التحرش يدمر تاريخ وودي آلن.. 4 دور نشر ترفض شراء مذكراته
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تكشف رفض عدد من دور النشر شراء مذكرات وودي آلن التي حاول بيعها في سرية تامة العام الماضي
أفقدت مزاعم التحرش بعدد من نجمات هوليوود المخرج الأمريكي الشهير وودي آلن الكثير من سمعته وبريقه في عالمي صناعة السينما والنشر، وبات يعيش حالة من التجاهل بعدما كان صناع الأفلام ونجوم هوليوود يتهافتون عليه للعمل معه في الماضي.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن عددا من دور النشر رفضت شراء مذكرات وودي آلن، التي حاول بيعها في سرية تامة العام الماضي، مشيرة إلى تراجع شركة أمازون العالمية عن تنفيذ أفلام عدة له بعد حملة "أنا أيضا" Me too.
وقبل ظهور حملة "مي تو" الشهيرة، التي أفصح عبرها عدد من المشاهير عن تعرضهم للتحرش الجنسي، ربما كانت مذكرات آلن (1935) موضع تنافس بين الناشرين وحازت اهتمام الكثيرين منهم؛ نظرا لمكانته ووضعه الثقافي، باعتباره أحد أهم المخرجين الأمريكيين، حيث امتدت مسيرته 6 عقود.
لكن رغم هذه المسيرة الطويلة، وفي ظل وجود مزاعم بشأن تحرشه بابنته ديلان منذ 3 عقود، فقد المخرج الأمريكي ثقة الكثيرين؛ لذا باتت دور النشر ترى أن نشر مذكراته غير مجد.
وقال عدد من المسؤولين التنفيذيين في 4 دور نشر، لـ"نيويورك تايمز"، إنهم تلقوا اتصالات هاتفية من وكيل أعمال المخرج الشهير يعرض عليهم بيع مذكراته أواخر العام الماضي، لكنهم لم يقدموا أي عروض؛ "لما قد يسببه العمل معه من سمعة سلبية، بل إن الخوف دفع بعضهم لرفض قراءة المخطوطة الكاملة للعمل حتى"، على حد ذكر الصحيفة الأمريكية.
وأضاف المسؤولون، الذين رفضوا ذكر أسمائهم، أنهم لا يعلمون أي دار نشر أبدت رغبتها في العمل مع آلن ونشر مذكراته، ووصفوا العمل مع المخرج الشهير بـ"الضار للغاية في ظل البيئة الحالية"، مشيرين إلى أنه "شخصية ثقافية مهمة لكن المخاطر والتحديات التجارية لإصدار الكتاب صعبة".
بينما أوضحت الكاتبة دافني ميركين، التي تربطها علاقة صداقة بالمخرج الشهير، أنه يعمل على مشروع سيرته الذاتية منذ وقت طويلة، مؤكدة أنها لم تطلع على مخطوطة العمل، وبالتالي الموضوعات التي يتطرق إليها والجوانب التي يعالجها في حياته، وما إذا كانت ترد على اتهامه بالتحرش الجنسي أم لا، لا تعرف عنها شيئا.
وأضافت: "وودي آلن ليس الشخص الذي يضع الأمور في نصابها الصحيح، لكن بالتأكيد هذه المذكرات هي جزء من مشواره أو جانب من جوانب حياته"، مضيفة: "بغض النظر عن التقلبات التي يتعرض لها فهو يستطيع التمييز جيداً بين ما يؤثر عليه".
عن عدم رد دور النشر على استفسارات وودي آلن، قالت شقيقته ليتي أرونسون، والمخرج روبرت ويدي، إنهما لم يكونا على علم بأن المخرج الشهير كتب مذكراته.
بينما رفض جون بيرن، وكيل أعمال آلن، التعليق على هذا الأمر، وقال: "طوال سنوات عملي مع آلن، التي امتدت 30 عاما، مناقشة أي من قراراته هو أمر لا أستطيع التحدث فيه".
ووصف بيرن رد فعل الناشرين الفاتر نحو مذكرات آلن بـ"الضربة الجديدة التي يتلقاها المخرج الشهيرة بعد إيقاف شركة أمازون التعامل معه، ووقف تنفيذ فيلمه الأخير (يوم ممطر في نيويورك)، ما دفعه للجوء للقضاء للمطالبة بتعويض 68 مليون دولار".
وردت أمازون، في هذه الدعوة، باتهام المخرج بالتحرش وتصريحاته ضد حركة "مي تو"، فضلاً عن إدانة عدد من الممثلين له، ما يؤكد صعوبة العمل مع ألن.
قال تيم جراي، رئيس تحرير الجوائز في مجلة فاريتي، إن الصراع مع أمازون وعدم اهتمام الناشرين بكتاب آلن دليل واضح على ضعف مكانة المخرج الشهير، التي كانت مقدسة من قبل، مضيفا: "من وجهة نظري، لا أعتقد أننا سوف نرى أي عمل له في المستقبل".
وتابع: "التاريخ سيكون أكثر لطفا في التقييم والحكم على وودي من الفترة الراهنة"، مستشهدا بعدد من نجوم هوليوود الذين أدينوا في الكونجرس بسبب حياتهم الشخصية لكن الجمهور تقبلهم بصدر رحب بعد ذلك، وعلى رأسهم شارلي شابلن، وإليزبيث تايلور.
اشتهر وودي آلن بأعماله التي تتخللها المراجع الأدبية والفلسفية، بدأ حياته العملية كاتبا كوميديا بإحدى الوكالات الإعلانية في نيويورك، وبحلول الستينيات بدأ في نشر سلسلة مقالات ساخرة في مجلة نيويورك، وآخر ما نشره في هذه الجريدة كان عام 2013، له باع طويل في مجال نشر الكتب أيضا، وأصدر أول كتبه "مختارات الفكاهة" عام 1971، وباع أكثر من 40 ألف نسخة وقتها، كما أصدر "أثار جانبية".
وتناول عدد كبير من الصحفيين وكتاب السير جوانب من حياة المخرج الشهير، الذي كتب مذكراته عام 2003 وحاولت شركة "بنجوين" الحصول عليها مقابل 3 ملايين دولار، لكن آلن طلب أكثر من ذلك؛ لذا لم تنشر وقتها.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز