هند النقبي.. نموذج ريادي للمرأة الإماراتية في قطاع الطاقة النووية
تحتفي دولة الإمارات بيوم المرأة الإماراتية بالتزامن مع استكمال بدء العمليات التشغيلية لمفاعل المحطة الثانية ضمن مشروع محطات براكة.
ويأتي ذلك في مشهد يتوج جهود ابنة الإمارات التي كانت ضمن الفريق الرئيسي المسؤول عن بدء تشغيل المفاعل لترسخ بذلك مكانتها المحورية في تعزيز مسيرة التقدم التي تشهدها الدولة على خطى برنامجها النووي السلمي.
هند النقبي مدير تشغيل المفاعل، ونموذج ريادي للمرأة الإماراتية، كانت في غرفة التحكم الرئيسية ضمن الفريق المسؤول عن تشغيل المحطة الثانية، في مشهد يسلط الضوء على مسيرة مهنية بدأتها مع البرنامج النووي السلمي الإماراتي، عند انضمامها إلى فريق مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قبل عشر سنوات.
هذا التزامن لم يكن مجرد مصادفة زمنية، بل هو نتاج عمل دؤوب، ونهج استراتيجي بعيد الأمد، ركزت من خلاله مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة التابعة لها، خلال العقد الماضي على وضع خطط طموحة تستشرف مستقبل الكفاءات النسائية الشابة، ليخضن غمار العمل في قطاع الطاقة النووية، لتصل بذلك نسبة تمثيل المرأة الإماراتية العاملة في القطاع النووي بالدولة إلى 20% من إجمالي القوى العاملة لديها، في واحدة من أعلى نسب مشاركة السيدات في القطاع على مستوى العالم.
شغلت هند النقبي وظيفتها في شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة إلى جانب اثنتين من الفتيات الإماراتيات بعد حصولهن على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمديري تشغيل ومشغلي مفاعلات نووية من بين 30 مواطناً إماراتياً حصلوا على هذا الترخيص.
وبعد تخرجها في جامعة الشارقة بتخصص الهندسة الكهربائية وانضمامها إلى فريق العمل في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عام 2011، تنظر هند النقبي إلى مسيرتها المهنية وأين وصلت بها عزيمتها بفخر يتعدى الأبعاد الوطنية والمهنية، إلى الفخر بما أصبحت عليه الكفاءات النسائية الإماراتية ما مكنهن من المساهمة بتحقيق رؤية دولة الإمارات في مجال تنويع مصادر الطاقة، مؤكدة على أن هذا التميز كان نتاجاً للفرصة الذهبية التي أتاحتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة من خلال التعليم والتدريب والتطوير، وتولي المهام المحورية والرئيسية في مختلف مراحل العمليات التشغيلية.
وقالت النقبي: "أسهمت المتابعة الحثيثة من رواد القطاع النووي الوطني في التأسيس لجيل جديد من الكفاءات الوطنية النسائية الشابة التي ستحمل على عاتقها مسؤولية تطوير الأجيال القادمة، وتمكِّن المرأة من لعب دور رئيس في مختلف القطاعات الاقتصادية والتقنية ليس على صعيد الطاقة النووية وحسب، بل لتمتد إلى مجالات استراتيجية أخرى".
وأضافت: "لم يكن ليتحقق هذا الإنجاز لولا الدعم الذي توليه قيادتنا الرشيدة والجهود الحثيثة التي بذلتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الامارات"، بصفتها الداعم الرئيسي للمرأة الإماراتية، لتصبح المرأة الإماراتية محوراً في مختلف القطاعات الرئيسية بالدولة، وتسهم جهودها في دعم التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة".
وعمدت مؤسسة الإمارات للطاقة النوية على وضع خارطة طريق أكاديمية ومبادرات وبرامج تدريبية، مكنتها من ترسيخ حضور المرأة الإماراتية في موقع متقدم ومسؤول ضمن واحد من أحدث المشاريع النووية السلمية في العالم.
ولعل أبرز المحطات التي أسهمت في تعزيز تمثيل الكوادر الوطنية وبخاصة المرأة الإماراتية في قطاع الطاقة النووية، هو برنامج "رواد الطاقة"، الذي أطلقته المؤسسة عام 2009 الذي قدم أفضل المنح الدراسية بالتعاون مع أهم المؤسسات الأكاديمية المحلية والعالمية وغيرها من المبادرات والبرامج التدريبية لتأهيل هذه الكفاءات.
وسيستمر الدور البارز للمرأة الإماراتية في قطاع الطاقة النووية السلمية حتى استكمال تطوير المحطات الأربع ضمن المشروع والتي ستنتج عند تشغيلها بشكل كامل 5.6 ميغاواط من الكهرباء وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرقات الدولة كل عام.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA== جزيرة ام اند امز