"حسن إيرلو".. ذكرى تهاوي مشروع إيران باليمن
"دخل اليمن تهريبا وغادرها جثة عبر طائرة إجلاء"، هذا ما يحفظه اليمنيون عن ضابط إيران المثير للجدل حسن إيرلو والتي نصبته طهران سفيرا لها لدى مليشيات الحوثي.
ويصادف اليوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2021 الذكرى الأولى لمصرع حسن إيرلو في اليمن وهي مناسبة أحياها كبار قادة الحوثي وعلى نطاق واسع باعتبار الرجل كان بمثابة حاكم أعلى للمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية.
كما انتقلت طهران بعد تهريب "إيرلو" إلى اليمن للواجهة في إدارة التصعيد السياسي وإجهاض الحلول السلمية للأزمة اليمنية وقيادة العمليات العسكرية ميدانيا للمليشيات الانقلابية في مأرب والبيضاء وشبوة.
ولطالما تكتمت مليشيات الحوثي ومن خلفها إيران عن دور الرجل، إلا أن طهران والانقلاب اعترفا مجددا أن الرجل كان في مهمة عسكرية خالصة وأن غطاء "الدبلوماسية" الذي حاول التستر به بات مكشوفا.
ووصفت السفارة الإيرانية في اليمن وقيادات مليشيات الحوثي حسن إيرلو في ذكرى مقتله بأنه "شهيد" للدلالة على مقتله، وزعمت أنه "ترك بصمات قوية في مسيرته "الجهادية" في اليمن، في إقرار أنه كان في مهمة عسكرية.
وكانت طهران أعلنت أن الرجل قتل بفيروس كورونا في البلاد، وهي الرواية التي روجت لها مليشيات الحوثي بالرغم من إنكارها تفشي كوفيد-19 في مناطق سيطرتها.
وتعيد "العين الإخبارية" تسليط الأضواء على النهاية الغامضة لرجل أثار الجدل محليا ودوليا على مدى أكثر من عام بعد تهريبه لليمن، لكنه سرعان ما غادرها قتيلا.
من هو إيرلو؟
كان حسن إيرلو قد دخل اليمن عبر التهريب ليظهر للعلن في أكتوبر/تشرين الأول 2020 عندما استقبلته مليشيات الحوثي على السجاد الأحمر، وتمكنه طيلة فترة وجوده في صنعاء من قرارها السياسي والعسكري "السلم، والحرب".وكان إيرلو حريصا بشكل دائم على الحضور في الفعاليات الطائفية المثيرة للجدل والتي تنظمها مليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء، فضلا عن تفقده للمؤسسات والأوضاع.
وإيرلو ضابط دفاع جوي، وهو المهندس الأساسي للضربات الجوية للحوثيين، كما أنه "خبير أسلحة مضادة للطائرات"، وظلت تحركاته طيلة عام بين ظهوره ومقتله محاطة بالاحترازات الأمنية المشددة من قبل مليشيات الحوثي.
وعقب تعيينه من قبل إيران سفيرا لها لدى المليشيات الانقلابية اتخذ الرجل من الدبلوماسية غطاء لنشاطه العسكري، كواحد من الضباط الأساسيين في فيلق القدس الذي كان يقوده قاسم سليماني، وينتمي لعائلة كان معظم أفرادها في الحرس الثوري.
وفرضت الولايات المتحدة نهاية عام 2020، عقوبات على حسن إيرلو، لدوره في تنسيق التعاون بين الحرس الثوري ومليشيات الحوثي، فيما أعلنت طهران مقتله في 21 ديسمبر/كانون الأول 2021 بزعم أنه توفي متأثرا بفيروس كورونا.
أول وآخر "سفير".. سقوط مشروع إيران
بالنسبة لليمنيين فإن مقتل حسن إيرلو شكل بداية النهاية لسقوط المشروع الإيراني في البلاد ممثلا بمليشيات الحوثي فضلا عن درس خالص لطهران بأن صنعاء وإن سقطت تظل عربية ولن تخضع لنظام طهران، كما قال أحدهم على مواقع التواصل الاجتماعي.وفيما يبدو فإن طهران أدركت حجم الخطأ الذي ارتكبته بتعيين ضابط عسكري بغطاء "سفير" لدى مليشيات الحوثي، ليكون بذلك أول وآخر سفير تعينه إيران لدى المليشيات، حيث مر عام على مقتله ولم تعين شخصا آخر خليفة له رغم وجود عشرات الضباط الإيرانيين باليمن.
وعلق الخبير العسكري اليمني العميد ركن محمد الكميم على ذكرى مقتل حسن إيرلو، واصفا حملة مليشيات الحوثي في إحياء ذكرى رحيله بأنه "اعتراف رسمي بمصرع ضابط فيلق القدس الإيراني والحاكم الفعلي في اليمن وقائد معارك مأرب الأخيرة لإسقاطها".
وأضاف على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "أحد الإثباتات على مصرع حسن إيرلو تشير إلى أنه لقي مصرعه بضربة طيران في مركز العمليات في النهدين مع مجموعة خبراء إيرانيين".
وآنذاك، قالت الحكومة اليمنية المعترف بها إن حسن إيرلو "اختبر بأس اليمنيين، لكنه لم يعد مشيا على قدميه كما دخل البلاد ولا هو ذاق تمر مأرب، كما عادت إيران تستجدي الوساطات لمجرد إجلائه، بعد أن مرغ اليمنيون بدعم من التحالف بقيادة السعودية أنفها في التراب".
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg جزيرة ام اند امز