القذافي الابن ومعركة "الأمعاء الخاوية".. طلبات ليبية وصمت لبناني
مع دخول إضرابه عن الطعام شهره الثالث، بدأت صحة هانيبال القذافي، الابن الخامس للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، المحتجز في أحد السجون اللبنانية تتدهور.
وقالت مصادر محلية، إن صحة هانيبال القذافي تدهورت مؤخرًا، منذ إضرابه عن الطعام في 3 يونيو/حزيران الماضي، احتجاجا على اعتقاله دون محاكمة، مؤكدًا أن السلطات المحلية نقلته إلى المستشفى أكثر من مرة منذ بدئه الإضراب، إلا أنه لم يتناول سوى القليل من الماء.
وقالت وكالة "أسوشتد برس"، إن النائب العام في ليبيا الصديق الصور، طلب رسميًا من لبنان، الإفراج عن هانيبال القذافي المحتجز في لبنان -دون توجيه اتهامات منذ 2015-، بسبب تدهور حالته الصحية.
ونقلت الوكالة، عن مسؤولين قضائيين لبنانيين، قولهم، إن النائب العام الليبي الصديق الصور، أرسل طلبا في وقت سابق من الشهر الجاري إلى نظيره اللبناني غسان عويدات بشأن هانيبال القذافي، مؤكدين أن الطلب تساءل عن سبب احتجاز القذافي الابن، وطالب إما بتسليمه إلى ليبيا أو السماح له بالعودة إلى سوريا، حيث كان يعيش في المنفى مع زوجته اللبنانية ألين سكاف وأطفاله حتى اختطافه وإحضاره إلى لبنان، قبل ثماني سنوات.
وولد هانيبال القذافي قبل عامين من اختفاء الصدر. وفر إلى الجزائر بعد سقوط نظام والده معمر القذافي مع والدته والعديد من أفراد العائلة الآخرين، إلا أنه انتهى به الأمر فيما بعد في سوريا حيث حصل على اللجوء السياسي قبل أن يتم اختطافه ونقله إلى لبنان.
مذكرة قضائية
وذكرت المذكرة القضائية الليبية، أن تعاون لبنان في هذا الشأن قد يساعد في الكشف عن حقيقة مصير رجل الدين الشيعي اللبناني موسى الصدر الذي فُقد في ليبيا عام 1978.
وبحسب "أسوشتد برس"، فإن المدعي العام اللبناني أحال القضية إلى زاهر حمادة، قاضي التحقيق في قضية رجل الدين المفقود، الذي يدرس الطلب الليبي وسيرد في الوقت المناسب.
وهانيبال القذافي معتقل في لبنان منذ عام 2015 بعد أن اختطفه مسلحون لبنانيون للمطالبة بمعلومات عن مكان وجود رجل الدين موسى الصدر. وأعلنت الشرطة اللبنانية في وقت لاحق أنها ألقت القبض على القذافي من مدينة بعلبك في شمال شرق لبنان.
وتعتقد عائلة موسى الصدر الذي اختفى عام 1978 (94 عامًا)، أنه ربما لا يزال على قيد الحياة في سجن ليبي، رغم أن معظم اللبنانيين يفترضون أنه قد مات.
جدل ليبي لبناني
وفي يونيو/حزيران الماضي، نشب جدال بين رئيسي حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا (منتهية الولاية) عبدالحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بشأن هانيبال القذافي.
فبعد إثارة قضية هانيبال القذافي وإضرابه عن الطعام في 4 يونيو/حزيران الماضي؛ ظهر رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة، في مقطع عبر منصة "تيك توك"، مع شاب ليبي يقيم في روما، تحدثا فيه عن قضية هانيبال معمر القذافي.
وفي المقطع المتداول، أعلن عبدالحميد الدبيبة، تشكيل لجنة لمتابعة وضع هانيبال نجل العقيد الراحل معمر القذافي المسجون في لبنان منذ سنوات.
وبحسب المقطع، فإن الدبيبة قال: "هانيبال ولد معمر القذافي، وليس شخصية عادية والحقيقة تبهدل (مر بظروف سيئة) في لبنان (..) هو غير محتجز لدى الحكومة اللبنانية".
وأكد رئيس الحكومة منتهية الولاية، أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي بشأن القضية، قائلا: "تحدثت مع رئيس وزراء لبنان.. وشكلنا لجنة ستسافر إلى هناك لمتابعة القضية".
وما إن تداولت وسائل الإعلام الليبية تصريحات الدبيبة، حتى خرج المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، نافيًا ما جاء فيها، قائلا: إنه "يتم تداول عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي، خبر مفاده أن رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة تواصل مع رئيس الحكومة بشأن قضية هانيبال القذافي".
لكن من هو موسى الصدر؟
ولد الصدر في مدينة قم الإيرانية، وقدم إلى لبنان عام 1959 للدفاع عن حقوق الشيعة في مدينة صور الساحلية الجنوبية. وفي عام 1974، أي قبل عام من اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 15 عامًا، أسس حركة المحرومين، التي استقطبت الآلاف من الأنصار.
وفي العام التالي، أسس الجناح العسكري لحركة "أمل" التي يرأسها نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني.
ومنذ اختفاء الصدر، أكدت ليبيا أن موسى الصدر ورفيقيه في السفر غادروا طرابلس في عام 1978 على متن طائرة متجهة إلى روما، مشيرة إلى أنه كان ضحية صراع على السلطة بين الشيعة.
إلا أن معظم أتباع الصدر يعتقدون أن معمر القذافي أمر بقتله نتيجة خلاف حول المدفوعات الليبية للميليشيات اللبنانية.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز