
برؤية إخراجية وذائقة سردية عالية، شق المخرج والمقدم حكمت وهبي طريقه في عالم البودكاست، محولاً تجاربه الإنسانية ومهاراته الفنية إلى منصّة للتعبير الحرّ ومشاركة القصص.
في "قمة الإعلام العربي 2025" التي انطلقت في دبي، تحدث فهمي لـ"العين الإخبارية" عن بداياته، وعمق التجربة، وموقع البودكاست في المشهد الإعلامي المعاصر.
ما سبب دخولك عالم البودكاست؟
يقول حكمت وهبي إن دخوله عالم البودكاست بدأ مع جائحة كورونا، التي اعتبرها فرصة للتأمل وإعادة تقييم كل ما يقوم به الإنسان. ويضيف: "في تلك المرحلة، شعرت أن الوقت قد حان لأعبّر عن نفسي بطريقة مختلفة. أنا بطبعي أحب رواية القصص، وكنت أمارس هذا الشغف من خلال الإخراج والتصوير، لكن البودكاست منحني بُعداً جديداً ومباشراً في التعبير".
ويتابع: "البودكاست فتح مساحة حرّة للتعبير، بعيداً عن القيود التي تفرضها بعض المنصات الإعلامية التقليدية. فيه يمكن للإنسان أن يخطئ، أن يبوح، أن يتحدث بعفوية. وأكثر ما شدّني هو قدرة الناس على مشاركة لحظات ضعفهم التي أراها أنا شخصياً تعبيراً عن قوة داخلية ومرحلة نضج حقيقية. البودكاست جعلني أؤمن أن الحديث عن الضعف ليس ضعفاً، بل شجاعة".
ما أكثر حلقة أثّرت فيك؟
يشير وهبي إلى أن الحلقات التي يتحدث فيها الضيوف عن لحظاتهم الشخصية العميقة، خصوصاً تلك التي تكشف جانباً إنسانياً مؤثراً، تترك أثراً بالغاً فيه. ويضيف: "كل قصة ضعف تُروى بصدق، تفتح باباً لفهم أكبر للإنسان. هذه القصص هي التي تبقى في الذاكرة، لأنها تمسنا جميعاً بطريقة أو بأخرى".
هل ترى أن البودكاست مجرد ترند مؤقت؟
يرفض وهبي فكرة أن البودكاست موضة عابرة، مؤكداً أنه أصبح جزءاً متطوراً من المشهد الإعلامي. ويقول: "ربما تتغير الأشكال والمنصات، لكن جوهر القصة لن ينتهي. البودكاست مستمر لأنه يلبي حاجة إنسانية للتواصل، لكنه قد يتطور إلى أشكال مختلفة. القصة هي الثابت، أما الوسيط فمتغير".
ما نصيحتك لنجاح البودكاست؟
ينصح وهبي كل من يرغب في دخول هذا المجال بأن يبدأ بدافع حقيقي، لا بحثاً عن الشهرة أو الانتشار فقط. ويشرح: "الاستمرارية هي المفتاح. لا يكفي أن نبدأ بودكاست وننتظر النجاح. في البداية، يجب أن يكون لدينا عمل أو مورد آخر يدعم المشروع، ثم تأتي مرحلة المثابرة، والتطوير المستمر. كل إنسان يستطيع أن يبدأ، لكن من يستمر هو من ينجح".
وانطلقت اليوم الإثنين فعاليات "قمة الإعلام العربي 2025"، أكبر تجمع إعلامي عربي، بمشاركة أكثر من 8000 إعلامي من داخل الإمارات وخارجها. واستهلت القمة أعمالها بجلسات "المنتدى الإعلامي العربي للشباب"، في حدث يجمع بين القيادات الإعلامية وصُنّاع المحتوى وخبراء التكنولوجيا والرموز السياسية والثقافية من مختلف أنحاء العالم العربي.
وتستمر القمة حتى 28 مايو/أيار الجاري، وتتضمن أكثر من 175 جلسة رئيسية و35 ورشة عمل، تقدمها كبرى المؤسسات الإعلامية والمنصات الرقمية العالمية. كما يشارك فيها أكثر من 300 متحدث من مختلف دول العالم، ما يجعلها منصة محورية لاستشراف مستقبل الإعلام وتبادل الخبرات ومناقشة التحديات والفرص في العصر الرقمي.