لبنان.. تحركات لمناصري "المستقبل" لثني الحريري عن "اعتزال" الانتخابات
تشهد مناطق لبنانية تحركات من مناصري "تيار المستقبل" دعما لزعيمه سعد الحريري، إثر المعلومات عن عدم خوضه الانتخابات النيابية المقبلة.
وأعلن مكتب الحريري أنه سيعلن بعد ظهر غد الإثنين موقفه من الانتخابات النيابية المقبلة، في كلمة يلقيها مباشرة على الهواء من مقره في بيروت.
الحريري نفسه توجه إلى المناصرين أمام منزله بالقول: "الأيام صعبة في هذه الفترة وأشكركم على وجودكم وأطلب منكم أن تستمعوا إليّ غداً لأنني أريد أن أؤكد مجدداً لكم أنّ هذا البيت لن يقفل ودمّي لكم".
وبعدما عاد الحريري قبل أيام إلى بيروت التي غادرها قبل أشهر إثر اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، انتشرت معلومات عن نيته العزوف عن المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة وقد عقد لهذا السبب اجتماعات مع "كتلته النيابية" وقيادات لبنانية عدة.
الاجتماع وضع فيه الحريري المقربين منه في أجواء قراره، بحسب ما أكدت مصادر في "تيار المستقبل" لـ"العين الإخبارية"، مشيرة إلى أن هناك انقساما في أوساط التيار بين من يدعم قراره وبين من يرفضه لا سيما وأن الحريري يعتبر الزعيم الأول في الطائفة السنية في لبنان.
وإثر هذه المعلومات توجه عدد كبير من مناصري تيار "المستقبل" اليوم في عكار ( شمال) بمواكب سيارة ضمّت حافلات كبيرة وصغيرة وسيارات، تبثّ الأغاني الوطنية وتلك الخاصة بـ"المستقبل"، من مختلف القرى والبلدات العكارية إلى بيروت، للمشاركة في وقفة تضامنية نظمت في بيروت أمام منزله.
ورفع المشاركون صوراً للحريري وأعلام تيار "المستقبل" مردّدين الهتافات المؤيدة لـ"المستقبل" ورئيس الوزراء الأسبق، يطالبونه بخوض الانتخابات النيابية.
وفي هذا الإطار أكد نائب رئيس تيار "المستقبل" مصطفى علوش أن الحريري كان صامتاً على مدى أشهر وقد اتخذ قراره بعد تفكير مطوّل بالإيجابيات والسلبيات. ورأى أنه مع غياب إمكانية إحداث تغيير في منظومة لا تنفك تدمّر البلاد، الأفضل الانسحاب.
وشدد في حديث إذاعي على أن خروج الحريري من الحياة السياسية غير وارد لكن الخروج من الحكم في غياب القدرة على إحداث تغيير فهو أفضل الحلول.
وحذّر علوش من أنه إذا تم انتخاب النائب جبران باسيل رئيساً للجمهورية، وعادت المنظومة الفاسدة إلى الحكم، فلن يبقى لبنان وهذا السيناريو ما زال مطروحاً. مؤكدا أن الخليج لم يتخلّ عن لبنان ويتمنى أن يعود له دوره، مع عودة الاستقرار السياسي والأمني وإزالة سيطرة حزب الله على القرار اللبناني.
وتولى الحريري قيادة تيار المستقبل بعد اغتيال والده الراحل رفيق الحريري، في 14 فبراير/ شباط عام 2005، وتولى رئاسة الحكومة مرات عدة،، وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي اعتذر عن استكمال مهمة تأليف الحكومة نتيجة العراقيل التي وضعها أمامه كل من حزب الله والتيار الوطني الحر.
ويعتبر الحريري الزعيم السني الأول في لبنان وبالتالي فإن قراره بالعزوف عن خوض الانتخابات سيترك فراغا كبيرا وتشرذما في الطائفة، رغم أن المسؤولين في التيار يؤكدون أن عدم مشاركته في الانتخابات لا يعني ابتعاده عن الساحة السياسية، وهو ما سيحسمه الرجل بنفسه يوم غد.
aXA6IDE4LjIyMS4xOTIuMjQ4IA== جزيرة ام اند امز