هلاك آلاف الأنواع.. ماذا يحدث لو انقرض النمل؟

رغم أن النمل من المخلوقات الصغيرة، إلا أن تأثيرها على العالم كبير جدًا، فالنمل مخلوقات رائعة يمكنها بناء أنفاق طويلة ومتقنة والتعاون لإنجاز مهام غير عادية.

في يناير من عام 2002، أعلنت موسوعة جينيس للأرقام القياسية أن أكبر مستعمرة للنمل في العالم تتكون من نوع من النمل الأرجنتيني، ويبلغ طولها 3700 ميل (6000 كيلومتر). يمر عبر إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، وقد يكون هناك نمل مرتبط بالمجموعة على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي.

توصلت دراسة 2013 بعنوان "سلوك التراجع في النمل الضائع: استراتيجية إضافية في مجموعة أدواتهم الملاحية"، من أنطوان ويستراش وآخرون، إلى أن النمل الذي يبحث عن الطعام على طول طريق مألوف وينتقل إلى تضاريس غير مألوفة، يستخدم إستراتيجية جيدة للتوجه في اتجاه يزيد من فرصة العودة إلى التضاريس المألوفة، ومن خلال القيام بذلك، يكون لدى النمل الصغير الذكي فرصة أكبر لإعادة هذا الطعام المهم للغاية إلى العش.

النمل، إذن، بارعون بشكل مدهش في إطعام أنفسهم، كما لديهم أيضًا دورًا بيئيًا حيويًا.

ماذا لو انقرض؟

بدون النمل، سيكون مصير العديد من الأنواع التي تتغذى عليهم الهلاك، وكل هذه الأنواع ستنقرض إذا اختفى النمل.

توضح جمعية البستنة الملكية أن بناء أعشاش النمل يمكن أن يكون مشكلة في الساحات الخلفية، وأنه يمكن أن يحمي من الآفات مثل حشرات المن (حيث يتغذى على ندى العسل الذي تنتجه المخلوقات)، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

ومع ذلك، ينصح العلماء بأن النمل مفيد جدًا للنظام البيئي بحيث يجب تركه بمفرده إلى حد كبير.

نادراً ما نلاحظ هروب النمل، لكنهم يعملون بجد من أجلنا جميعًا. في عام 2011، أجرت جامعة إكستر دراسة حول تأثير النمل على بيئتهم، وتوصل العلماء إلى أن النمل، الذي يدافع عن أرضه بشراسة ويمكنه هزيمة المتطفلين الأكبر بكثير من خلال حشدهم بالأعداد، له تأثير هائل على العالم من حولهم.

قال ديرك ساندرز من جامعة إكستر: "على الرغم من كونها حيوانات مفترسة، يمكن أن يؤدي وجودها أيضًا إلى زيادة كثافة وتنوع مجموعات الحيوانات الأخرى. فهي تلعب دورًا رئيسيًا في البيئة المحلية، ولها تأثير كبير على الأراضي العشبية الشبكة الغذائية".

تغذيبة التربة

وفقًا للدراسة فرانك فان فين، فإن "تأثير النمل على مستويات المغذيات في التربة له تأثير إيجابي على المجموعات الحيوانية عند المستويات المنخفضة".

في الوقت نفسه، كلما زاد عدد النمل كثافة، "يكون لتأثيراتهم المفترسة تأثير أكبر - وبالتالي إبطال التأثير الإيجابي من خلال هندسة النظم البيئية." النظام البيئي، كما نعلم، هو توازن دقيق للغاية، ويلعب النمل دورًا كبيرًا، إن لم يكن دائمًا إيجابيًا، فيه.

قالت دراسة لـ Myrmecological News في أغسطس 2008 بعنوان "تأثير النمل على خصائص التربة وعملياتها"، إنه بطريقة مماثلة لديدان الأرض، فإن حركات النمل تحت الأرض مفيدة للغاية للتربة.

وذكرت الدراسة أن "بناء الممرات يزيد من مسامية التربة".

هذه الممرات تتسبب في تحول الأس الهيدروجيني نحو المحايد وزيادة محتوى المغذيات (معظمها من النيتروجين والفوسفور) في التربة بفضل أعشاش النمل.

كما تلعب نفايات مستعمرات النمل وطعامها المتحلل أيضًا دورًا في تشتت العناصر الغذائية. كما خلصت الدراسة، هناك الكثير لنتعلمه عن تأثيرات النمل على تربة أعشاشه وكذلك خارجها، وما هو معروف يختلف باختلاف الأنواع.

إذا انقرض النمل في العالم، فإن النباتات ستعاني، كما ستعاني تلك الحيوانات التي ترعى عليها، وهكذا دواليك في السلسلة الغذائية، لذلك فإننا نعتمد على النمل من أجل بقائنا على قيد الحياة.

aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA==

جزيرة ام اند امز