5 أمور تجيب.. هل يستعيد هازارد مستواه مع ريال مدريد؟
يعاني البلجيكي إيدين هازارد، نجم ريال مدريد الإسباني، من لعنة الإصابات، التي تمنعه من الظهور بالمستوى المنتظر منه.
وكان هازارد قد انضم إلى ريال مدريد في صيف 2019 قادما من تشيلسي الإنجليزي مقابل 115 مليون يورو، على أمل أن يتمكن من سد الفراغ الذي تركه البرتغالي كريستيانو رونالدو برحيله إلى يوفنتوس الإيطالي في 2018، لكن الوافد البلجيكي فشل فشلا ذريعا، والسبب الرئيسي يعود لكثرة إصاباته.
هازارد صاحب الـ30 عاما، والذي يغيب عن المشاركة حاليا بسبب الإصابة، عانى من إصابات قوية مختلفة أبعدته لفترات طويلة عن الملاعب منذ انضمامه إلى الفريق الملكي، حتى إنه لم يشارك سوى في 35 مباراة فقط مع الريال، سجل خلالها 4 أهداف، وبهذا غاب عما يقرب من 60% من المباريات التي لعبها فريقه منذ بداية الموسم الماضي.
غياب هازارد المتكرر وابتعاده كثيرا عن مستواه المعهود، تسبب في إثارة الشكوك حول إمكانية عودته للتألق مرة أخرى، وهو ما تحدده 5 أمور إذا استطاع النجم البلجيكي أن يتحكم فيها، حسب ما ذكره الدكتور راجبال برار، أخصائي العلاج الطبيعي، في تصريحات نقلها موقع "Squawka" البريطاني.
العادات
كان هازارد لاعبا قويا وصلبا في فترته مع تشيلسي، وغاب عن 8 مباريات فقط بسبب الإصابة، ويرجع هذا الأمر لقيامه بعادات صحية في أغلب فترته مع الفريق اللندني، خاصة فيما يتعلق بالتغذية والحفاظ على الوزن المناسب.
ومع إهمال هازارد هذا الجانب قبيل نهاية فترته مع "البلوز"، وفي مستهل مشواره مع ريال مدريد، بات من السهل تعرضه للإصابات خاصة العضلية، لاسيما عند زيادة كثافة اللعب ووتيرة المباريات، وهو الأمر الذي يمكن لوم تشيلسي عليه أكثر من الريال.
وبهذا يمكن لهازارد السيطرة أكثر على جسده وتقليل فرص إصاباته، إذا نجح في اتباع عادات أكثر صحية.
التعامل مع الإصابات
في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تعرض هازارد لضربة في كاحله تحولت إلى إصابة خطيرة بعد عدة تشخيصات مختلفة وبرامج تعافٍ غير مجدية، ليضطر في النهاية للخضوع إلى جراحة تسببت عمليا في إنهاء موسمه الأول مع النادي.
يقول الدكتور راجبال برار، إنه بعد هذا النوع من الإصابات طويلة المدى، خاصة في الجزء السفلي من الجسد والتي يكون لها طبيعة خاصة بسبب حالة القلب والأوعية الدموية، تحدث تقلبات كبيرة في القوة والتكيف، ما يؤثر على مستويات اللياقة العامة، ويزيد من المخاطر الإجمالية للإصابات.
وتفاقمت هذه التقلبات من خلال إصابتين تاليتين للنجم البلجيكي بعد عودة منافسات الدوري الإسباني في الصيف الماضي، عقب التوقف القسري بسبب فيروس كورونا، ما تسبب في ابتعاده عن الملاعب لعدة شهور.
من المحتمل أن يسبب تكرار إصابات هازارد مشكلات في القلب والأوعية الدموية، خاصة بعد معاناته من فيروس كورونا مؤخرا، حيث تشير بعض التقارير إلى أن بعض اللاعبين، ومنهم بول بوجبا نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، يحتاجون فترة طويلة للتكيف عقب الإصابات طويلة المدى.
إلمام هازارد والجهاز الطبي المشرف على علاجه بكل هذه الأمور، سيساعد على تسريع عملية تعافيه في كل مرة يتعرض فيها لإصابة جديدة، كما سيلعب دورا وقائيا لمساعدة النجم البلجيكي على تلافي الإصابات من الأساس.
العمر
تظهر الأبحاث أن لاعبي كرة القدم الأكبر سنا لديهم مخاطر إصابة أعلى بالأنسجة الرخوة، فعلى سبيل المثال، لكل عام يلعب فيه لاعب كرة قدم بشكل احترافي، هناك زيادة بنسبة 30% في مخاطر إصابة أوتار الركبة.
ومع تخطيه حاجز الـ30 عاما، على هازارد ومدربيه أن يتعاملوا مع جاهزيته بشكل يختلف عما سبق، خاصا بعدما عانى من مرارة الغيابات الطويلة بسبب الإصابات.
استمرارية اللعب
وبالرغم من أنها حقيقة محزنة، فإن هازارد، احتراما لعمره وحالته البدنية، لن يتمكن على الأرجح من العودة كنجم جاهز للمشاركة فيما يزيد عن 50 مباراة في الموسم، كما فعل في 4 من مواسمه الـ7 مع تشيلسي.
يذكر أن هازارد بدأ مسيرته الاحترافية وهو في سن 16 عاما، وكان ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 مع ليل، أي أنه أكمل 14 عاما من اللعب على مستوى احترافي.
الحديث عن استمرارية هازارد في الملعب لا يقتصر على الأندية فحسب، فهو أيضا قائد منتخب بلجيكا وأحد أهم عناصره، ومنذ تصعيده للمنتخب الأول عام 2008 شارك في 106 مباريات، لعب 90 دقيقة في معظمها.
هازارد لن يتمكن بطبيعة الحال من فعل أي شيء تجاه تقدمه في العمر، لكن يمكنه الحد من تأثير ذلك التقدم بتوزيع جهده بشكل سليم ومدروس، دون الحاجة للمشاركة في عدد كبير من المباريات.
أسلوب اللعب
جزء من خطورة هازارد هو طريقة لعبه وكيف يتمكن من تهديد الخصوم بعدة طرق أبرزها المراوغة والقدرة على الاختراق، كما أنه يعتمد على لعبة شهيرة، بالتوقف وتغيير الاتجاه، ما يترك المدافعين دائما في حالة من عدم التوازن.
وبقدر ما يحمله هذا الأسلوب من متعة ومهارة وينعكس إيجابيا على الفريق الذي يملك هازارد في صفوفه، فإن التسارع والتباطؤ والالتواء المستمر يضع حملا أكبر على الجسم.
يمكن تحمل هذا الوضع عند اللعب والتدريب باستمرار، ولكن الآن بعد أن مر هازارد بهذه الدورات من الإصابات وفقدان اللياقة البدنية، فقد يكون هذا ضغطا أكبر من اللازم.
هل يعود هازارد؟
وبالنظر إلى كل هذه العوامل، يصبح السؤال المهم للغاية في الوقت الحالي هو "هل يمكن لهازارد الهروب من لعنة الإصابات؟".
هناك أمثلة متعددة للاعبين الخارجين من فترات الإصابة الطويلة مثل هازارد، وعادة ما يتم تحفيزهم من خلال التوعية والالتزام بتغيير نمط الحياة الأساسية، الذي يعطي الأولوية للنوم والتغذية وإدارة الإجهاد وتحسين اللياقة البدنية.
بشكل عام، لن تكون مهمة هازارد سهلة للهروب من أزمة تكرار الإصابات، ولكن على الرغم من صعوبة ذلك إلا أنها ليست مهمة مستحيلة، فالمفتاح الذي وجده أغلب الرياضيين الذين يعانون من هذه المشكلة هو ببساطة التركيز على الروتين اليومي.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjI0IA==
جزيرة ام اند امز