رجل دين متهم بنشر «الكراهية» يخطط لإنشاء «دولة إسلامية» بجزيرة اسكتلندية

جمع رجل دين متهم بنشر الكراهية أكثر من 3 ملايين جنيه إسترليني لشراء جزيرة بريطانية صغيرة لتحويلها إلى أول دولة شيعية في الغرب.

وكشفت صحيفة «ميل أون صنداي» أن ياسر الحبيب، 45 عامًا، وأتباعه يجرون محادثات متقدمة لشراء جزيرة تورسا النائية قبالة الساحل الغربي لاسكتلندا.

• «سرقة وحرق ولا مبرر».. جنود إسرائيليون يرفضون العودة إلى غزة

معسكرات تدريب 

ويأمل رجل الدين الذي وصفته الصحيفة بـ"المتطرف"، ويدير بالفعل معسكرات تدريب عسكرية، أن تتمكن منظمته من بناء مدرستها ومستشفاها على الجزيرة.

وفي مقطع فيديو يشجع أنصاره على التبرع لتحقيق هدفهم الذي بجمع 3.5 مليون جنيه استرليني، قال ياسر إنه سيجري مفاوضات مع الحكومة للسماح للمسلمين الشيعة "من جميع أنحاء العالم" للحصول على تأشيرة حتى يتمكنوا من العيش في "وطنهم" الجديد.

قلق 

لكن سكان جزيرة لوينج المجاورة أعربوا عن قلقهم عندما كشفت صحيفة ميل أون صنداي عن خططه لهم.

وقال أحد الرجال: "لقد قضيت معظم حياتي أعمل في الدول الإسلامية، لذا ليس لدي أي مشاكل على الإطلاق مع هذا المجتمع، لكن هذه المجموعة تبدو مثيرة للقلق مما رأيته للتو".

يشار إلى أن السلطات الكويتية سحبت الجنسية من رجل الدين ياسر الحبيب في عام 2010، بتهمة محاولة إثارة الفتنة الطائفية، وتقويض مصالح الكويت الوطنية ونظامها الاجتماعي، ليلجأ إلى بريطانيا حيث أقام مقر مؤسسته، في قرية فولمر، جنوب باكينجهامشير.

وجمع الحبيب التبرعات عبر قناته الفضائية المثيرة للجدل "فدك تي في"، والتي يديرها منذ عدة سنوات من قاعة كنيسة تم تحويلها إلى استوديو بتكلفة بلغت 2 مليون جنيه إسترليني.

وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية (أوفكوم)، سُمح للحبيب ـ الملقب بـ"ملا فولمر" ـ بمواصلة بث محاضراته، ونشر الكراهية وتحريض العنف ضد أهل السنة في الداخل والخارج.

وقد استقطب رجل الدين، عدداً كبيرا من الأنصار من الشيعة البالغ عددهم قرابة 400 ألف شخص في بريطانيا وملايين آخرين في مختلف أنحاء العالم. وقد وضع نصب عينيه جزيرة تورسا غير المأهولة في أرغيل، حيث يريد تأسيس "وطن" جديد لمجموعته التي تسمى «اتحاد خدام المهدي».

ماذا نعرف عن الجزيرة؟

وتبلغ مساحة جزيرة تورسا، التي تعد واحدة من جزر الأردواز، أكثر من ميل واحد، ولا يمكن الوصول إليها إلا بالقارب من لوينج ـ التي لا يمكن الوصول إليها هي الأخرى إلا عن طريق القارب من جزيرة سيل، والتي تتصل بدورها بالبر الرئيسي عبر جسر ـ ولم تكن مأهولة بالسكان بشكل دائم لأكثر من خمسين عاماً.

وقالت مصادر لوزارة الخارجية الاسكتلندية إن "2 من أتباع جماعة ياسر الحبيب قاما بزيارة الجزيرة والتقطا الصور أثناء جولتهما فيها. وقال الحبيب على قناة فدك التلفزيونية إن تورسا، التي تأتي مع جزيرتين صغيرتين متجاورتين، هي فرصة لا يمكن تعويضها".

وحث أنصاره على التبرع، قائلا إن تورسا ستصبح "وطنًا شيعيا سيهيئونه لخروج المهدي".

وقد لفت الحبيب انتباه السلطات مرارًا وتكرارًا منذ وصوله إلى المملكة المتحدة في عام 2004، وحاول أعضاء البرلمان إغلاق قناته التلفزيونية دون جدوى.

وفي يونيو/حزيران 2022، سٌحِب فيلم بعنوان «سيدة الجنة»، كتبه الحبيب، من دور عرض سينما سينوورلد، وبعض فروع سينما فيو، بعد احتجاج مئات المسلمين السنة على الفيلم في مدن مثل برمنغهام وشيفيلد. واتهموه بالتجديف لأنه يصور النبي نفسه، وهو ما يحرمه الإسلام. وتوقفت سلاسل السينما عن عرض الفيلم لأنها خشيت على سلامة موظفيها.

وحث الحبيب على قتل السنة ورجال الدين والمسؤولين. وقال خالد محمود، عضو البرلمان العمالي السابق عن برمنغهام بيري بار: "لقد هاجم هذا الرجل باستمرار أتباع العقيدة السنية بقناة فدك التلفزيونية، وهو ما لا ينبغي السماح به".

وأضاف: "إذا فعلت مجموعة من أقصى اليمين هذا، فسيتم اتخاذ إجراء ضدها، وبالتالي يجب على الهيئة التنظيمية للاتصالات في المملكة المتحدة اتخاذ إجراء ضده".