ورقة النائب ورعب الاقتصاد وإيران.. هاريس تدير الدفة وسط رياح عاتية
يصل التحول في السباق الرئاسي الأمريكي إلى محطة جديدة، الثلاثاء، عندما تكشف المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس عن نائبها.
وفي تجمع جماهيري في فيلادلفيا، من المقرر أن تعلن هاريس عن نائبها الذي سيرافقها في خوض الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد كثّفت هاريس في الساعات الأخيرة من بحثها، وضيقت خياراتها على مرشحين اثنين هما: حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، 51 عاما، وحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، 60 عاما.
وتقول "سي إن إن" إن شباب هاريس النسبي، في سن 59 عاما، قلب التباين الجيلي مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، 78 عاما، بعد أن باتت مسألة عمر دونالد ترامب وقدراته الذهنية في فترة ولاية ثانية محتملة محل جدال.
بالإضافة إلى ذلك، تلوح الدراما الاقتصادية والشرق أوسطية في الأفق مع اختيار هاريس مرشحة للحزب الديمقراطي.
الصدمات الاقتصادية
إذ أدى انخفاض سوق الأسهم العالمية إلى انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1000 نقطة أمس الإثنين، وسط ارتفاع معدلات البطالة وإحياء المخاوف من الركود في الولايات المتحدة والذي قد يزيد من نفور الناخبين من اقتصاد يصر البيت الأبيض على أنه في حالة جيدة، ولكنه مع ذلك ترك الملايين من الناس يشعرون بعدم الأمان الشديد.
ولا توجد مؤشرات على أن الاقتصاد الأمريكي يواجه انهيارا وشيكا على نطاق أزمة عام 2008 التي ساعدت في فوز الديمقراطي باراك أوباما على الجمهوري جون ماكين، حيث يبدو النظام المصرفي قويا، وانحسر التضخم وتعافت الولايات المتحدة بشكل أقوى من الدول المتقدمة الأخرى من جائحة كوفيد-19.
ومع ذلك، في انتخابات متقاربة من المرجح أن يتم حسمها ببضعة آلاف من الأصوات في حفنة من الولايات المتأرجحة، يمكن لأي قضية أن تكون حاسمة.
وقد تكون أي صدمات اقتصادية في الأسابيع المقبلة خادعة لهاريس نظرا لارتباطها بالإدارة الحالية، ولكن الأخيرة تفتقر أيضا إلى القدرة على التأثير على عوامل مثل ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في إجراء تخفيضات أسعار الفائدة التي طال انتظارها.
عواصف الشرق الأوسط
وكان على هاريس أيضا التوفيق بين المناقشات حول اختيارها وواجباتها الرسمية، إذ انضمت، رغم حملتها الانتخابية، إلى الرئيس جو بايدن في غرفة العمليات بالبيت الأبيض وسط تحركات واتصالات دبلوماسية مكثفة، حيث تشير التطورات إلى ضربة انتقامية إيرانية ضد إسرائيل من شأنها أن تخاطر بإشعال حرب إقليمية واسعة النطاق ويمكن أن تجر الولايات المتحدة.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، تعرضت قاعدة "عين الأسد" التي تتواجد فيها قوات أمريكية في العراق لهجومين صاروخيين، ما أسفر عن وقوع إصابات،
وقال مسؤولون أمريكيون لـ"سي إن إن"، إن الولايات المتحدة تتوقع أن ترد إيران على مقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية خلال وجوده في طهران ربما في غضون 24 ساعة، وهي الفترة التي قد تتزامن مع خطط هاريس لتسمية نائبها.
وألقت الحرب الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بظلالها على الحملة الانتخابية للديمقراطيين.
وأدى تجاهل إسرائيل المتكرر لدعوات بايدن لحماية المدنيين في حربها على غزة، إلى إحداث انقسامات في الحزب الديمقراطي، وخاصة في ولاية ميشيغان، التي تعد موطنا للآلاف من الأمريكيين العرب.