متى يعود السائح الروسي إلى مصر.. سؤال يبحث عن إجابة؟
متى يعود السائح الروسي إلى مصر؟.. سؤال يبحث عن إجابة منذ تحطم الطائرة الروسية، في سيناء نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2015.
متى يعود السائح الروسي إلى مصر؟.. سؤال يبحث عن إجابة منذ تحطم الطائرة الروسية طراز إيرباص A321، في سيناء نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2015، أثناء توجهها من منتجع شرم الشيخ المصري إلى مدينة سانت بطرسبورج الروسية، وأدى إلى مقتل طاقمها وجميع ركابها الـ224، وهو الحادث الذي تبناه فيما بعد تنظيم داعش الإرهابي.
الحادث في حينه أضر بقطاع السياحة في مصر، فلم يتوقف الأمر على حظر السياحة الروسية، بل أوقفت دول عديدة في مقدمتها روسيا وبريطانيا، رحلاتها إلى مصر عموماً، خاصة المتوجهة إلى شرم الشيخ، إلا أنها كلها أعادت رحلاتها تدريجياً، عدا روسيا.
"صورة معقدة"
بين الحين والآخر تخرج تصريحات من الجانبين، تؤكد اقتراب عودة السياحة الروسية بعد أن استجابت مصر للمطالب الروسية، إلا أن الوضع يبقى على ماهو عليه.
تصريحات وزير النقل الروسي كانت الأخيرة في هذا الإطار، حيث أكد للوكالة الروسية مؤخراً أن السلطات المصرية لم تبلغنا رسمياً بعدم قبول الاقتراح الروسي بوجود وفد أمني بصفة مستمرة في المطارات المصرية، وأن القاهرة لم تدع الفريق الأمني الروسي لتفقد المطارات في مايو، وفقاً لاتفاق مسبق.
وفي هذا الإطار، أكدت مؤخراً مصادر مسؤولة بوزارة الطيران المدني التزام الوزارة بجميع المعايير الدولية لأمن المطارات ليس فقط لتحقيق مطالب روسية ولكن لتحسين المستوى الأمني بجميع المطارات المصرية وذلك بشهادة الجهات الدولية، وأن الاتفاقية الأمنية بين روسيا ومصر قيد الدراسة فعلاً بواسطة الجهات الأمنية السيادية، تمهيداً لاعتمادها وتوقيعها بين الطرفين، وذلك في إطار التعهدات التي تلتزم بها مصر وطالبت بها روسيا خلال زيارة وزير النقل الروسي الأخيرة إلى مصر.
وتعتمد بنودها على الإجراءات التي أقرتها منظمة الأيكاو فى اتفاقية شيكاغو وفقاً للملحق ١٧، بأحقية الدول في اتخاذ جميع التدابير الأمنية الإضافية في إطار التعاون الدولي.
بعض التفاصيل أيضاً أشارت إليها المصادر، فقالت إن الجانب الروسي طلب متابعة الأمن الروسي لجميع الإجراءات التي يخضع لها الركاب وحقائبهم على الطائرات الروسية، وسبق أن رفضت ذلك الأجهزة السيادية المصرية، لكن روسيا عاودت العرض مرة أخرى تحت مسمى "اتفاقية ثنائية"، إلاّ أن الجانب المصري يرى أن هذا الطلب به تدخل وربما يخترق السيادة المصرية على المطارات، وذلك قد يدفع دول أخرى لتقليد روسيا.
أما حول ما يوافق عليه الجانب المصري، أوضحت المصادر أنه يشمل متابعة الإجراءات من جانب الشركات الروسية على الكاونتر والجيت المخصص للركاب، تفتيش الحقائب قبل الصعود للطائرة وأي إجراءات تراها أي شركة طيران لتأمين طائرات سواء بتفتيش الركاب والحقائب قبل الصعود للطائرة بالكلاب البوليسية وأمن الشركة وتواجد رجال أمن داخل الطائرة حتى إقلاعها.
ما زالت الصورة شديدة التعقيد الذي يضيع معه إمكانية الإجابة عن السؤال الخاص بتوقيت عودة السائح الروسي إلى مصر.
"سؤال بلا إجابة"
هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، يقول إن نسبة السياح الروس يمثلون تقريباً ربع إجمالي السياحة الوافدة على مصر، فقد سجلوا 3 ملايين سائح في الوقت الذي كان يدخل إلى مصر حوالى 14 مليون سائح، ولا شك أن الدولة المصرية ترغب في استعادة السائح الروسي مثلما استعادت جميع سياحها.
وأوضح الدميري، في حديث لبوابة "العين" الإخبارية، أن توقيت عودة السائح الروسي سؤال لا تستطيع ولا تملك أي جهة سياحية بمصر الإجابة عنه، فهو تحت نظر الجهات السيادية التي تتواصل مع نظيراتها في روسيا، هم فقط يملكون الرد عن السؤال وفقاً لما لديهم من معطيات نتيجة التشاور والتباحث المستمر بهذا الشأن.
وقال: "بينما أنا كجهة لتنشيط السياحة أنتظر فتح السوق الروسية لأبذل الجهد المطلوب من أجل الترويج لسياحة مصر لدى السائح الروسي، مثلما نفعل ذلك حالياً مع جميع الأسواق السياحية المتاحة لنا".
عماري عبد العظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرف التجارية بمصر، يفضل التوقف تماماً عن بحث توقيت عودة السائح الروسي إلى مصر، لافتاً إلى أن انتظار الإجابة بات أمراً مرهقاً وغير مُجدٍ خاصة أن سوق السياحة المصرية لا تعتمد بشكل أساسي على العنصر الروسي، وربما لا يجد هذا السؤال إجابة أبداً في الوقت الحالي لما يطلبه الجانب الروسي أحياناً من أمور قد تمس بطريقة أو أخرى السيادة المصرية في المطارات.
وأوضح عبد العظيم، في حديث لـ"العين"، أن مصر تمتلك مقاصد سياحية أخرى إلى جانب روسيا أشهرها ألمانيا والصين واليابان، إلا أنها ما زالت مصر تعاني من مشكلة في التسويق الممنهج العلمي، وسيتم حلها قريباً جداً عبر بروتوكولات تعاون مع هيئات ومنظمات سياحية عالمية، تقتضي الاستفادة من الخبرات الدراسات العالمية، وسيتم أيضاً الاستعانة بخبراء سياحة عالميين، واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للنهوض بالسياحة المصرية و العودة بها إلى أفضل ما كانت في سابق عهدها.
"رائحة السياسة"
ومن الناحية الفنية، وطبيعة عودة العلاقات الخاصة بالسياحة بين الطرفين في مثل هذا النوع من حوادث الطيران، يقول شاكر قلادة، مدير إدارة تحقيقات الحوادث بوزارة الطيران المدني المصري سابقاً، إنه في الوقت الحالي لا يوجد ما يمنع على الإطلاق عودة السائح الروسي رسمياً إلى مصر، لاسيما أن كل ما أوصى به الجانب الروسي من إجراءات تأمين وأمان استجاب له الجانب المصري بالكامل.
وأوضح قلادة لـ"العين"، أن تأخر القرار حتى هذه اللحظة يؤكد أن ثمّة رائحة سياسية تفوح من هذا الملف، ربما اعتبارات سياسية لم تتحقق بعد عطلت عودة السائح الروسي، إلا أن مصر وروسيا على كل الأحوال اقتربتا كثيراً من مرحلة التوافق، وربما في القريب العاجل يعود السائح الروسي إلى وجهته المفضلة دائماً مصر.
aXA6IDMuMTcuMTc5LjEzMiA=
جزيرة ام اند امز