درجات حرارة قياسية بأوروبا تنذر بمزيد من الوفيات
المنظمة الدولية للأرصاد الجوية أرجعت السبب في الموجة الحارة بأوروبا إلى انتشار الهواء الدافئ بأنحاء أوروبا قادما من شمال أفريقيا.
سجلت درجات حرارة الطقس معدلات قياسية جديدة في أغلب الدول الأوروبية؛ لتتعدى 40 درجة مئوية في فرنسا وإسبانيا.
وذكرت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية أن "هذه الموجة الحارة المبكرة غير المعتادة في أوروبا تعد الأحدث في سلسلة من ظواهر الطقس الشديدة".
وأكدت كلير نوليس، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، أن درجات الحرارة سجلت أرقاما قياسية أثناء النهار والليل أيضا.
وقالت: "أود التأكيد على أهمية الأرقام القياسية أثناء الليل، لأن الليل هو الوقت الذي تتعافى فيه أجسامنا والنباتات والحيوانات، لذا عندما تصل درجات الحرارة الصغرى أثناء الليل إلى 25 درجة مئوية، كما حدث في بعض المناطق، فإن هذا أمر غير جيد".
وأرجعت المنظمة السبب في الموجة الحارة الحالية في أوروبا، التي تشمل دولا منها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وسويسرا والنمسا، إلى انتشار الهواء الدافئ بأنحاء أوروبا قادما من شمال أفريقيا بما يزيد درجات الحرارة.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة، أشارت نوليس إلى التحذيرات من حرارة الطقس بمناطق منها شمال إسبانيا، موضحة أنه من المتوقع أن تتخطى درجات الحرارة 40 درجة مئوية، مؤكدة أن "الأمر سيكون صعبا على السلطات التي تتعامل مع حرائق الغابات".
وأضافت: "رغم الارتفاع الاستثنائي في درجات الحرارة، نأمل ألا نشهد ارتفاعا استثنائيا في عدد الوفيات نتيجة الموجة الحارة".
ومن المتوقع أن يتزايد ارتفاع درجات الحرارة حتى الأحد، الذي ستحل فيه موجة أكثر برودة.
ووفقا للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية من المتوقع أن يصبح العام الحالي الـ5 في درجات الحرارة بين 2015 و2019.
فيما تغذي زيادة انبعاث غازات الاحتباس الحراري ارتفاع درجة الحرارة، يصاحبها ذوبان الجليد وتناقص الكتل الجليدية وارتفاع منسوب البحار وزيادة درجة حرارة المحيط وظواهر الطقس الشديدة لأجيال قادمة.
وقالت نوليس، خلال مؤتمر صحفي عقدته في جنيف: "علمنا المتعلق بتغير المناخ ليس سياسيا، لا توجد حدود أمام تغير المناخ والطقس الشديد، نرى الآثار تتكشف أمامنا بشكل شهري، وتضرب الأفقر والأضعف، لكنها في النهاية ستطال الجميع".
وحذرت منظمة الصحة العالمية، السبت، من الآثار الضارة للحرارة المرتفعة على جسم الإنسان، وأكدت فضيلة الشايب، المتحدثة باسم المنظمة، أن التعرض لفترات طويلة من الحرارة العالية أثناء الليل والنهار يؤدي إلى تراكم الضغط الفسيولوجي على الجسم، بما يفاقم أكبر الأسباب المؤدية للوفاة على مستوى العالم، ومن ذلك أمراض الجهاز التنفسي والأوعية الدموية والسكري والكلى.
وأشارت إلى صعوبة تعامل الدول الأفقر، وبعض فئات السكان مثل كبار السن والأطفال والحوامل، مع الموجات الحارة.