من هالاند إلى يامال.. هل يساهم التسويق الإعلامي في صناعة النجوم؟

يبدو أن هناك بعض الأسماء التي تجتذب وسائل الإعلام من اللاعبين ومن ثم يتصدروا المشهد في كافة العناوين والأخبار.
في كرة القدم دوماً ما تكون هناك أسماء جاذبة وأبرزها المهاجمين والنجوم أصحاب المهارات الفذة، يتعلق الأمر كذلك بأمور أخرى قد لا تكون فنية.
يصنع لاعب كرة القدم لنفسه اسماً بطرق شتى، المستوى الفني، اسم الفريق الذي يدافع عن ألوانه، البطولات والأهداف، ولكن هناك إرث معين يجعل هذا اللاعب في مصاف الأساطير.
ولكن أيضاً هناك أسماء صاعدة لم تصنع تاريخاً كبيراً بعد ولكنها في لحظة ما تصبح حديث الصحافة والجماهير والبرامج التلفزيونية ويعلق المدربون على ما يفعلوه في المؤتمرات الصحفية قبل كل مباراة.
لامين يامال
ظاهرة النجوم الشباب الذي يتحولون بفضل التسويق الإعلامي في سن مبكر إلى أسماء لامعة لا يؤدي بالضرورة إلى ضمان النجاح.
بالنظر إلى الساحة العالمية الآن سنجد أنه في خلال الموسم الأخير تحول لامين يامال جناح برشلونة المتألق إلى المستهدف الأول إعلامياً من قبل الصحافة.
وهناك أكثر من سبب لهذه الظاهرة، لكن أهمها سن يامال الصغير والذي أتم في 13 يوليو/ تموز الماضي 18 عاماً.
وتكمن الإشادة الدائمة عند الحديث عن يامال في نجاحه في الوصول لمستويات فنية عالية ومبهرة في سن صغير للغاية وهو أمر ملفت للنظر.
وبالتالي فباتت أخبار صداقاته مع الفتيات وإجازاته الصيفية وعلى أي شاطئ يعيشها ويقضي أوقاته، عيد ميلاده الذي أثار الجدل وطلبه وجود فتيات بأجساد معينة، والطريقة غريبة الأطوار التي ظهر فيها خلال عيد الميلاد، كلها عوامل زادت من الاهتمام به.
ولكن بالنظر للقيمة السوقية للامين يامال فهو النجم الأغلى في العالم بقيمة تبلغ 200 مليون يورو، وهذا طبيعي لأنه الأصغر، 18 عاماً، ويلعب في الدوري الإسباني الذي يربط نجومه بشروط جزائية ضخمة.
ولكن هناك عنصر مهم ليس فقط مهارات لامين يامال، ولكن مقارنة هذه المهارات بالأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة كرة القدم الحية وهو ما وضعه في مكانة مختلفة.
الخروج من أكاديمية "لا ماسيا" وحمل لواء ميسي، والمقارنات التي يعقدها الجمهور والمحللين واللاعبين، والإمكانيات الفذة التي لا جدال عليها للامين يامال كلها زادت في ارتفاع قيمته السوقية، وحولته لنجم يسوق نفسه بنفسه بأي خبر ينشر عنه.
ولقد لعب الإعلام دور كبير في هذه الظاهرة، كون يامال يقدم لهم مجموعة من الظواهر الاستثنائية عبر عمره وإثارته للجدل ومهاراته الاستثنائية وحمله لواء ميسي.
ورغم ذلك حذر الألماني هانز فليك مدرب برشلونة الإعلام من أن هذه الأمور قد تؤثر على لامين يامال، وهي نصيحة مررها كذلك البرتغالي كريستيانو رونالدو عقب مواجهته يامال في نهائي الدوري الأوروبي "يوربا ليغ" في يونيو/ حزيران الماضي.
نجوم يسوق لهم وآخرون لا
وبالنظر إلى أسماء أخرى سنجد أن ما يحدث مع لامين يامال قد حدث معهم، ولكن هناك أسماء لامعة أخرى لا تنال نفس هذا التقدير الإعلامي الذي يرفع قيمتهم حتى لو ارتفعت قيمتهم الفنية.
الإسباني رودري نجم مانشستر سيتي الذي لم يحظ بتلك الهالة الإعلامية رغم الاتفاق الفني على مستواه من المتخصصين، لاقى هجوماً شديداً عند تتويجه بجائزة الكرة الذهبية في 2024.
وبالنظر إلى تتويج رودري بالكرة الذهبية في 2024 فلقد بدا غريباً لأنه حقق دوري أبطال أوروبا والثلاثية مع مانشستر سيتي في 2023 ولكنه فاز بجائزة العام التالي التي كان يفترض تحقيق فينيسيوس جونيور لها.
الجائزة في حد ذاتها للإعلاميين والصحفيين، حيث يتم اختيار اسم من 3 أسماء مرشحة في القائمة الأخيرة، وقد يلعب التسويق الإعلامي دورا حاسما في اختيار اسم الفائز حينها.
ويأتي ذلك رغم أن بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي دائماً ما يمنح نجم الوسط الإسباني إشادات واسعة عند الحديث عنه، ويربط تراجع النتائج أحياناً بالفترات التي يغيبها.
على العكس هناك أسماء جاذبة للتسويق الإعلامي ومن أبرزها الإنجليزي جود بيلينغهام، الذي حولته صحافة بلاده إلى أيقونة الجيل الحالي، ثم جاء انتقاله للريال ليكمل الصورة.
ومن المعروف عن الصحافتين الإسبانية والإنجليزية قدرتهما على تلميع النجوم بشكل لا جدال عليه ما يرفعهم كثيراً عند عقد المقارنات.
إيرلينغ هالاند حظي باهتمام أقل رغم أن أرقامه تتفوق على بيلينغهام ولكنه أثبت نفسه أكثر بالمستوى الفني الذي يقدمه على أرض الملعب.
وبالتالي، هل تعتقد أن التسويق الإعلامي يساهم في تغيير الآراء تجاه نجوم كرة القدم؟