هدنة غزة.. حماس تلقي الكرة في ملعب نتنياهو «المهدد»

ألقت حركة "حماس" كرة وقف إطلاق النار في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بموافقتها على المقترح المصري القطري للهدنة في غزة.
ويتعين الآن على نتنياهو أن يختار ما بين اتفاق مقبول من قبل الغالبية من الإسرائيليين أو الإذعان لتهديد وزير الأمن القومي، اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير.
وجاء الاتفاق، بمبادرة من قبل مصر وقطر، في وقت كانت تستعد فيه حكومة نتنياهو لإقرار خطة احتلال مدينة غزة التي تثير الجدل الواسع في إسرائيل.
فعائلات الرهائن الإسرائيليين والمعارضة وكذلك أجهزة الأمن الإسرائيلية تدعم الاتفاق على حساب عملية عسكرية يخشى معارضوها من أن تمس بمصير الرهائن وتؤدي إلى مقتل جنود.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية النقاب عن أن الاتصالات التي أجرتها حماس والدول الوسيطة في الأيام الأخيرة حول اتفاق جزئي لإطلاق سراح الرهائن تمت بموافقة نتنياهو.
ونقلت عن مصدر إسرائيلي مساء اليوم قوله إن إسرائيل تلقت ردا رسميا من حماس، والذي تم نقله إلى مصر وقطر.
وأبلغ الوسطاء إسرائيل أن حماس لا طرح شروط أو ملاحظات في ردها.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية: "تقول مصادر مطلعة على التفاصيل إن الاقتراح يشبه إلى حد كبير الاقتراح الأصلي وهو إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 جثة لرهائن قتلوا، مقابل 60 يوما من وقف إطلاق النار ومفاوضات لإنهاء الحرب".
وقالت إنه "على الرغم مما يبدو أنه تقدم في محادثات الاتفاق، من المتوقع أن يجري نتنياهو نقاشا محدودا بعد غد الخميس للموافقة على خطط لاحتلال مدينة غزة".
ونقلت عن مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لا يستبعد صفقة جزئية، ولكن "في ظل ظروف معينة"، من المحتمل أن يرغب نتنياهو في تحسين الصفقة التي وضعها الوسطاء وحماس على الطاولة.
وقالت إنه "على الرغم من تصريحاته من خلال مكتب رئيس الوزراء بأنه مستعد فقط للتوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح جميع المختطفين، إلا أن الصفقة الجزئية لم تخرج بعد من جدول الأعمال".
وأضافت أن "مصدرا مطلعا على التفاصيل قال إن الاقتراح الذي وافقت عليه حماس يستند إلى الخطوط العريضة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ولكنه يتضمن أيضا تغييرات تتعلق بعمق انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وعدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، وطريقة توزيع المساعدات الإنسانية".
وتابعت: "تحاول حماس قلب الطاولة وتصوير نفسها لمصر وقطر والولايات المتحدة على أنها توافق على قطع شوط طويل لإنهاء الحرب، وفي حال اعترضت إسرائيل على رد "حماس"، سيتم تصويرها على أنها ترفض الصفقة".
رد حماس يضيق الفجوات وهذه التفاصيل
ومن جهتها، قالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية إنه"جرت محادثات بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وكذلك مع وسطاء قطريين".
ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن "رد حماس على إسرائيل يضيق الفجوات بين الطرفين بشكل كبير".
وأضافت أنه "وفقا للرد، فإن "حماس" مستعدة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، وإطلاق سراح 10 رهائن أحياء، وجثث 18 قتيلا".
وأوضحت أن الفجوات في قضية الإفراج عن السجناء قد تضاءلت حيث تطالب حماس حاليا بحوالي 150 سجينا محكومين بالسجن مدى الحياة، مقارنة بـ 200 سابقا، بينما إسرائيل مستعدة للإفراج عن 125 سجينا".
وقالت إنه "بالإضافة إلى ذلك، أبدت حماس مرونة في مسألة المنطقة العازلة على حدود غزة – إذ أنها مستعدة للاكتفاء (بسيطرة إسرائيلية) بعرض 800 متر إلى كيلومتر، بينما تطالب إسرائيل ب 1.2 كيلومتر".
وأضافت أن نتنياهو أوضح أنه غير مهتم باتفاق جزئي، بل فقط باتفاق شامل، لكن بحسب مصدر دبلوماسي، فإن الاقتراح المصري القطري الذي وافقت عليه حماس يعرف الإطار بأنه اتفاق شامل، والمرحلة الأولى هي مسار لإطلاق سراح جميع المختطفين.
من جانبها، صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "تتضمن الاتفاقية أيضًا تبادلًا للأسرى: سيتم إعادة 10 رهائن إسرائيليين أحياء مقابل 140 فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد و60 آخرين يقضون أكثر من 15 عامًا".
وأضافت أنه بمجرد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، سيتم تسليم مساعدات إنسانية واسعة النطاق - بما في ذلك الوقود والمياه والكهرباء وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز ومعدات إزالة الأنقاض - على الفور، بتنسيق من الأمم المتحدة والهلال الأحمر ومنظمات دولية أخرى".
وأشارت إلى أنه بموجب الاقتراح أيضا، سيُعاد فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، وينص اتفاق تبادل الرفات على أنه مقابل كل إسرائيلي متوفى، سيتم الإفراج عن 10 جثث فلسطينية".
ضغوط بن غفير وسموتريتش
وبالمقابل فإن وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وزميله وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يضغطان على نتنياهو لعدم قبول الاتفاق.
واعتبر بن غفير أن "نتنياهو ليس لديه تفويض للذهاب إلى صفقة جزئية".
وخاطب بن غفير رئيس الوزراء الإسرائيلي من خلال مقطع فيديو صوره، قائلا: "سأجعل الأمر قصيرا وبسيطا: ليس لديك تفويض للذهاب إلى صفقة جزئية، دماء جنودنا لا قيمة لها. علينا أن نقطع كل الطريق وندمر حماس".
أما سموتريتيش فقال: "نحن نقاتل فقط من أجل الفوز! لا يمكن بأي حال من الأحوال التوقف في المنتصف في صفقة جزئية من شأنها أن تتخلى عن نصف المختطفين ويمكن أن تؤدي إلى وقف الحرب بالهزيمة".
وأضاف أن "حماس تتعرض لضغوط كبيرة بسبب احتلال غزة لأنها تدرك أنها تدمرها وتنهي القصة".
واكتفى مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بالقول إن: "موقف إسرائيل لم يتغير، إطلاق سراح جميع الرهائن واستيفاء الشروط الأخرى لإنهاء الحرب".
المعارضة والعائلات تضغط لصالح اتفاق
ولكن الوزير السابق وزعيم حزب "أزرق أبيض" المعارض بيني غانتس جدد التأكيد على منح الحكومة شبكة أمان في الكنيست لتمرير الاتفاق رغم معارضة بن غفير وسموتريتش.
وقال غانتس على منصة "إكس" إنه "لدى الحكومة أغلبية واضحة وشبكة أمان واسعة لإعادة المخطوفين".
وأضاف مخاطبا نتنياهو: "هذا ليس وقت التردد، هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ القرارات الصائبة لمصلحة شعب إسرائيل وأمنها".
أما عائلات الرهائن فقالت في بيان لها: "نطالب نتنياهو بإجراء مفاوضات مُستمرة فورًا لإطلاق سراح جميع المختطفين من غزة، الشعب مع المختطفين.. سيُعيدهم.. ولن يسمح الشعب لرئيس الوزراء بنسف أي اتفاق آخر".
وأضافت أن "الوقت ينفد.. المختطفون الأحياء في حالة يُرثى لها.. قد يختفي المختطفون الأموات إلى الأبد.. يا نتنياهو، لقد قرر الشعب - المختطفون الآن! حان الوقت لإعادة الجميع إلى ديارهم وإنهاء هذا الكابوس".
وتابعت قائلة إنه: "خرج ملايين الإسرائيليين إلى الشوارع لدعم أكثر النضالات أخلاقية وإنسانية. تقود عائلات المختطفين كفاحًا حازمًا منذ شهر لإعادة إخواننا وأخواتنا، ولإعادة الجميع إلى آخر مختطف، ولإنهاء الحرب. سيعيد الشعب المختطفين".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز