمن غالياً و يتمنى لو لم تلده أمه..".
تحذيرات أمنية
ردا على سؤال حول كيفية التعامل مع من يحاول تسييس الحج أو يرفع شعارات سياسية، أكد مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية للحج الفريق محمد بن عبدالله البسامي، خلال المؤتمر الصحفي لقيادات قوات أمن الحج لهذا العام "أهيب بكل ضيوف الرحمن التفرغ التام لأداء مناسك الحج".وأضاف: "أمن الحجاج خط أحمر، أمن المشاعر المقدسة خط أحمر، أمن الوطن بشكل عام خط أحمر، وقوات الأمن ستتعامل بكل حزم وقوة مع كل من يحاول التأثير على أمن وسلامة ضيوف الرحمن."
وشدد البسامي على أن "القوات الأمنية جاهزة للتعامل مع كل ما يمس الإخلال بالأمن أو النظام ومنع كل الأعمال المؤثرة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن".
وفي رده على سؤال بشأن عدد رجال الأمن في الحج هذا العام، أوضح البسامي أنه "لا يوجد أي بقعة في مكة غير مغطاة برجال الأمن أو أدوات رجال الأمن من كاميرات وتحليل بالذكاء الاصطناعي".
من جهته، أكد قائد قوات الطوارئ الخاصة برئاسة أمن الدولة اللواء ركن محمد بن مقبول العمري، أن قوات الطوارئ الخاصة تعمل على المحافظة على حفظ الأمن والنظام في مكة المكرمة والمدينة المنورة والعاصمة المقدسة.
كما تعمل على تأمين الحماية لضيوف المملكة ومنع المخالفين لأنظمة الحج من الوصول إلى المشاعر وإدارة حركة الحشود وتنظيم رمي الجمرات وفق الخطط الأمنية وإدارة الحشود في الساحة الجنوبية للحرم المكي.
وكشف خلال المؤتمر الصحفي، عن وجود قوات "تدخل سريع" نخبوية في صعيد عرفة مهمتها خدمة ضيوف الرحمن لتحقيق أمنهم.
الرسائل ذاتها أعادت التأكيد عليها قيادات أمن الحج خلال الحفل السنوي الذي نظمته قوات أمن الحج المشاركة في الموسم الحالي، بحضور الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا قبل يومين.
وأكد البسامي، في كلمة ألقاها خلال الحفل، أن قوات أمن الحج على أتم الاستعداد والجاهزية للتعامل بأقصى درجات الحزم والقوة لمواجهة كل ما قد يعكر صفو ضيوف الرحمن، وبما يكفل لهم أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة.
واستعرضت قوات أمن الحج جاهزيتها من خلال تنفيذ عدد من الفرضيات الأمنية التي أظهرت مستوى القدرة والإتقان التي تتميز بها القوات، كما تم استعراض أبرز الآليات والمدرعات والمركبات الخاصة، وطيران الأمن.
وكانت السعودية قد حذرت في وقت سابق من رفع شعارات سياسية في الحج، مؤكدة أن الحج للعبادة وأداء المناسك بخشوع وطمأنينة.
وقال وزير الحج والعمرة توفيق الربيعة، الخميس الماضي، إن "الحج للعبادة وليس لأية شعارات سياسية وهذا ما تعمل عليه قيادة المملكة أن يكون به أعلى مظاهر الخشوع والطمأنينة والروحانية".
تحذيرات دينية
على مدار الأيام الماضية، حرص علماء الدين في السعودية على تقديم رسائل توعوية لحجاج بيت الله الحرام، دعوهم فيها إلى أن يتفرغوا لأداء المناسك والعبادة، وأن يتجنبوا الشعارات السياسية والنعرات العصبية والخلافات المذهبية.وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال خطبة الجمعة بالحرم المكي، الشهر الماضي، أن الحجّ عبادة من أعظم العبادات، وله من الشروط والأركان والواجبات ما يجب على كل من أَمَّ هذا البيت أن يعلمها؛ فيعْمل بمقتضاها.