هزاع المنصوري على أرض الوطن.. مهمة تكللت بالنجاح
نجاح المهمة يعد نقطة تحول مفصلية في مشروع الإمارات الفضائي، وباكورة التطورات التي ستتلاحق في هذا المجال
تبدأ دولة الإمارات مع عودة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى أرض الوطن، السبت، مرحلة جديدة في مسيرة الريادة والتمكين في مجال الفضاء واكتشافاته العلمية.
ويعد نجاح المهمة نقطة تحول مفصلية في مشروع الإمارات الفضائي، وباكورة التطورات التي ستتلاحق في هذا المجال.
وستشكل الخبرات العلمية التي اكتسبها هزاع المنصوري لبنة أساسية في برنامج إعداد كوادر وطنية تشارك في رحلات الفضاء المأهولة للقيام بمهام علمية مستقبلية متنوعة من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات والمساهمة في تحسين حياة البشر على سطح الأرض.
التقرير التالي يستعرض أبرز الإنجازات والمحطات في تلك الرحلة التاريخية التي امتدت على مدى 8 أيام.
قبل بدء الرحلة، خاض هزاع المنصوري وزميله سلطان النيادي الذي اختير كبديل للمهمة، نحو 1400 ساعة من التدريب على مدار 18 شهراً وصولا إلى لحظة الانطلاق.
وبدأت الرحلة من محطة "بايكونور" الفضائية في كازاخستان في 25 سبتمبر/أيلول، حيث انطلقت عند الساعة الخامسة و57 دقيقة مساء بتوقيت الإمارات، المركبة "سويوز إم إس 15" وعلى متنها رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، ورائدة الفضاء الأمريكية جيسيكا مير، ورائد الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا، فيما كان الوصول عند منتصف الليل.
وجرى فتح بوابة المركبة إلى محطة الفضاء الدولية بعد ساعتين من التحام المركبة، وذلك للتأكد من إجراءات السلامة.
وأجرى رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري خلال مهمته في المحطة الدولية للفضاء 16 تجربة علمية بالتعاون مع شركاء دوليين، منها وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا"، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا" ووكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس"، ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة الجاذبية الصغرى "Microgravity" وهي بيئة منعدمة الجاذبية تقريبا؛ لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء، مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء.
إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها هذا النوع من الأبحاث على شخص من المنطقة العربية.
وتضمنت المهمة تجارب من مدارس دولة الإمارات، ضمن مبادرة العلوم في الفضاء، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء؛ شارك في إجرائها على الأرض نحو 16 مدرسة من الدولة بوجود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى؛ وقد أجراها خلال فترة المهمة في بيئة منعدمة الجاذبية تقريبا على متن المحطة.
كما أجرى المنصوري عدة جلسات تواصل عبر الفيديو وموجات اللاسلكي؛ حيث شارك في الجلسات عدد كبير من طلاب المدارس من مختلف إمارات الدولة، وكانت الجلسات فرصة للمشاركين لطرح العديد من الأسئلة المتنوعة التي أجاب عنها هزاع حول الحياة على متن محطة الفضاء الدولية.
وفي إنجاز غير مسبوق، سجل رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، أول جولة تعريفية مصورة باللغة العربية لمحطة الفضاء الدولية؛ حيث شرح مكونات المحطة والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، إضافة إلى نبذة عن حياة رواد الفضاء اليومية على متن المحطة.
كما سجل عدة فيديوهات قصيرة توثق الحياة على متن محطة الفضاء الدولية ومكوناتها، إضافة إلى الأنشطة التي يقوم بها رواد الفضاء، وتسجيل يومياته لمدة 15 دقيقة كل يوم.
وأطلع رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري زملاءه من رواد الفضاء المتواجدين على متن المحطة على أبرز العادات والتقاليد الإماراتية، وقدم لهم 3 أطباق إماراتية، إذ تولت شركة "مختبر أطعمة الفضاء "Space Food Laboratory company" الروسية تجهيز هذه الأكلات للفضاء.
ويتم تحضير الأطعمة المخصصة لرواد الفضاء وفق متطلبات محددة لتوفير التغذية المتوازنة وفي الوقت نفسه ضمان سهولة حملها وتخزينها واستخدامها في بيئة منعدمة الجاذبية تقريبا.
وقرأ هزاع المنصوري قصتين للأطفال بعنوان أمل وخليفة، إذ يعد أول رائد فضاء عربي يسجل قصصا للأطفال على متن محطة الفضاء الدولية، في خطوة من شأنها إثارة شغف الأجيال الجديدة وإعطاؤها الحافز على التميز المعرفي واطلاعها على مجال لم يعهدوه من قبل والذي يعد من أهم المجالات التي تركز عليها دولة الإمارات في سعيها نحو المستقبل.
كما أرسل عدداً من مقاطع الفيديو والصور، التي التقطها لكوكب الأرض، إضافة إلى صور التقطها للإمارات من الفضاء، وأظهرت الصور التي استقبلها فريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي عددا من الدول العربية في شمال أفريقيا، ومصر، والمملكة العربية السعودية بما في ذلك مكة المكرمة.
وعرض المنصوري خلال اتصال مباشر بالفيديو في اليوم الرابع من المهمة، الرسومات المختارة من مبادرة "أرسل إلى الفضاء"، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء.
وخلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية، كان المنصوري يتواصل مرتين يوميا مع المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي؛ لمناقشة جدوله اليومي والمهام المكلف بها على متن محطة الفضاء الدولية.
وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول عاد هزاع المنصوري إلى الأرض على متن المركبة الفضائية "سويوز إم إس 12" التي أقلته مع رائدي الفضاء الأمريكي نيك هيج والروسي أليكسي أوشينين، حيث هبطت بالقرب من مدينة جيزكازغان في كازاخستان عند الساعة 2:59 بتوقيت الإمارات في رحلة استمرت قرابة الـ 3 ساعات ونصف الساعة من محطة الفضاء الدولية.
واستقبل طاقم مركز محمد بن راشد للفضاء، وبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، هزاع المنصوري لدى وصوله إلى الأرض بعلم الإمارات، في حين عرضت دور السينما والمراكز التجارية في الدولة بثاً مباشراً للحظة الوصول وسط احتفاء كبير من المواطنين والحضور.
وخضع المنصوري بعد عودته إلى الأرض، وخلال الفترة الماضية، لمجموعة من الاختبارات والفحوصات الطبية الدقيقة، تحت إشراف مختصين، وبمتابعة الدكتورة حنان السويدي، طبيب رواد الفضاء، في مركز "يوري جاجارين لتدريب رواد الفضاء"، بمدينة النجوم في العاصمة الروسية موسكو، وذلك لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية للجسم، وتأثير الجاذبية الصغرى على جسم الإنسان، والتي تجرى للمرة الأولى على إنسان من المنطقة العربية.
وتفتح دولة الإمارات ذراعيها، السبت، لتستقبل ابنها هزاع المنصوري الذي يعود إليها رفقة زميله رائد الفضاء سلطان النيادي عقب إنجاز المهمة ورفع اسم الوطن عالياً في سماء الإنجازات العلمية وتحقيق حلم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمعانقة الفضاء.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg جزيرة ام اند امز