حزب الله في ألمانيا.. إرهاب ينتهي بالحظر
تلك الخطوة وضعت نهاية لسنوات طويلة من استغلال الأراضي الألمانية في جمع التمويلات اللازمة لعمليات الميلشيا اللبنانية
خشية تنامي أعمالها الإجرامية وبعد ضغوط كبيرة من كل مؤسسات الدولة بدءًا من البرلمان إلى الاستخبارات الداخلية، قررت وزارة الداخلية الألمانية صباح الخميس، حظر ميلشيا حزب الله الإرهابية بالكامل على أراضيها.
تلك الخطوة وضعت نهاية لسنوات طويلة من استغلال الأراضي الألمانية في جمع التمويلات اللازمة لعمليات الميلشيا اللبنانية، عبر سلسلة من الأعمال الإجرامية في مقدمتها غسل الأموال وتجارة المخدرات.
وقال وزير الداخلية هورست زيهوفر، في تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية "خاصة" صباح اليوم: "حزب الله منظمة إرهابية ينسب لها العديد من الهجمات وعمليات الاختطاف في جميع أنحاء العالم".
وأضاف: “إنها تشكك في حق إسرائيل في الوجود وتدعو علناً إلى القضاء عليها".
وأوضح أن "المنظمة تتبنى أنشطة إجرامية وتخطط لهجماتها على الأراضي الألمانية، وجزء من مسؤوليتنا التاريخية اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية سيادة القانون. هذا هو المنطق الألماني".
ووفق صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية، فإن وزارة الداخلية اتخذت قرار الحظر في 26 مارس/آذار الماضي، لكنه لم يعلن إلا صباح اليوم الخميس بعد نشره في الجريدة الرسمية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية رفيعة لم تسمها أن الحكومة أرسلت نسخة من قرار الحظر المؤلف من 30 صفحة، إلى الأمين العام لحزب الله في لبنان، حسن نصر الله.
ووفق قرار الحظر، فإن وزير الداخلية هورست زيهوفر خلص إلى أن حزب الله "يعارض فكرة التفاهم والتعاون الدولي"، "ويحرض ضد إسرائيل".
ماذا يعني الحظر؟
نتيحة لقرار الحظر، ستمنع الحكومة الألمانية بدءًا من اليوم، كافة أنشطة حزب الله في أراضيها، وتتعاطى مع هذه الأنشطة والعناصر القائمة عليها مثلما تتعاطى مع أنشطة وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.
كما ستمنع الحكومة كل الأنشطة والفعاليات التي ينظمها الحزب في ألمانيا، بما يشمل حظر رفع علم حزب الله في أي تظاهرات أو فعاليات، وفق تاغس شبيجل.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، حيث منحت الحكومة الادعاء العام الضوء الأخضر للتحقيق في كل أنشطة حزب الله في ألمانيا.
مداهمات ضد شبكة الإرهاب
وبالفعل، داهمت الشرطة في السادسة من صباح اليوم الخميس، عدة مساجد ومبان في ولايات هي برلين وشمال الراين ويستفاليا (غرب)، وبريمن (شمال)، في عملية أمنية واسعة ضد عناصر و4 مؤسسات تابعة لحزب الله.
وتتحدث الأجهزة الأمنية في ألمانيا عن أكثر من 30 منظمة ومسجدا تابعة للميلشيا اللبنانية في البلاد، لكن المؤسسات التي تعرضت للمداهمة اليوم هي الأكبر والأهم في شبكة التنظيم في الأراضي الألمانية.
ففي برلين، فتشت الشرطة 4 مبان تابعة لجمعية الإرشاد، فيما داهمت مركز الإمام المهدي في مدينة مونستر (غرب)، وجماعة المهاحرين اللبنانيين في مدينة دورتموند (غرب)، ومجمع تابع لجماعة المصطفى في بريمن.
وفي 2018، كتبت هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في تقريرها أن مركز الإمام المهدي في مونستر كان "منصة ومكان تجمع لمؤيدي حزب الله في شمال الراين - وستفاليا وألمانيا الغربية" لأكثر من 20 عاما.
وفي العام نفسه، قال فرع الهيئة ذاتها في بريمن، في تقريره السنوي، إن جماعة المصطفى "متورطة في دعم مالي لحزب الله".
ووفق تقديرات هيئة حماية الدستور، فإن شبكة حزب الله في ألمانيا تضم أكثر من 1000 عضو، يجمعون التبرعات ويتواصلون عبر المؤسسات والمساجد التابعة لهم، ونادرا ما يظهرون في الأماكن العامة.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أصدر البرلمان الألماني بأغلبية كبيرة، توصية غير ملزمة للحكومة بحظر حزب الله بشكل كامل، وتصنيفه منظمة إرهابية، فيما دعا العديد من السياسيين إلى حظر الحزب بشكل كامل خلال الأشهر الماضية.
أما الولايات المتحدة فضغطت بقوة عبر سفيرها في برلين ريتشارد جرينل، من أجل حظر ألمانيا لأنشطة حزب الله بشكل كامل.
وتصنف هولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا حزب الله منظمة إرهابية، فيما يفصل الاتحاد الأوروبي منذ يوليو 2013، بين جناحيه السياسي والعسكري، حيث يصنف الأخير إرهابيا ويحظره، لكن لا يصف الجناح الأول بنفس الوصف، بداعي الحفاظ على قنوات اتصال مع حكومة لبنان التي يعد الحزب جزءا منها.