وفاة المصري حمدي تمام.. أحد رواد الإعلام في الإمارات (بروفايل)
توفي الإعلامي المصري حمدي تمام، الأحد، وهو أحد الاعلاميين الأوائل الذين برزت أسماؤهم ضمن فئة مؤسسي الإعلام في دولة الإمارات.
ولد الإعلامي الراحل في مدينة بورسعيد المصرية، وعمل في مجال الصحافة التي دخل إليها عبر بوابة صحيفة "الأهرام" المصرية العريقة، وهو من دفعة المعينين في عام 1958، أي أنه ينتمي للجيل الذي أطلق عليه "أعظم جيل صحفي أشرقت عليه شمس مصر".
ووفقا لما نشره الصحفي المصري عزت السعدني، في مقال على بوابة "الأهرام" بتاريخ 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بعنوان "في عيد ميلاد قناة السويس الـ150"، فإن "حمدي تمام أفنى سنوات عمره كلها صحفيا مقيما في بورسعيد".
ويذكر السعدني، في مقاله، أن تمام "كتب كتابا عظيما عن قناة السويس وحكايتها من أول يوم مع ديليسبس والخديو إسماعيل بعنوان (موسوعة قناة السويس)".
وحكى أنه "زميل في مهنة القلم والألم ورفيق رحلة الشقاء الصحفي"، مضيفا: "هو للحق والتاريخ دون مبالغة في القول كما قال عنه مؤرخو الصحافة الفرنسية: أعظم جيل صحفي أشرقت عليه شمس مصر".
من الصحافة المصرية إلى الإماراتية
يعد الإعلامي المخضرم واحدا من أقدم الإعلاميين العرب في دولة الإمارات، إذ كانت المحطة التالية بعد صحيفة "الأهرام" المصرية هي المشاركة في تأسيس جريدة "الاتحاد" الإماراتية.
ووفقا لوكالة الأنباء الإماراتية "وام"، فإنه إلى "جانب الدور المهم لمصطفى شردي في تأسيس جريدة الاتحاد يبرز دور الصحفي المصري حمدي تمام الذي كان أحد مؤسسيها أيضاً".
وقالت: "وقبل أن ينتقل تمام إلى العمل في أبوظبي، كان صحفياً بجريدة الأهرام المصرية، ما راكم لديه خبرة أسهمت في تميزه المهني في صحيفة الاتحاد".
أيضا عمل تمام بالشؤون الإعلامية بديوان ولي عهد أبوظبي، إذ كان صحفيا مرافقا للشيخ زايد ومستشارا للشؤون الإعلامية بالديوان لمدة 20 عاما.
وخلال تلك المدة، أصدر تمام مؤلفين عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هما كتاب "زايد بن سلطان آل نهيان.. القائد والمسيرة" ونشر في عام 1981، ثم كتاب "موسوعة زايد.. الإمارات والتراث" ونشر في عام 1992 وهو عبارة عن 3 أجزاء.
وحكى الإعلامي حمدي تمام، خلال الجلسة الحوارية التي أقيمت على هامش ختام معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2015، الكثير من المواقف التي تكشف عن الدور الذي لعبه الشيخ زايد في بناء مجتمع الإمارات ثقافيا وتعليميا وإعلاميا.
من بينها أنه كان قريبا منه يوم افتتاح الدورة الأولى لمعرض أبوظبي للكتاب وشاهده وهو يتوقف أمام دور النشر ويطالع الكتب التراثية والشعرية والأدبية ووجه باختيار العناوين التي تفيد الشباب والناشئة والتركيز على كتب التراث والشعر والعلوم وكتب الأطفال، على أن يدفع ثمنها من الأموال الخاصة به وأن يقسمها ويسلمها لإدارات المكتبات في مدارس الإمارات كافة، أيضا تأكيده على أن التعليم والإعلام كانا الركيزة الأساسية للشيخ زايد في إحداث التنوير الثقافي للإمارات، ووأضاف تمام: "كثيرا ما سمعته يقول (العلم بصر)، كما سمعته يردد في إحدى زياراته للمدارس: "لو لم أكن حاكما لوددت أن أكون معلما"، وفقا للإعلامي الراحل.
كما ذكر أنه عند إصدار جريدة الاتحاد ظلت 3 سنوات توزع مجانا، مشيرا إلى أن الشيخ زايد كان يرفض بيع الجريدة قائلا: "نحن نعطي العلم والنور والماء فكيف نبيع الجريدة.. لا".