ما وجدته إسرائيل بحوزة مسلحي حماس.. وثائق فائقة السرية
بعد مرور أسبوع على هجوم مباغت شنته حركة حماس على إسرائيل بدأت الحقائق تتكشف عن القدرات التي أسهمت في العمل المزلزل.
وكشفت طبيعة الوثائق التي جمعتها القوات الإسرائيلية من مواقع الهجمات أو بحوزة المسلحين الذين سقطوا خلال المواجهات، أن حماس امتلكت خرائط تفصيلية للبلدات والقواعد العسكرية التي استهدفوها، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وعثر في مواقع الأحداث وأحيانا في ملابس مسلحي حماس الذين تدفقوا إلى جنوب إسرائيل الخرائط التفصيلية.
وقالت حماس إن 1200 مسلح شاركوا في الهجوم الذي صدم إسرائيل وأشعل حربا في المنطقة يخشى أن تتسع.
كما حمل البعض وثائق تحوي معلومات تكتيكية، مكتوبة باللغة العربية، تحدد نقاط ضعف المركبات المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي.
وتشير الوثائق إلى أن حماس لم تشرع منذ البداية في استهداف المنشآت العسكرية فحسب، بل لمهاجمة المراكز السكانية المدنية واحتجاز الرهائن، كما أنها تقدم دليلا على حجم إمكانات الجماعة في جمع المعلومات الاستخباراتية ومدى التخطيط للهجوم، بحسب الصحيفة.
ويرى مايكل ميلشتين، ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ورئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، أن "مسلحي كتائب القسام الجناح العسكري لحماس كانوا يعلمون على وجه الدقة نوعية الأهداف"، مشيرا إلى أن "الهجمات التي قامت بها الحركة، لم تشهد مثل هذا المستوى من التخطيط" من قبل.
الوثيقة السرية
وتحوي وثيقة تتألف من 14 صفحة تحمل تصنيف "سري للغاية" باللغة العربية ومؤرخة في 15 يونيو/حزيران 2023، خطة لاختراق "مفالسيم"، وهو مجتمع جماعي صغير يسمى الكيبوتس، بالقرب من غزة، واحتجاز السكان كرهائن.
وأشارت الوثيقة إلى أن فريقين من خمسة أفراد وقائد سينفذون العملية في "الساعة إس"، اليوم" واي"، وتضمنت أيضاً خرائط وصورا جوية للبلدة، تتحدث عن وجود 1000 مدني تحرسهم قوة أمنية متطوعة.
وحذرت الوثيقة من أن القوات الإسرائيلية المتمركزة في مكان قريب يمكن أن تصل إلى مفالسيم "في غضون 3-5 دقائق". وتقول الوثيقة إن أعضاء فريق الهجوم تم تكليفهم بفتح ثقوب في السياج الأمني، بينما كان على الآخرين توفير التغطية بنيران المدفعية. وتنص الخطة على أنه بمجرد دخول القوة ستقوم بأخذ السجناء واحتجازهم كرهائن "للمفاوضات".
ويعتقد إيال بينكو، ضابط سابق في أجهزة الأمن، أن "الوثيقة تظهر التطور النوعي لحركة حماس، وطرق جمع المعلومات الاستخبارية المنهجي، واستخدام المصادر البشرية، واستخدام مصادر الاستخبارات المفتوحة والمعلومات التي تم الحصول عليها من خلال الهجمات الإلكترونية".
وقال ألموغ كوهين، أحد السكان وعضو البرلمان الإسرائيلي، الذي شارك في القتال، إن المهاجمين الذين قُتلوا في بلدة أوفاكيم بالقرب من غزة، كانوا يحملون أيضًا خرائط ووثائق أخرى. وأظهرت خريطة عثر عليها في سترة أحد المسلحين أن المهاجمين استهدفوا البلدة وكانوا يعرفون معالمها.
وأضاف: "تشير الخريطة إلى الأماكن المزدحمة والمعابد اليهودية. كما كانت هناك تفاصيل إضافية على الخرائط أظهرت أنهم جاؤوا مستعدين، بل أكثر من مستعدين"، موضحا أن الخريطة تم تسليمها إلى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الشاباك.
مواقع الهجوم
وأظهرت خريطة أخرى تم العثور عليها في جنوب إسرائيل المواقع والأسماء باللغة العربية لبلدات أخرى بالقرب من غزة تعرضت لهجوم من قبل مسلحين، بما في ذلك عين هشلوشة وكيسوفيم، إلى جانب خط أحمر منقط وعلامة "مسار الفصيلة الشمالية".
وفي مؤشر آخر على الاستعدادات المتطورة، استخدمت حماس طائرات مسيرة لإسقاط قنابل يدوية على أبراج المراقبة الإسرائيلية ورشاشات يتم تشغيلها عن بعد، مما أدى على ما يبدو إلى حرمان الجنود الإسرائيليين من أجزاء على الأقل من البنية التحتية الواسعة لمراقبة الحدود والرد على خروقات السياج الأمني حول غزة.
وقال محللون إن بعض الوثائق التي تم العثور عليها تشير إلى أن حماس اعتقدت أنها ستواجه مقاومة عسكرية شديدة من القوات الإسرائيلية المتمركزة على طول الحدود.
تم العثور على ورقة مكونة من صفحة واحدة تحتوي على صور لثمانية أنواع من ناقلات الجنود المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى ملاحظات مختصرة باللغة العربية حول مكان مهاجمة المركبات والمتفجرات التي يجب استخدامها للحصول على أفضل فرصة لتعطيلها.
وتشير الإرشادات المقدمة في الوثيقة أيضًا إلى أن بعض المهاجمين لم يكن لديهم خبرة كبيرة ضد الجيش الإسرائيلي ويحتاجون إلى إرشادات حول الأسلحة والتكتيكات التي يجب استخدامها إذا واجهوا مركبات مدرعة.
وركزت وثيقة منفصلة على "نقاط الضعف" المزعومة في دبابة القتال الرئيسية للجيش الإسرائيلي، ميركافا، ونصحت المهاجمين بإطلاق النار عليها "من مسافة 50 مترًا باستخدام آر بي جي 7 أو أسلحة مباشرة أخرى"، في إشارة إلى صاروخ. وقد تعرضت دبابة إسرائيلية واحدة على الأقل للهجوم والتعطيل خلال الساعات الأولى من الهجوم.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg جزيرة ام اند امز