"حزب الله" بألمانيا.. سجل حافل في دعم الإرهاب
ما بين تجارة مخدرات وغسل أموال وتجنيد أتباع جدد، تعددت أجندة الحزب الذي صنفته ألمانيا منظمة إرهابية
استيقظ العالم صباح اليوم الخميس، على قرار ألمانيا حظر "حزب الله" اللبناني، في خطوة شكّلت ضربة قوية للمليشيات التابعة لإيران.
قرار يأتي بعد سنوات من استغلال التنظيم الإرهابي للأراضي الألمانية كـ"حديقة خلفية"، و"مركز دعم لوجستي"، و"جمع التمويل اللازم لعملياته"، وفق وثائق رسمية حصلت عليها "العين الإخبارية" ونشرتها في وقت سابق.
وما بين تجارة مخدرات وغسل أموال وتجنيد أتباع جدد، تعددت أجندة مليشيات "حزب الله" في ألمانيا بعد مرور مموله الأساسي إيران بضائقة مالية جراء العقوبات الاقتصادية.
وفي تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية (خاصة) صباح اليوم، قال وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر إن "حزب الله منظمة إرهابية ينسب لها العديد من الهجمات وعمليات الاختطاف في جميع أنحاء العالم".
وأضاف: "تتبنى المنظمة أنشطة إجرامية وتخطط لهجماتها على أراضينا، وجزء من مسؤوليتنا التاريخية اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية سيادة القانون. هذا هو المنطق الألماني".
وفي ألمانيا، طوّرت المنظمة الإرهابية شبكة وهياكل مؤسسية قوية خلال السنوات الماضية، يتمحور معظمها حول المساجد والجمعيات الثقافية التي تجمع التبرعات وبالتالي تساهم في تعزيز وضع المنظمة في لبنان وتمويل عملياتها.
وفي تقرير صدر الأسبوع الماضي، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قالت هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية بافاريا، جنوبي البلاد: "يستخدم حزب الله اللبناني الأراضي الألمانية كمكان لتوفير الدعم اللوجستي والمالي".
وأضافت: "تحركات حزب الله في ألمانيا تعرّض المصالح الخارجية لجمهورية ألمانيا الاتحادية للخطر".
ووفق التقرير ، ينشر حزب الله 1050 من قياداته في الأراضي الألمانية، لكن عدد أنصاره يفوق ذلك بكثير. كما تتجاوز أنشطة الحزب في هذا البلد الأوروبي جمع التبرعات والتجنيد، إلى سلسلة من الأنشطة الإجرامية.
رصد وتحقيقات سابقة
وذكرت وثيقة للبرلمان الألماني مؤرخة بـ17 ديسمبر/كانون الأول 2019 أن "أنصار حزب الله يتخذون البلاد حديقة خلفية لأنشطة الحزب، ومركز دعم لوجستي".
وأوضحت أن "الحزب يعمل في ألمانيا من خلال شبكة متشابكة إلى حد يصعب معه تحديد كل المؤسسات التابعة له".
وبحسب الوثيقة ذاتها، فإن الحكومة الألمانية حظرت في عامي 2008 و2014، بث قناة تلفزيون المنار، وجمعية "يتيم لبنان" التابعتين لحزب الله في البلاد.
وكشفت أنه في 2018، فتح الادعاء الألماني العام 36 تحقيقا ضد أشخاص على صلة بالحزب، كما منحت الحكومة مكتب الادعاء العام سلطات واسعة للتعامل مع الملف عام 2019.
ولفتت الوثيقة إلى أن استغلال حزب الله شبكة ذات طابع إجرامي في تجارة المخدرات والأسلحة يضمن له التمتع بمزيد من المرونة السياسية والعسكرية بما يتجاوز التمويل المباشر من إيران.
ويمتلك حزب الله 30 مسجدا ومؤسسة على الأقل في كل الأراضي الألمانية، ينشط فيها عناصره المؤثرة في جمع التبرعات والتجنيد وغسيل الأموال، وفق ما جاء في الوثيقة نفسها.
وأشارت إلى أن مؤسسات وعناصر الحزب تخضع لرقابة هيئة حماية الدستور منذ سنوات، باعتبارها تهديدا لـ"النظام الديمقراطي".
فيما ذكرت وثيقة أخرى تعود لـ5 يونيو/حزيران 2019، أن مسجد "المصطفى" في مدينة بريمن (شمال)، الذي يعمل فيه 60 من عناصر حزب الله، يعد غطاء لأنشطة المليشيات في المدينة، ما دفع هيئة حماية الدستور لوضعه تحت الرقابة.
ووفق المصدر نفسه، يجمع مسجد المصطفى تبرعات لصالح حزب الله اللبناني، تتدفق من ألمانيا إلى بيروت بشكل دائم.
وأوضح أن حزب الله يعمل على تجنيد أتباع جدد ومقاتلين لمعاركه في الشرق الأوسط، داخل الأراضي الألمانية.
غسل أموال وتجارة مخدرات
في شارع رويتر شتراسه ببرلين، يقبع ما يعرف بمركز "الإمام رضا" الإسلامي، لا يتمتع بسمعة طيبة في العاصمة الألمانية لارتباطه بشكل مباشر بمليشيات حزب الله الإرهابية.
ولسنوات، مارس المركز أنشطة البروباجندا، وتجنيد أتباع جدد وجمع التبرعات لصالح قيادات حزب الله في بيروت، وفق تقرير لصحيفة تاغس شبيجل الألمانية.
لكن أنشطة المركز وحزب الله بشكل عام، لم تتوقف عند ذلك، إذ طور خلال السنوات الماضية شبكة إجرامية قوية تستغل الأراضي الألمانية في تهريب المخدرات وغسل الأموال، وفق ما نقلته الصحيفة ذاتها عن مصادر أمنية.
وأشارت إلى أنه خلال السنوات الماضية، مرّ حزب الله بضائقة مالية لأن مموله الأساسي، إيران، لم يعد قادرا على دفع الأموال بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة في البلاد.
واستطردت في هذا الصدد: "لذلك لجأ الحزب لمسارات أخرى لجني التمويل منها غسيل الأموال وتجارة المخدرات".
كذلك لفتت الصحيفة إلى أن حزب الله يستغل شركة لتأجير السيارات في مدينة دوسلدورف غربي ألمانيا، كواجهة لعمليات غسل الأموال.
وتصنف هولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا حزب الله منظمة إرهابية، فيما يفصل الاتحاد الأوروبي منذ 2013، بين جناحيه السياسي والعسكري، حيث يصنف الأخير إرهابيا ويحظره، لكن لا يصف الجناح الأول بنفس الوصف، بداعي الحفاظ على قنوات اتصال مع حكومة لبنان التي يعد الحزب جزءا منها.
ونتيجة لقرار الحظر، ستمنع الحكومة الألمانية بدءًا من اليوم، كافة أنشطة حزب الله في أراضيها.
وتتعاطى مع تلك الأنشطة والعناصر القائمة عليها مثلما تتعاطى مع أنشطة وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.
كما ستمنع الحكومة كل الأنشطة والفعاليات التي ينظمها الحزب في ألمانيا، بما يشمل حظر رفع رايته في أية تظاهرات أو فعاليات، وفق تاغس شبيجل.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، حيث منحت الحكومة الادعاء العام الضوء الأخضر للتحقيق في كل أنشطة حزب الله في ألمانيا.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز