موجة الحر القاسية تجبر الصين على فتح المناجم.. الكهرباء قبل المناخ
سمحت الصين بإعادة فتح دفعة جديدة من مناجم الفحم لمدة عام، لتلبية الزيادة الكبيرة في الطلب على الكهرباء وسط موجة طقس حارة.
وبذلك وصل عدد مناجم الفحم التي تمت إعادة فتحها إلى 53 منجم فحم خلال أسبوعين، لمواجهة موجات الحر، واستئناف النشاط الاقتصادي.
هدف حياد الكربون؟
واتخذت الصين هذا القرار، رغم أنها تهدف إلى تحقيق حياد الكربون بحلول العام 2060.
وترزح شبكة الكهرباء، في الصين تحت ضغط شديد بسبب ظروف مناخية مدمرة، وموجات الحر التي تؤدي إلى الاستخدام المتزايد لمكيفات الهواء، بالإضافة إلى استئناف النشاط في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وفي هذا السياق، أعطت وكالة التخطيط الصينية، الضوء الأخضر، الأربعاء لإعادة تشغيل 15 منجم فحم، حسب وكالة فرنس برس.
وقالت الوكالة في بيان، إن المناجم الواقعة في مناطق تمتد من منغوليا الداخلية (شمال) إلى شينجيانغ (شمال غرب)، ستوفّر حوالي 44 مليون طن من الفحم سنويا.
والأسبوع الماضي، سمحت السلطات بإعادة فتح 38 منجم فحم في منغوليا الداخلية.
وفي نهاية العام 2020، كان على الصين تقنين الكهرباء في ظل نقص الفحم.
والصين، أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في العالم، وهي الدولة الأكثر استثمارا في الطاقات الجديدة، وقد تعهدت بكين تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2060.
وفي يوليو/تموز الماضي، أطلقت البلاد سوق الكربون الذي يفترض أن يساعدها على تقليل انبعاثاتها، ويعد أداة حاسمة لمكافحة التغير المناخي.
أكبر مستثمر في الطاقة المتجددة
وباتت الصين أكبر مستثمر عالمي في مجال الطاقة المتجددة، كما حققت ريادة تكنولوجية في هذه الصناعة، ما جعلها شريكا مهما للعديد من البلدان التي تبحث عن حلول في هذا المجال.
ووفق تقرير لصحيفة "تشاينا ديلي"، تشهد الصين حاليا نقلة نوعية في إمداد مدنها بالطاقة المتجددة وتستعين بالذكاء الاصطناعي في إدارتها.
وأشارت إلى نجاح شركة State Grid العملاقة للبناء، في تشييد مدينتين بمقاطعة تيانجين شمالي الصين تعملان بالطاقة النظيفة بنسبة غير مسبوقة بإدارة الذكاء الاصطناعي.
وقالت " تشاينا ديلي" إن المدينتين توفران الإنفاق على الطاقة بنسبة كبيرة مقارنة مع مختلف المدن والمناطق الصناعية الأخرى بجميع أنحاء الصين.
وأفاد الموقع الصيني الناطق بالإنجليزية بأن المدينتين تعتبران تطبيقا حيا لنظم المدن الذكية، وتعملان بمصادر طاقة نظيفة بنسبة 90%، وتم تأسيسهما على مساحة 14.5 كيلومتر مربع، وتكفي لكثافة سكانية 72.000 الف نسمة.
وأضاف: "موارد الطاقة في المدينة تشمل محطات لتوليد الطاقة والحرارة وتخزينها، عبر استغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية للأرض".
خفض الانبعاثات من الفحم
ويأتي التوجه لتشييد مدن ذكية تعمل بالطاقة النظيفة، ضمن خطة الصين لتخفيض نسبة استخدام مصادر الطاقة المحفزة لانبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون بحلول عام 2030، والاستغناء عنها تماما بحلول 2060.
وانخفضت نسبة استهلاك الفحم في الصين إلى أقل من 60 %، وتم الانتهاء من أهداف مهمة خفض الانبعاثات من الفحم وتوفير الطاقات قبل عامين من الموعد المحدد.
ومن عام 2017 إلى عام 2020، ازداد حجم إنتاج الغاز الطبيعي بأكثر من 10 مليارات متر مكعب على مدار 4 سنوات متتالية.
وتجاوزت القدرة المركبة لطاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية 200 مليون كيلووات لأول مرة.
أمريكا تواصل جهود إنقاذ المناخ
واليوم، قال البيت الأبيض إن إدارة الرئيس جو بايدن ستخصص أكثر من 3 مليارات دولار في تمويل جديد للحكومات المحلية لزيادة قدرتها على مواجهة الآثار الناجمة عن تغير المناخ.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين إن التمويل سيسمح للولايات "بحماية مجتمعاتنا في المستقبل.. والحد من آثار تغير المناخ" في وقت يكابد فيه الناس موجات الجفاف الطويلة وحرائق الغابات وتطرف درجات الحرارة والأعاصير نتيجة للتغير المناخي.