حق الليلة.. تراث إماراتي مميز للاحتفاء بـ"النصف من شعبان"
يستعد الإماراتيون لإحياء احتفالية "حق الليلة"، في عادة متوارثة تتزامن سنوياً مع ليلة النصف من شعبان، التي تحل الثلاثاء 7 مارس/آذار.
وتعد احتفالية "حق الليلة" فرصة لتعظيم وترسيخ قيم التراحم وحب الخير والتكافل في نفوس الأجيال الجديدة، كما أنها تحافظ على التراث الأصيل لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن المرتقب أن يتجول الأطفال في مختلف الأحياء السكنية، ابتهاجاً بحلول ليلة النصف من شعبان، وقرب استقبال شهر رمضان المعظم.
وتحرص دول الخليج على إحياء هذه الاحتفالية التي يختلف مسماها من بلد إلى آخر، ففي المملكة العربية السعودية والكويت تُعرف بـ"قرقيعان"، فيما تُسمى "الفرنقعوه" في البحرين وقطر.
مظاهر الاحتفال
يتمثل أول مظاهر الاحتفال بـ"حق الليلة"، في حياكة الملابس التي يرتديها الأطفال في جولاتهم بمختلف الأحياء، وهي المستوحاة بطبيعة الحال من التراث الإماراتي.
ويرتدي الأطفال من البنين الكندورة، فيما ترتدي الفتيات أزياء ملونة، على أن يحملن، مثلهن مثل الأولاد، حقيبة من القماش معروفة باسم "الخريطة".
مع بدء المراسم، يجتمع الأطفال من بنين وبنات ويتجولون في أفواج بين مختلف الأحياء السكنية، وما إن يتوقفوا عند كل منزل حتى يشرعوا في أداء عدد من الأناشيد الشهيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر "عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم"، و"عطونا من حق الله.. يرضى عليكم الله"، و"عطونا حق الليلة.. جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي".
فور فروغهم من أداء الأناشيد، يحصل الصغار على أشهى الحلوى من السكان، والذين قد يخرج بعضهم مبالغ مالية، على أن يجمعها الأطفال في حقائبهم التي يحملونها.
ويستمر الصغار في التجول بين مختلف الأحياء إلى أن تمتلئ حقائبهم بالحلوى، حتى يقرروا العودة إلى منازلهم.
فعاليات واستعدادات
إحياءً لهذا الموروث، أطلقت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" برنامجا للاحتفال بليلة النصف من شعبان في حي الشندغة التاريخي، خلال الفترة من 26 فبراير/شباط إلى 7 مارس/آذار.
وشهد الحي طواف الأطفال ضمن الفعاليات المنظمة بين المنازل وسكيك الحي القديم، مرتدين الملابس الشعبية.
وأدى الصغار استعراضات شعبية، بخلاف فعاليات متنوعة تضمنت توزيع الحلوى على الأطفال، الذين بدورهم استمتعوا بالأجواء التي زينتها أنشطة تراثية أدخلت البهجة والسرور عليهم.
كما تعد هيئة الثقافة والفنون في دبي برنامجًا خاصًا بطلبة المدارس، يتضمن تنظيم زيارات إلى "بيت الجمال والزينة"، ومركز تراث للحرف اليدوية التقليدية، و"بيت الإيمان والحياة"، بخلاف جولة في حي الشندغة التاريخي.
من جانبها، تستعد القرية العالمية لهذه الاحتفالية، من خلال توفير مستلزمات إحيائها عبر عرض أنواع مختلفة من الحلوى، بخلاف الأزياء التي يرتديها الأطفال، وبعض المنتجات المصنوعة يدويًا، إلى جانب الزينة.
كما شهدت فعاليات "حي رمضان"، المقامة في مدينة إكسبو دبي، تنظيم مسيرة لموكب من الإبل الأصايل الإماراتية في المدينة، وهو ما جاء بالتعاون مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
كما شهدت المدينة تنظيم عدد من الأنشطة التراثية الموجهة إلى الأطفال وعائلاتهم، وهذا ضمن الاحتفالات الخاصة بـ"حق الليلة".