الحياة القاسية تدفع 8 ملايين تركي للعلاج النفسي
صعوبة العيش توصل المواطنين لحالات نفسية سيئة تؤدي بهم أحيانا إلى الانتحار، وهناك مطالب بإيجاد حل للمشكلات الاجتماعية المتسببة في ذلك
كشف معارض تركي عن أن عدد الأتراك الذين لجأوا للأطباء النفسيين في السنوات الـ3 الأخيرة تجاوز الـ8 ملايين شخص.
وقال النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري أيهان بارود، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة: "وصل عدد أشخاص من راجعوا عيادات الطب النفسي في بلدنا لأرقام خطيرة، حيث تجاوز عددهم خلال الـ3 سنوات الأخيرة حاجز الـ8 ملايين".
وأضاف: "زادت كذلك كميات الأدوية المضادة للاكتئاب في البلاد"، موضحا أن "60% من شبابنا العاطلين عن العمل فقدوا الأمل في مستقبلهم، كما فقد 5 آلاف و485 مواطنا حياته في الفترة من 2002 إلى 2018 بسبب المشكلات الحياتية".
وأوضح أن صعوبة العيش أوصلت المواطنين لحالات نفسية سيئة تؤدي بهم أحيانا إلى الانتحار، مطالبا بإيجاد حل للمشكلات الاجتماعية المتسببة في ذلك.
كما لفت "بارود" إلى أنه قدم مقترحا لمجلس النواب التركي حول المشكلات التي يعيشها الناس، مطالبا البرلمان بدراسة هذا الموضوع بموجب المادتين الـ104 والـ105 من اللائحة الداخلية للمجلس التي نص عليها الدستور؛ لاتخاذ التدابير اللازمة.
وتابع: "في حال عدم إيجاد الحلول اللازمة، فإن توازناتنا الاجتماعية ستبقى في خطر، وهذه أمور يبذل نظام الرجل الواحد (في إشارة للرئيس رجب طيب أردوغان) كل ما في وسعه لعدم الحديث عنها".
وشهد الاقتصاد التركي خلال عام 2019 مجموعة من الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية، تمثلت في استمرار ضعف الليرة، وظهور أزمة عقارات، وتراجع في البورصة المحلية، وتخارج استثمارات نحو أسواق أكثر استقرارا.
وتشهد تركيا منذ فترة غياب العدالة الاجتماعية وأزمة اقتصادية طاحنة، أثبتت فشل نظام أردوغان في التعامل معها؛ وإيجاد حلول ناجعة لتخفيف وطأة الأزمة عن المواطنين الذين يعانون من الويلات في ظل ارتفاع جنوني للضرائب ومعدلات البطالة والتضخم، فضلا عن ارتفاع الأسعار، وفق مراقبين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، ذكر موقع إخباري تركي أن حالات الانتحار المتتالية التي تشهدها تركيا منذ فترة تجسد أكثر النتائج الملموسة لحالة الفقر والعوز التي تعيشها البلاد، فضلا عن شعور المواطنين بالظلم.