الاقتصاد البريطاني ينتعش بفضل ارتفاع درجة الحرارة
أرقام حديثة تبين أن الاقتصاد البريطاني حقق أقوى انتعاشة بمبيعات البقالة منذ 5 سنوات بفضل ارتفاع درجات الحرارة التي تضرب البلاد
أشارت أرقام صادرة عن شركة "نيلسن" لأبحاث السوق هذا الأسبوع، أقوى مبيعات بقالة في بريطانيا خلال 5 سنوات بفعل موجة الحرارة.
وأظهرت بيانات منفصلة صادرة عن شركة "قنطار وورلد بانل" العالمية، أن مبيعات المتاجر ارتفعت على مدار 12 أسبوعًا حتى 15 يوليو/تموز، بفضل موجة الحر.
في المقابل، ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن البيانات الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاء القومي البريطاني أظهرت انخفاضًا غير متوقع في أحجام مبيعات التجزئة في يونيو/حزيران، حيث أوضح المكتب أن المستهلكين ابتعدوا عن المتاجر، وبدلًا من ذلك استمتعوا بكأس العالم والموجة الحارة.
ويقبل الناس على شراء الأشياء التي يحتاجون إليها لمواكبة أو الاستمتاع بموجة الحر، وأوضحت "قنطار" أن البريطانيين قاموا بتخزين أغراض مثل كريم الشمس وقداحات حفلات الشواء، كما يمكن أن تعزز السياحة الداخلية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كان الناس أكثر سعادة بسبب الطقس الحار، فالنظرية تقول إن المستهلكين سينفقون مزيدًا من الأموال بالمتاجر.
وقال المستشار الاقتصادي بمجموعة "إي واي أيتم كلاب"، هوارد آرتشر، إن الأمر سلاح ذو حدين، فعلى الصعيد الإيجابي، يُعزز الطلب على الطعام والشراب، كما يمكنه زيادة الطلب على ملابس الصيف، مشيرًا إلى أن مبيعات السلع الترفيهية مثل نظارات الشمس واللوشن والمراوح ستتعزز أيضًا، غير أن الطقس الجيد يمكنه أيضًا منع الناس منذ الذهاب إلى المتاجر أو حتى البقاء في المنازل ومباشرة عمليات شراء إلكترونية.
وبالنسبة لمبيعات التجزئة، فطبقًا لمكتب الإحصاء الوطني البريطاني، تم إنفاق حوالي 400 مليار يورو عليها، متضمنة الوقود في 2017. وكان إجمالي الناتج المحلي عن العام الماضي حوالي 2 تريليون يورو، مما يعني أن مبيعات التجزئة تمثل خمس الاقتصاد تقريبًا.
لذا يمكن للأداء الجيد لمبيعات التجزئة خلال فترة ربع العام أن تقدم دفعة قوية للنمو الإجمالي، وحتى رغم الانخفاض الذي حدث في يونيو/حزيران، يقدر مكتب الإحصاء أن خلال الربع الثاني كانت مبيعات التجزئة لاتزال تصل إلى 2.1%.
وهذا وحده يمكنه تحقيق 0.4% نقطة لنمو إجمالي الناتج المحلي عن الربع الثاني، وهو أمر بالغ النفع بعد انخفاض النمو إلى 0.2% فقط خلال الربع الأول.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن الموجة الحارة لن تساعد بالضرورة في تعزيز النمو، حيث اختبرت بريطانيا صيفا حارا للغاية عام 2003، ونما إجمالي الناتج المحلي بسرعة خلال النصف الثاني من العام.