تكتيك هاريس في المناظرات.. ماذا تقول تجاربها السابقة؟
يأمل أنصار المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الأمريكية كامالا هاريس أن تستفيد من مهارات صقلتها خلال سنوات عملها كمدعية عامة في مناظرة مرتقبة مع خصمها الجمهوري دونالد ترامب.
ففي الوقت الذي تتواصل فيه الاستعدادات للمواجهة الأولى بين المرشحين الرئاسيين في الولايات المتحدة، تسعى المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس أن ينجح تكتيكها في المناظرات في توجيه ضربة قاصمة للرئيس السابق ترامب.
ويعول أنصار هاريس على قدراتها التي اكتسبتها خلال رحلتها لتولي منصب المدعي العام للولاية ومجلس الشيوخ وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ويتذكر فريق هاريس نهاية مناظرتهما لانتخابات مجلس الشيوخ عام 2016 بولاية كاليفورنيا، حينما قدمت منافستها لوريتا سانشيز حركة راقصة شهيرة فكان رد فعل هاريس أن ضغطت على شفتيها ورفعت حاجبيها وصمتت لثوان قبل أن تشارك الجمهور ضحكة وتقول "لذا هناك فرق واضح بين المرشحين في هذا السباق".
وباستخدام التوقيت وتعبيرات الوجه، نقلت هاريس رسالة حملتها بأن سانشيز كانت منافسًا "غير جاد يميل للدراما" في حين أنها مستعدة للوظيفة. ونجح هذا التكتيك في تحقيق الفوز لهاريس بفارق 23 نقطة.
ومن المتوقع أن تستخدم هاريس حجة مماثلة خلال مناظرتها مع ترامب الذي وصفته بأنه "رجل غير جاد" يمكن أن يخلق عواقب "خطيرة للغاية" إذا عاد للبيت الأبيض.
لكن خصمها هذه المرة أكثر قوة في المناظرة، وأنهى بالفعل طموحات مرشحين آخرين للبيت الأبيض لكن حلفاء هاريس يأملون أن تستخدم مهاراتها المكتسبة من عملها في المحاكم بما في ذلك كيفية استخدام ضبط النفس والتوقيت والفكاهة للتواصل مع الجماهير لتحقيق نجاحات جديدة مثلما فعلت في السابق.
ومع ذلك فإن هاريس لا تزال بحاجة إلى التغلب على الانتقادات التي تتهمها بالإفراط في الحذر على مسرح المناظرة، حيث تكافح غالبًا لتقديم إجابات واضحة وموجزة.
وفي 2019، كافحت هاريس لإيجاد موطئ قدم أيديولوجي لها في الميدان المزدحم خلال مناظرة الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية.
وبعدما اختارها الرئيس جو بايدن نائبة له، بدت هاريس أحيانا غير مستقرة وغير مفهومة في المقابلات النادرة التي أجرتها.
ويقول المحافظون إنها خفيفة الوزن سياسيا في حين شكك ترامب في ذكائها وأكد أن زعماء العالم سيتلاعبون بها مثل "لعبة" وتنبأ حاكم فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس بأن يكون أداء هاريس منخفضًا خلال المناظرة التي قد تكون على العكس فرصة لكامالا لإنهاء هذه الانتقادات.
والآن، وبينما يتمتع الديمقراطيون بفرصة تأطير السباق كمباراة بين "مدع عام ومجرم (في إشارة لترامب الذي صدرت بحقه أحكاما قضائية ولا يزال قوائم اتهامات أخرى في انتظاره)"، ستكون هاريس على أرض أكثر صلابة لتواجه خصمًا تتعارض مواقفه تمامًا مع مواقفها خاصة وأنها لم تعد مقيدة بالتحدث نيابة عن بايدن وأجندته السياسية حيث أصبح لديها المزيد من الحرية للتركيز على أفكارها الخاصة.
وتبدو هاريس أكثر راحة في المناظرات الفردية التي سبقت مشاركتها في الانتخابات التمهيدية 2019 وهي المناظرات التي تشبه إلى حد كبير مواجهتها المرتقبة مع ترامب.
وحول مناظرتها في 2016 مع سانشيز قال مساعدها السابق ناثان بارانكين أن مستشاري هاريس "كانوا جميعًا مذهولين.. كان رد فعلها مثاليا تماما".
وحول مناظرة 2010 لمنصب مدع عام كاليفورنيا، قال الكاتب دان موراين الذي شارك في توجيه الأسئلة، إن هاريس تترشح لمنصب المدعي العام"إنها سريعة (البديهة) بشكل لا يصدق".
وقال موراين، مؤلف كتاب "طريق كامالا، حياة أمريكية" إن هاريس "تفهم كيفية التواصل مع هيئات المحلفين، والناخبين هنا هيئة المحلفين" وأضاف "يجب أن تكون قادرًا على تقديم إجابة منطقية وهذا ما ستفعله المرشحة الديمقراطية في مناظرتها مع ترامب.
ولدى هاريس قدرة لاستشعار نقاط ضعف المنافس والاستفادة منها مثلما حدث في 2010 خلال سباقها ضد المدعي العام لمقاطعة لوس أنجلوس آنذاك الجمهوري ستيف كولي فرغم أنها لم تكن مرشحة مفضلة للفوز لكنها فازت بمنصب مدع عام كاليفورنيا بأقل من نقطة مئوية واحدة.
لكن كولي ارتكب خطأ فادحا برده حول حصوله على راتب المدع يالعام إضافة إلى مزايا التقاعد حيث قال إنه سيفعل وبعدها ضحكت هاريس وقالت "لقد كسبتها".
وقال الاستراتيجي الديمقراطي في كاليفورنيا بيل كاريك "كانت سريعة حقًا" وأضاف "لديها قدرة طبيعية على الاستجابة بسرعة بأمر قصير وقوي.. وأعتقد أن ترامب يجب أن يكون حذرًا".
وتواصل هاريس استعدادها للمناظرة في جلسات تقودها المحامية كارين دان، التي عملت معها قبل مناظرة نائب الرئيس لعام 2020 ضد مايك بنس.
كما جندت حملتها فيليب رينز مستشار وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون السابق للعب دور ترامب في التدريب على المناظرة.
ورغم أن فريقها لا يكشف سوى القليل من التفاصيل عن خططها إلا أن عددا من مساعديها السابقين قالوا إنها دائما ما تستعد للحظاتها الحاسمة بعملية من 3 خطوات.
في البداية تجمع هاريس الموظفين لإجراء محادثة واسعة النطاق حول مواضيع السياسة التي قد يتم التطرق إليها ليقوم مساعدوها بإعداد وثيقة تحدد الأفكار أو السياسات التي تريد توصيلها وتقوم هاريس بتحرير هذه الوثيقة وتنقيحها قبل أن تجتمع مجددا مع المساعدين والمستشارين لعقد ورشة عمل حول توصيل رسالتها وطلب الملاحظات، مما يساعدها على بلورة المنظور بشأن أفكارها.
ومنحت هذه العملية هاريس واحدة من لحظاتها الهامة خلال استجوابها بريت م. كافانو الذي رشحه ترامب للمحكمة العليا.
وخلال المرحلة الأخيرة قبل جلسات استماع كافانو، دعا فريق هاريس العديد من موظفي المحكمة العليا السابقين للانضمام إلى جلسة لمساعدتها على توقع كيف قد يتجنب الرجل الأسئلة.
وخلال الانتخابات التمهيدية، كانت اللحظة الأكثر تميزًا لهاريس عندما استعانت بسيرتها الذاتية لمواجهة معارضة بايدن للنقل القسري بالحافلات كأداة لدمج المدارس العامة خلال السبعينيات عندما كان عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي.
وقالت هاريس "كانت هناك فتاة صغيرة في كاليفورنيا كانت جزءًا من الصف الثاني لدمج مدارسها العامة، وكانت تُنقل بالحافلة إلى المدرسة كل يوم. وكانت تلك الفتاة الصغيرة أنا".
ورغم ذلك قدمت هاريس لاحقا إجابات مشوشة فكانت الوحيدة مع السيناتور بيرني ساندرز من أيدا إلغاء التأمين الصحي الخاص لصالح خطة حكومية أحادية الدافع لكنها تراجعت في اليوم التالي وقال إنها أساءت فهم السؤال كما بدت هاريس غير مرتاحة وهي تتعمق في جوانب من سجلها كمدعية عامة وهي الجوانب التي وصفتها يوما بأنها إنجازات.
وفي 2020، في مناظرتها الوحيدة مع مايك بنس انتقدت هاريس نائب الرئيس لمقاطعته لها قائلة "أنا أتحدث" وقال مستشاره مايك شورت خرجنا من المناظرة بانطباع أن بنس لم يستعد جيدا.
وحول المناظرة المرتقبة، قال شورت إن ترامب "سلعة معروفة في هذه المرحلة لدرجة أنه سيكون من الصعب حقًا تغيير آراء الناس".
وقالت عمدة لوس أنجلوس كارين باس إن الناخبين سوف يراقبون عن كثب كيفية تعامل هاريس مع ترامب وأضافت "هناك شيء واحد أعتقد أنه يجب عليها فعله وأعلم أنها ستفعله.. ألا تنزل بنفسها إلى مستواه".
aXA6IDM1LjE3My40OC4xOCA= جزيرة ام اند امز