الحريري يؤكد متانة العلاقات اللبنانية الإماراتية
رئيس وزراء لبنان يؤكد متانة العلاقات اللبنانية الإماراتية التاريخية، مشيدا بمواقف الإمارات تجاه لبنان ودعمها للاقتصاد اللبناني.
أكد سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، متانة العلاقات اللبنانية الإماراتية التاريخية والمتجذرة، مشيداً بمواقف الإمارات قيادة وحكومة شعباً تجاه لبنان على جميع الأصعدة ودعمها للاقتصاد اللبناني.
- الحريري: بحث فرص الاستثمار في قطاع الطاقة خلال زيارة الإمارات
- أبوظبي تستضيف المؤتمر الاستثماري الإماراتي-اللبناني 7 أكتوبر
وقال: " إن وقوف الإمارات قيادة وحكومة وشعباً إلى جانب لبنان سيبقى محفوراً في ذاكرة وقلوب كل اللبنانيين"، مؤكداً أن لبنان لن ينسى وقوف الإمارات إلى جانبه في مرحلة إعادة الإعمار بعد سنوات الحرب الأهلية، وفي كل أزمة، سواء لإعمار ما دمرته الاعتداءات الإسرائيلية، أو لمساهمتها في المؤتمرات الدولية التي تم تخصيصها لدعم الاقتصاد اللبناني.
جاء ذلك خلال مؤتمر الاستثمار الإماراتي- اللبناني الثاني الذي افتتح فعالياته، الإثنين، في أبوظبي، سعد الحريري وسلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي، بتنظيم غرفة تجارة وصناعة أبوظبي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الإماراتية، وسط حضور واسع ورفيع المستوى للوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي ومسؤولين من الجانبين يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية.
وأشار الحريري في كلمته إلى فرص الاستثمار الموجودة في لبنان.. وقال: "إذا جمعنا القطاعين الخاصين اللبناني والإماراتي يمكننا أن ننجز الكثير للبنان خاصة وللمنطقة عموماً"، مشيراً إلى أن لبنان يمكنه أن يكون حجر أساس لكل الشركات الإماراتية التي ستستثمر فيه بالمستقبل في جميع المجالات بالتعاون مع القطاع الخاص اللبناني.
ولفت إلى أن الحكومة اللبنانية قدمت في مؤتمر "سيدر" رؤية شاملة تهدف لتحقيق الاستقرار والنمو وخلق فرص العمل، عبر تأهيل البنى التحتية وتحديث الإجراءات والتشريعات والنهوض بالقطاعات الإنتاجية، داعياً المستثمرين الإماراتيين إلى دراسة هذه المشاريع التي تشكل فرصاً حقيقية للاستثمار، وتحديداً عبر الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وثمّن سلطان بن سعيد المنصوري خلال المؤتمر حضور سعد الحريري لهذا المؤتمر بدورته الثانية، مشيراً إلى الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع الإمارات ولبنان.
وأشار المنصوري، في قراءة سريعة لمؤشرات التعاون التجاري والاستثماري، إلى أن تقدماً كبيراً قد تحقق في العام الماضي على صعيد التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين، بإجمالي بلغ أكثر من 2.6 مليار دولار أمريكي وبنمو نسبته 34% مقارنة بعام 2017.
ولفت إلى أنه خلال الفترة من عام 2017 إلى 2018، نمت واردات الإمارات من لبنان بنحو 21%، فيما ازدادت أنشطة إعادة التصدير من الإمارات إلى لبنان، بنسبة تزيد على 55%.
وبحسب أرقام الربع الأول من عام 2019، اقتربت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين من 700 مليون دولار، محققة نمواً بنسبة 37% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2018، وتشير الأرقام إلى أن التبادل التجاري بين البلدين يتجه إلى تحقيق عتبة 3 مليارات دولار مع نهاية العام الجاري.
وتعد الإمارات أكبر شريك تجاري عربي للبنان، وسابع أكبر شريك تجاري على الصعيد العالمي، وتأتي في المرتبة الأولى عالمياً في استقبال الصادرات اللبنانية، حيث استحوذت على 14% من صادرات لبنان السلعية خلال 2018.
وعلى الجانب الاستثماري، استقطبت أسواق الإمارات استثمارات لبنانية مباشرة زاد رصيدها على 2.2 مليار دولار حتى مطلع عام 2018 بنسبة نمو سنوية فاقت 39%، وهي موزعة على قطاعات حيوية مثل القطاع المالي والعقارات وتجارة الجملة والتجزئة والصناعات التحويلية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم والخدمات اللوجستية وغيرها.
وفي المقابل، وصل رصيد الاستثمارات الإماراتية المباشرة في لبنان حتى عام 2016 إلى أكثر من 7.1 مليار دولار، شملت قطاعات مهمة أيضاً مثل عمليات الموانئ البحرية وصناعة الأدوية وخدمات تكنولوجيا المعلومات والنقل الجوي والسياحة والضيافة والأنشطة العقارية والخدمات المصرفية والطاقة والصناعات البتروكيميائية.
وقال المنصوري: "نتطلع إلى زيادة عدد المشاريع والأنشطة التجارية بين الإمارات ولبنان خلال المرحلة المقبلة، ولتحقيق هذا الأمر نحن بحاجة لمواصلة الحوار والتعاون لضمان دور أكبر للشركات الاستثمارية والقطاع الخاص في البلدين".
وأضاف: "من خلال جلسات المؤتمر الحوارية، سنبحث سبل توسيع نطاق الاستثمارات وتطوير بيئة الاستثمار بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وسنركز على استكشاف الفرص في مجالات الزراعة والمنتجات الغذائية، كما سنستعرض آفاق التعاون في قطاعات البنية التحتية، والنفط والغاز والطاقة المتجددة، والقطاع المصرفي والمالي".
وأكد أن اقتصاد دولة الإمارات يعد أحد أكثر الاقتصادات تنوعاً على مستوى المنطقة، فقد تجاوزت مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للدولة 70%.
وأضاف المنصوري: "تبنت الإمارات نموذجاً اقتصادياً رائداً يقوم على المرونة والتنوع والتنافسية، مع إعطاء دور رئيسي للابتكار والبحث والتطوير والتكنولوجيا المتقدمة كمحركات أساسية للتنمية المستقبلية، وهو ما نراه في محددات رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071 على المدى الطويل".
وقال: "لعل الإنجاز المتميز الذي حققته الدولة في مجال الفضاء من خلال رحلة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ورصد مراحل استعدادات الرحلة بأقمار صناعية متطورة إماراتية الصنع 100%، هو مثال عملي على عزمنا الثابت على بناء اقتصاد يواكب المستقبل، وتحقيق تنمية تدوم ثمارها للأجيال القادمة".
وأوضح أن الإمارات اليوم الأولى عربياً وفي مراتب متقدمة على المستوى الدولي في العديد من المؤشرات العالمية؛ من أبرزها مؤشر التنافسية العالمي، ومؤشر سهولة ممارسة الأعمال، ومؤشر التنمية وريادة الأعمال، ومؤشر الابتكار العالمي، ومؤشر تمكين التجارة وغيرها، مشيراً إلى أن الدولة أطلقت العديد من المبادرات المحفزة للأعمال والاستثمار، ومن أبرزها صدور قانون الاستثمار الأجنبي المباشر العام الماضي، الذي يسمح بملكية أجنبية للمشاريع بنسبة قد تصل إلى 100% في 122 نشاطاً اقتصادياً متنوعاً، فضلاً عن توفير مزايا وضمانات واسعة للمستثمرين الأجانب.
من جانبه أشار محمد هلال المهيري، مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، إلى أن عدد الشركات اللبنانية سارية العضوية في غرفة أبوظبي بلغ 393، وذلك حتى أكتوبر/تشرين الأول 2019، معرباً عن أمله في أن يخرج المؤتمر بنتائج تتناسب والتطلعات السامية للقيادات الحكومية من تعميق للروابط الأخوية وتفعيل العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، التي يشكل العامل الاقتصادي إحدى دعاماتها المهمة والرئيسية.
من جانبه قال حمد سعيد سلطان الشامسي، سفير الإمارات لدى الجمهورية اللبنانية: "هذا المؤتمر الاستثماري يأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للبنان الشقيق، ليشكل له فرصة مهمة ستتيح فرصاً استثمارية تسهم في انتعاش الاقتصاد وخلق فرص العمل بما يسهم في رفع مستويات النمو"، مشيراً إلى أن دولة الإمارات لطالما وقفت إلى جانب لبنان وفي أصعب الظروف؛ حيث بدأ ذلك المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيب الله ثراه"، وتستكمل قيادتنا الرشيدة نهج المؤسس تجاه الأشقاء العرب.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg
جزيرة ام اند امز