هل عادت «حماس»؟
"لا نريد حماس أن تحكم ولا نريد أن نسمع كلمة المقاومة".. عبارة تلخص حال الكثيرين من سكان قطاع غزة وهم يلملمون جراحهم من بين الأنقاض.
هذا ما قالته مها، التي نزحت من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات في وسط القطاع، في حديثها مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، معلقة على ظهور مسلحي حماس في الشوارع بعد وقف إطلاق النار.
الصحيفة وفي تحليل لها بعنوان "هل عادت حماس؟" تطرقت للمشهد الذي ظهر فيه عشرات من مسلحي حركة حماس بأقنعتهم السوداء وعصابات الرأس الخضراء، مع بدء وقف إطلاق النار، الأحد الماضي، لتسليم 3 رهائن إلى مركبات الصليب الأحمر التي ستنقلهم إلى إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن صور مسلحي حماس، صدمت الجمهور في إسرائيل، وأثارت تساؤلات خطيرة حول فعالية الحملة الشرسة التي شُنت على القطاع.
حماس وحيلة التغطية على خسائرها
وفي حين حذر بعض المحللين الإسرائيليين من أن موكب المسلحين الملثمين كان حيلة علاقات عامة تخفي الخسائر الهائلة التي تكبدتها حماس، رأى آخرون أنها دليل على الافتقار إلى التخطيط الاستراتيجي من قبل حكومة بنيامين نتنياهو.
"لقد دُمرت غزة، لكن حماس لا تزال واقفة على قدميها"، هذا ما قاله آفي يسسخاروف، وهو محلل إسرائيلي متخصص في شؤون الشرق الأوسط وأحد مؤسسي برنامج "فوضى" التلفزيوني.
"والسبب وراء ذلك هو عدم اهتمام الحكومة الإسرائيلية بمناقشة أي خيار آخر لنظام بديل في غزة". يضيف يسسخاروف.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل ما يقرب من 47 ألف فلسطيني، وتقليص مساحات شاسعة من القطاع إلى أرض قاحلة غير صالحة للسكن.
في المقابل، عانت حركة حماس من خسائر مدمرة وتُركت قوة ضعيفة. فقد قُتل العديد من كبار قادتها، بما في ذلك زعيمها في غزة، يحيى السنوار، إلى جانب ما يقدر بآلاف من مقاتليها.
هل عوّضت حماس ما فقدته في الحرب؟
ومع ذلك، يحذر المسؤولون الدوليون من أن شراسة الحملة الإسرائيلية ومعاناة المدنيين ربما اجتذبت أعضاء جدد إلى الحركة، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي، إن بلاده تعتقد أن حماس جندت عددًا من المسلحين يساوي تقريبا عدد من فقدتهم.
وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز" في تحليلها الذي طالعته "العين الإخبارية"، إلى أن الكثيرين من سكان غزة يشعرون بالاستياء الشديد من حركة حماس بسبب الدمار الذي يعتقدون أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هو من جلب الحرب وساعد في إحداث ذلك الدمار.
وعن ظهور مسلحي حماس وهم يعتلون المركبات بأسلحتهم بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، رأته النازحة مها، "مشهدا استفزازيا".
وقالت :" لا نريدهم أن يحكموا ولا نريد أن نسمع كلمة المقاومة".
aXA6IDE4LjIyNC42Mi4xOTgg جزيرة ام اند امز