اتفاق إسرائيل وحزب الله.. كيف يبدو مستقبل حماس بلا الحليف؟
لطالما اعتقدت حماس أن الحرب الأوسع في الشرق الأوسط من شأنها أن تقلب موازين اللعبة لصالحها
غير أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، بعد أكثر من عام من القتال، ترك هذه الاستراتيجية في حالة يرثى لها، مما قد يؤدي إلى إبعاد أهم حليف لحماس عن الصراع، وفقا لتحليل طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "نيويورك تايمز".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، أن الاتفاق هو خطوة إلى الأمام لإدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، التي حاولت احتواء تلك الحرب الأوسع وزيادة الضغط على حماس لإبرام صفقة مع إسرائيل وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم في غزة.
ولكن حتى قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار اللبناني، يوم الثلاثاء، قال مسؤولون فلسطينيون وأمريكيون إنهم يعتقدون أن القيادة السياسية لحماس مستعدة لإبرام صفقة والتخلي عن الاستراتيجية التي صاغها زعيمها يحيى السنوار، الذي قتلته القوات الإسرائيلية، في قطاع غزة، الشهر الماضي.
فبعد الهجوم المباغت الذي شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، ركز السنوار على محاولة هزيمة تل أبيب من خلال جرها إلى حرب شاملة مع حزب الله وإيران.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه طالما بدا أن هذه الاستراتيجية لديها فرصة، فإن السنوار سيمنع أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
حماس لوحدها
إلا أن الهجوم الإسرائيلي ضد حزب الله، الذي استهدف قيادته ومخزوناته من الأسلحة بعيدة المدى، والآن اتفاق وقف إطلاق النار، جعل حماس معزولة بشكل متزايد. وفق "نيويورك تايمز".
وقال تامر قرموط، أستاذ السياسة العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا: "حماس أصبحت وحيدة الآن. لقد ضعف موقفها بشكل خطير".
ويبدو أن إيران، التي تدعم حماس وحزب الله، حريصة على تجنب القتال المباشر مع إسرائيل، على الأقل في الوقت الحالي. إذ يبدو أن طهران قد ألغت هجوما انتقاميا بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن حماس وصلت إلى مفترق طرق مؤلم بعد أكثر من عام من اندلاع الحرب في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتركت الكثير من القطاع في حالة خراب.
كما قُتل عدد كبير من قادة حماس والآلاف من مقاتليها. ويلقي بعض الفلسطينيين باللوم على هجوم الحركة على إسرائيل في إثارة الحرب المدمرة في غزة.
إسرائيل غير مهتمة.. ولكن..
قبل الاتفاق مع لبنان، قال مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون إن المكتب السياسي لحماس يبدو راغبا في التحرك نحو وقف إطلاق النار الخاص به إذا كانت إسرائيل راغبة في تقديم تنازلات، وخاصة فيما يتعلق بسحب قواتها من غزة.
ووفق مسؤولين أمريكيين ، فإن حماس قد تتخلى عن مطالبها وتمضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار المقبول من قبل الحكومة الإسرائيلية.
لكن المسؤولين الغربيين الذي تحدثت إليهم "نيويورك تايمز"، قالوا إن إسرائيل لا تبدو مهتمة بالتنازلات،
فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو أنه ينتظر تولي ترامب منصبه، في 20 يناير/كانون الثاني القادم، قبل تغيير موقفه بشأن المحادثات مع حماس، وفقا لمسؤولين أمريكيين.
وفي حين حث ترامب إسرائيل على "إنهاء" الحرب في غزة، فمن غير المرجح أن يضغط بشكل كبير على نتنياهو أو الجيش الإسرائيلي من خلال التهديد بحجب المساعدات العسكرية.
وبحسب مسؤولين غربيين، لا تزال إسرائيل متشككة في الأفكار الأمريكية والعربية لإدارة غزة بعد الحرب.
وفي هذا الصدد، لفت أحدهم إلى أن نتنياهو يعتقد أن الخطط لإحضار السلطة الفلسطينية لإدارة غزة محكوم عليها بالفشل وأن حماس ستعيد فرض سيطرتها بسرعة.
رسالة السنوار
وقبل أسبوعين من مقتله، أرسل السنوار رسالة إلى قادة حماس يطلب منهم فيها الاستعداد لحرب استنزاف طويلة، وفقا لأسامة حمدان، أحد كبار قيادات حماس.
يتذكر حمدان أن السنوار قال: "كلما طالت الحرب، كلما اقتربنا من التحرير. جهزوا أنفسكم لحرب استنزاف طويلة ضد هذا الاحتلال".
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أيضا أن حماس تسعى إلى البقاء في السلطة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وبعد مقتل السنوار، بدأت الحقيقة تتكشف، نظرا لتردد إيران في بدء حرب أكثر كثافة مع إسرائيل والدمار الذي عانى منه حزب الله في الهجوم الإسرائيلي. بحسب الصحيفة الأمريكية.
ووفقا لشخصين مطلعين على التفكير الداخلي للحركة، فإن أحد المقترحات التي ناقشها بعض قادة حماس من شأنه أن يسمح لإسرائيل بالحفاظ على وجود - مؤقتا على الأقل - في المنطقة الحدودية بين مصر وغزة.
وقد رفض مسؤولو حماس علنا أية سيطرة إسرائيلية طويلة الأمد على المنطقة، المعروفة باسم ممر فيلادلفيا.
وفي بيان صدر يوم الأربعاء، علّقت حماس على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري: "نقدر حق لبنان في التوصل إلى اتفاق يحمي شعبه ونأمل في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة".
ولكن إلى جانب هذا الموقف الواسع، تظل حماس منقسمة بشأن قضايا رئيسية أخرى، بما في ذلك الدور الذي ينبغي لها أن تلعبه في غزة بعد الحرب والتنازلات التي ينبغي لها أن تتوصل إليها مع إسرائيل.
ولم ترشح الحركة بعد زعيما ليحل محل السنوار، وهو شخصية بارزة هيمنت على عملية صنع القرار في الحركة. ومن الصعب التنبؤ بكيفية تطور الانقسامات.
aXA6IDMuMTMzLjEyOC4xNzEg
جزيرة ام اند امز