مفتاح صفقة الأسرى التاريخية مع روسيا.. هاريس كلمة السر

بينما كانت منصة مؤتمر ميونخ للأمن تعج بالجلسات، في فبراير/شباط الماضي، كانت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس تبحث عن صفقة تاريخية.

وبينما كانت هاريس تقترب من نهاية اجتماعها مع المستشار الألماني أولاف شولتز في مؤتمر ميونخ للأمن، طلبت من جميع الموظفين مغادرة الغرفة، باستثناء مساعد واحد لكل منهما، وفقا لما طالعته "العين الإخبارية" في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

ففي خضم مفاوضات عالية المخاطر لتأمين إطلاق سراح عدد من المواطنين الأمريكيين المحتجزين في روسيا، كان الروسي المسجون في ألمانيا فاديم كراسيكوف، المفتاح إلى إطلاق سراح تبادل أسرى طال انتظاره مع موسكو.

ونقلت "فورين بوليسي" عن مسؤول في البيت الأبيض ومسؤول أمريكي كبير مطلع على الاجتماع، قوله إن شولتز كان مترددا في إطلاق سراح كراسيكوف، الذي أدين بقتل مواطن جورجي في وضح النهار في حديقة تيرغارتن في برلين وكان يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

وتعليقا على الصفقة التي تمت أمس، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في إفادة صحفية: "كان ذلك في إطار المشاركات رفيعة المستوى والتبادل بين الرئيس والمستشار الألماني".

وأضاف "تمكنت نائبة الرئيس هاريس من الجلوس وجها لوجه مع المستشار شولتز والتحدث حول عناصر هذا الأمر".

وفي حين أن تبادل الأسرى التاريخي متعدد البلدان، والذي شهد إطلاق سراح 16 شخصا من السجون الروسية، كان نتيجة لسنوات من الجهود الدبلوماسية عبر الحكومة الأمريكية وبالتعاون مع الشركاء في أوروبا، ساعدت اجتماعات هاريس في ميونخ في دفع المفاوضات إلى الأمام، بحسب مسؤولين تحدثا إلى "فورين بوليسي" بشرط عدم الكشف عن هويتهما.

هاريس هي من حرّكت الكرة

وكشف مسؤول في البيت الأبيض، أن "نائبة الرئيس حركت الكرة بالتأكيد إلى الأمام في الاجتماع مع شولتز".

كما كلفت هاريس موظفيها بإعداد اجتماع مع رئيس الوزراء السلوفيني روبرت جولوب في ميونخ، بعد أن علمت أن بلاده احتجزت روسيين للاشتباه في التجسس، والذي يمكن استخدامه كجزء من التفاوض مع موسكو.

وهذا جعل هاريس أكبر مسؤول أمريكي يتعامل مع الزعيم السلوفيني بشأن هذه المسألة في ذلك الوقت.

وفي نهاية المطاف، أطلقت سلوفينيا سراح الروسيين الاثنين كجزء من الصفقة يوم الخميس، إلى جانب ستة آخرين من بولندا والنرويج وألمانيا والولايات المتحدة.

ويأتي الحديث عن دور نائبة الرئيس في المفاوضات في الوقت الذي يتم فيه فحص سجلها في السياسة الخارجية عن كثب مع ظهورها كمرشحة رئاسية ديمقراطية مفترضة بعد إعلان جو بايدن الشهر الماضي، قراره عدم الترشح لإعادة انتخابه.

وفي تصريحات يوم الخميس، قالت هاريس عن تبادل السجناء: "لم نتوقف قط عن القتال من أجل إطلاق سراحهم. واليوم، على الرغم من كل معاناتهم، يمنحني راحة كبيرة أن أعرف أن محنتهم الرهيبة قد انتهت أخيرًا".