الجنة الضائعة.. "هندرسون" تئن أسفل 18 طنًّا من النفايات البلاستيكية
هذه الجزيرة لا يُعرف الكثير عنها وأصل تراكم هذه الأطنان من النفايات على شواطئها نظرًا لموقعها في المحيط الهادئ.
كان يفترض أن تكون جنة نائية غير مأهولة في المحيط الهادئ بعيدة عن أيدي البشر، تمكنت من أن تصل لقائمة مواقع التراث الخاصة باليونسكو بسبب جمال شواطئها.
لكن تحولت جزيرة هندرسون إلى معلم للثقافة البشرية المدمرة؛ بعدما تراكم 18 طنًّا من النفايات البلاستيكية على مدار عقود على طول أحد شواطئها الرملية الممتد لمسافة 2 كيلومتر ونصف الكيلو، بمعدل آلاف القطع يوميًا.
لا يعرف الكثير عن هذه الجزيرة وأصل تراكم النفايات حولها؛ نظرًا لموقعها في المحيط الهادئ؛ لذا في يونيو/حزيران، أمضى فريق من العلماء وحماة البيئة وصحفيين من نيوزيلندا أسبوعين في جمع ستة أطنان من تلك النفايات لمعرفة المزيد حولها، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
الجزيرة عبارة عن قطعة يابسة نائية في المحيط الهادئ، إذ تقع في ثالث أكبر منطقة بحرية محمية في العالم؛ لذا يعتبر الصيد وعمليات التعدين في قاع البحر أمرا غير مشروع، ومع أشجار جوز الهند المتمايلة والرمال ذات اللون الوردي والمياه الفيروزية على الشعاب المرجانية، فهي تعتبر أهم ملاذ للطيور البحرية ومأوى لأربعة طيور، منها حمامة الفاكهة واللوريكيت.
معظم الحطام ينجرف نحو "الشاطئ الشرقي"، ومع وجود الشعاب المرجانية والرياح العاتية، يمكن الوصول فقط من خلال جولة تمتد لـ75 دقيقة لمسافة 5 كيلومترات عبر نباتات كثيفة وشعاب صخرية زلقة.
بدأت عملية التنظيف مع جوني بريجز أحد العاملين في حماية البيئة البحرية، وكانت أولى المهمات التخلص من جميع طافيات الصيد بالمنطقة، وتم جمع إجمالي 1200 قطعة، أما المرحلة الثانية، فيأتي فيها القطع الأكبر من البلاستيك الصلب، أي شيء أكبر من أغطية الزجاجات يتم التقاطه.
وأوضح الأمريكي بريت هاول، الذي يقود عملية التنظيف، أن التعامل اليدوي مع الأمر يجعله يستغرق وقتًا أطول، لكن في أيام أخرى تستخدم أساليب جمع البيانات الدقيقة، ويضطلع الخبراء في الفريق بمهمة جمع كل غرض وتصنيفه ووزنه وتسجيله، حتى يتمكن العلماء من مقارنة البيانات مع التي جمعت عام 2015.
وبالرغم من الحماية الممنوحة للمنطقة، يقدر الفريق بأن 60% مما جمعوه يبدو مرتبطًا بالصيد الصناعي، ومثلت الطافيات حوالي 40% من الوزن، في حين شكلت الحبال والشباك 20%، وكان هناك نحو العشرات من أجهزة تجميع الأسماك.
ونظرًا لأن الصيد ممنوع داخل هذا المأوى الذي يمتد لمساحة 830 ألف كيلومتر، تجري الشرطة النيوزلندية والحكومة البريطانية تحقيقًا بشأن تلك الأجهزة، وهناك اتجاه لمحاكمة الملاك.
يعتقد أن معظم القطع البلاستيكية مصدرها أمريكا الجنوبية أو السفن المارة، لكن عثر الفريق على زجاجات مشروبات روحية من اليابان وإسكتلندا وبورتوريكو، فضلًا عن أحذية مطاطية صنعت في هولندا وقبعات من الولايات المتحدة.