حمدان بن محمد: 26% نموا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي
تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي سجلت نموا خلال النصف الأول من 2018، وبلغت 17.76 مليار درهم (4.83 مليار دولار)
أكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي ، أن النجاحات الاقتصادية والإنجازات النوعية التي تواصل دبي تحقيقها هي نتاج الرؤية الطموحة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومن بين أبرز الإنجازات نمو حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بما يشهد على تنامي ثقة المستثمرين باقتصاد الإمارة، ويدعم ريادتها عالمياً كوجهة مفضلة لنمو وتوسّع الشركات الكبرى والناشئة من مختلف أنحاء العالم.
وأعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي سجلت نموا كبيرا خلال النصف الأول من 2018، وبلغت قيمة تدفقات رؤوس الأموال 17.76 مليار درهم (4.83 مليار دولار) في تلك الفترة، بنمو قدره 26% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال إن الإمارة حققت إنجازا نوعيا بتقدمها إلى المرتبة الثالثة عالميا من حيث إجمالي عدد المشروعات الاستثمارية الجديدة، إذ شهد عدد المُسجَّل منها في إمارة دبي ارتفاعاً بنسبة 40%، لتصل إلى 248 مشروعا، بحسب بيانات "مرصد دبي للاستثمار" التابع لـ"مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار"، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، معرباً عن تقديره للجهود المخلصة وراء تحقيق هذا الإنجاز الجديد الذي يبرهن على مدى جاذبية المناخ الداعم لمجتمع الأعمال في دبي.
وأشار الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن حفاظ دبي على صدارتها بين أفضل المدن المستقطبة لمشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر يعكس تنامي ثقة مجتمع الاستثمار العالمي في بيئة الأعمال المتطورة في الإمارة، وتنوّع الفرص الاستثمارية الجديدة في مختلف القطاعات الحيوية، لا سيما المعرفة والتكنولوجيا، إذ تشير بيانات "مرصد دبي للاستثمار" إلى أن نسبة المشروعات التي تستخدم التكنولوجيا الفائقة والمتوسطة، بلغت 43% من أجمالي المشروعات الاستثمارية خلال النصف الأول من 2018، بحسب التصنيف المُعتمَد عالمياً من قِبَل منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي.
ونوّه ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي بأن مواصلة الإمارة جذب الاستثمارات من الأسواق المتقدمة والنامية وتسهيل ممارسة الأعمال انطلاقا من دبي لخدمة سوق واسع، نجاح يمتد عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ليكرّس مكانة الإمارة كنقطة انطلاق للتوسّع في الأسواق الإقليمية والعالمية، ويبرز دورها كمحور رئيسي من محاور الاقتصاد العالمي.
وحافظت دبي على استدامة جذب الاستثمارات الاستراتيجية من الدول الصناعية الكبرى خلال النصف الأول من 2018، حيث بلغت نسبة المشروعات الاستراتيجية 56% من إجمالي المشروعات الاستثمارية.
وتصدّرت الولايات المتحدة والهند وتايلاند وإسبانيا والمملكة المتحدة قائمة دول المصدر لرؤوس أموال مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر. كذلك تصدرت الولايات المتحدة دول المصدر للمشروعات الاستثمارية وتلتها فرنسا والمملكة المتحدة والهند وسويسرا، بحسب بيانات "مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر".
وأثنى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على جهود مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار في التعريف بالمزايا الاستراتيجية للاستثمار في دبي كمدينة المستقبل الذكية والمستدامة وكبوابة للتوسّع في الأسواق الإقليمية وكمركز عالمي للأعمال، وجذب الاستثمارات الاستراتيجية المؤثرة في التنمية، والمبادرات المبتكرة للجهات الحكومية والمناطق الحرة التي تعمل على تسهيل رحلة المستثمر في الإمارة، فيما يعد إطلاق "مرصد دبي للاستثمار" أحد أهم الإنجازات المتحققة في مسيرة تحقيق أهداف خطة دبي 2021، في حين وجَّه بالعمل على رفد مجتمع المستثمرين بكل المعلومات والبيانات الحديثة والخدمات الذكية التي تعزز من تنافسية واستدامة أعمالهم وتُسهِّل نموها وتوسّعها.
استدامة ونمو الاستثمار
وقد رسّخت دبي ريادتها العالمية ضمن أفضل 10 مدن عالمية جاذبة للاستثمارات الجديدة خلال النصف الأول من 2018، حيث بلغت استثمارات المشروعات الجديدة، 64% من إجمالي المشروعات الاستثمارية، بما يضع الإمارة في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث عدد المشاريع الاستثمارية الجديدة والعاشرة عالمياً في تدفقات رؤوس أموال المشروعات الاستثمارية الجديدة، بحسب مؤشر فايننشال تايمز "إف دي آي ماركتس"، الذي يسجل بيانات تدفقات رأس المال ومشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة حول العالم.
وأشار سامي القمزي، مدير عام اقتصادية دبي، إلى أن نتائج تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي في النصف الأول لعام 2018، تؤكد استدامة ونمو مؤشرات الاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارة وتعزز من صدارتها بين أفضل المدن الجاذبة للاستثمار الأجنبي عالمياً، وتعد إنجازا جديدا يعكس تنوع وتنافسية اقتصاد دبي وجاذبية الإمارة لاستثمارات التكنولوجيا المتقدمة، في ظل رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تسخير التكنولوجيا لصنع واقع جديد وحياة مختلفة ونموذج يحتذى في التنمية، وبفضل المتابعة المستمرة من الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ورئيس المجلس التنفيذي، لتطوير البنية التحتية والتشريعية للإمارة نحو تحقيق أهداف "خطة دبي 2021".
ونوّه القمزي بأن نتائج النصف الأول من العام الجاري تمثل استكمالاً لإنجازات دبي خلال عام 2017، والتي توّجت بتصنيفها العالمي بين أفضل 10 مدن جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر، حيث احتلت المرتبة الثالثة عالمياً في عدد المشروعات الاستثمارية الجديدة، والعاشرة عالمياً في تدفقات رأس مال المشروعات الاستثمارية الجديدة، فيما جاءت خامسا في إعادة الاستثمار.
وأكد القمزي أن اقتصادية دبي تتطلّع بثقة حيال آفاق تعزيز تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، لا سيّما مع تعزيز المحفزات الاقتصادية في الإمارة وتوثيق التعاون مع مجتمع الأعمال ومواصلة إصدار قوانين جديدة تعزز تنافسية دبي كوجهة عالمية مفضلة للاستثمار وبيئة حاضنة للابتكار".
دبي بوابة الاستثمار في المستقبل
وتشهد إمارة دبي نموا نوعيا في الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء، تُوّجت العام الماضي بوصول الإمارة إلى موقع الصدارة عالميا في مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر في نقل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والمرتبة الثالثة عالميا في قائمة أفضل 25 موقعا للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والروبوتكس، بعد سنغافورة وشنغهاي، بحسب تقرير مؤشر فايننشال تايمز "إف دي آي بنشمارك" الذي يحدد أفضل مواقع الاستثمار الأجنبي المباشر العالمية عن طريق المقارنات المرجعية، وأكد التقرير أن دبي تتمتع بأعلى مستوى من التخصص في الاستثمار الأجنبي المباشر في المكونات التكنولوجية في مختلف قطاعات الأعمال.
وأوضح فهد القرقاوي، الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار"، أن نمو تدفقات رؤوس الأموال والمشروعات خلال النصف الأول من العام الجاري يؤكد ثقة مجتمع الاستثمار الدولي بالبيئة الاستثمارية المحلية التي تزخر بفرص واعدة تدعم خطط النمو والتوسع لنخبة المستثمرين الدوليين، مؤكداً أن ارتفاع معدل الاستثمار الأجنبي المباشر في المكونات التكنولوجية ضمن قطاعات الأعمال يعزز جاذبية دبي لاستقطاب الاستثمارات المتخصصة في البحوث والتطوير والابتكار.
وأضاف: "يعكس نمو المشروعات الجديدة والاستثمارات التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، الدور المحوري لدبي في قيادة الثورة الصناعية الرابعة ومواكبة التحولات الاقتصادية المستقبلية، وفق سياسات محفزة على الاستثمار في الصناعات القائمة على الابتكار والتكنولوجيا والمعرفة إلى جانب تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي و(البلوك تشين) والطباعة ثلاثية الأبعاد والسيارات الذاتية القيادة وغيرها من التقنيات المتقدمة في إطار استراتيجيات وخارطة طريق واضحة تعزز من ثقة المستثمرين وفرص النمو والشراكة والابتكار في الإمارة ".
يذكر أنّ دبي حققت ارتفاعاً في تدفقات رأس مال الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العام الماضي، على الرغم من انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر عالمياً، وبلغ إجمالي الاستثمارات الأجنبية 27.3 مليار درهم في عام 2017، بزيادة نسبتها 7% بالمقارنة مع عام 2016، توزعت على 367 مشروعاً شملت المشروعات الاستثمارية الجديدة وإعادة الاستثمار، إلى جانب مشروعات الدمج والاستحواذ والمشروعات المشتركة.
وتتوقع "مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار" مواصلة الأداء القوي خلال النصف الثاني من العام الجاري، في إطار تكامل الجهود الحكومية لتحقيق أهداف خطة دبي 2021 والخطط الاستراتيجية القطاعية وإطلاق المحفزات الاقتصادية التي تسهم في خلق فرص استثمارية جديدة ونوعية في مختلف القطاعات الرئيسة والناشئة.
الاستثمار في تحولات المستقبل
تشير بيانات تقرير "مرصد دبي للاستثمار الأجنبي المباشر" إلى زيادة أعداد الشركات الناشئة التي تتخذ من إمارة دبي مقراً لعملياتها بما يؤكد نجاح دبي في تطوير بيئة حاضنة ومحفزة للابتكار وريادة الأعمال. وفي إطار تعزيز البيئة الداعمة للشركات الناشئة في القطاعات التقنية الحديثة في إطار توسعها الإقليمي والعالمي، تنظم مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار "أسبوع دبي للاستثمار"، الذي يقام برعاية كريمة من الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، خلال الفترة من 7 إلى 11 أكتوبر من العام الجاري، تحت شعار "الاستثمار في تحولات المستقبل".
وتعمل المؤسسة على تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الجديدة في ريادة التحوّل الرقمي والاستثمار في الشركات الناشئة والاستثمار المؤثر في التنمية. ويتضمن برنامج "أسبوع دبي للاستثمار" عدداً من المنتديات الحوارية والفعاليات المتنوعة حول مزايا دبي الاستراتيجية والفرص الاستثمارية القطاعية والفرص الناشئة في مجال الاقتصاد الرقمي والمعرفي والبحوث والتطوير والتصنيع الذكي.