رموز إيران في لبنان.. احتلال العقل بسلاح "حزب الله"
يفرض سلاح مليشيات حزب الله قانونه على السياسة اللبنانية منذ عقد أو يزيد، لكنه يسعى على ما يبدو لتوسيع رقعة نفوذه باحتلال العقول.
مظاهر لا تخطئها عين الزائر لبيروت أو مناطق نفوذ الحزب الموالي لطهران، حين يشاهد صور قادة إيران آية الله الخميني (المرشد الأول)، وخلفه علي خامنئي.
هذا في الظاهر، أما ما يجري داخل بيئة حزب الله والمناطق التي تقع تحت سيطرته أكثر خطورة، إذ يعتمد الحزب الذي يملك شبكة ضخمة مؤلفة من مؤسسات تعليمية تعنى بتربية الأطفال والمراهقين حتى سن الجامعة، أسلوبا للسيطرة الفكرية على الطلاب عبر الترويج للثقافة الإيرانية في المناهج التعليمية التي تختلف عن مناهج الدولة اللبنانية.
كما يروج حزب الله لعقيدة الحرس الثوري الإيراني في لبنان، بالإضافة إلى اعتماده اللغة الفارسية كلغة ثانية، ويستبدل النشيد الوطني اللبناني بدعاء "الحجة"، المتصل بالمذهب الشيعي.
وتقدم المليشيات الإرهابية حوافز مالية للأهالي لإرسال أولادهم إلى المدارس التابعة لها، والتي تفرغ فيما بعد كوادر التنظيم.
ومن أبرز هذه المؤسسات هي شبكتا مدارس المهدي والمصطفى التابعة لنعيم قاسم، نائب زعيم حزب الله، حسن نصر الله، ومعاهد أمجاد الجامعية العائدة للمسؤول في الحزب نبيل قاووق.
ومنذ أيام قليلة، انتشر شريط مصور لأطفال من مدارس المهدي يحملون الرايات الإيرانية وصورة خامنئي ويرددون نشيد الولاء له، من دون أي مظاهر لبنانية أو حتى علم لبنان أو النشيد الوطني.
وعبر عدد كبير من اللبنانيين عن الاستياء من هذه المظاهر المروجة للثقافة الإيرانية، إذ علقت الإعلامية ديما صادق على هذه المشاهد، قائلةً: "هذا إجرام بحق الطفولة! إجرام ما في كلمة تانية (أخرى)".
أما الإعلامية كريستين حبيب فقالت: "من بعد هذا الفيديو، أشعر أن الكلام انتهى"، وأضافت: "البلد سلّم على طبق من ذهب لبلد آخر، لا يشبهه بشيء، بل هو العكس تمامًا".
وتابعت حبيب: "لبنان على طريق الانقراض، من هاجر نجا، والباقون هنا قسمان: قسم حامل الهوية اللبنانية لكنه غير لبناني، وقسم آخر فقد قدرته على المقاومة".
وفي هذا السياق، قال الباحث والأستاذ الجامعي مكرم رباح إن ما يقوم به "حزب الله" من مظاهر لا تمت بصلة للبنان ولا لشيعته، هو تأكيد أن مواجهة هذا الحزب ليست مواجهة سياسية وعسكرية، إنما هي مواجهة لمشروع ثقافي ظلامي يقوم بغسل عقول الأطفال، وفرض نموذج غريب على الشعب اللبناني من الحضانات إلى الجامعات".
ورأى رباح في حديث لـ"العين الإخبارية" أن هذا الشيء لا يأتي من فراغ بل هو جزء من خطة لإخضاع الشعب اللبناني عبر التغيير الثقافي والاجتماعي حتى المذهبي".
وتابع "مهما حاولت إيران وحزب الله تغيير الثقافة اللبنانية، فهذا أمر مستحيل".
وأضاف: "على الرغم من هذا التشيّع الفارسي الذي تحاول إيران إدخاله على المجتمع الشيعي اللبناني والمجتمع اللبناني بشكل عام، فإن معظم الشيعة اللبنانيين لا ينتمون إلى هذا المشروع الديني والسياسي الذي يتبع إيران حصراً".
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز