رئيسة حزب تونسي: "كورونا" لا يعني التهاون مع "الإخوان"
رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس تحذر من أن التهاون مع الممارسات الإخوانية في البلاد بحجة إجراءات كورونا سيكون له عواقب وخيمة.
قالت رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس، عبير موسى، إن الوضع الذي خلفه تفشي فيروس كورونا وما تبعه من إجراءات احترازية لا يعني التهاون مع ممارسات الإخوان في البلاد تحت ذريعة مجابهة الجائحة.
وأضافت، في حديث لوكالة الأنباء الألمانية: "نحن لم نبدل أو ننقض مواقفنا في الترفع عن الخلافات السياسية خلال أزمة مجابهة انتشار فيروس كورونا ببلادنا، ولكن هذا لا يعني الصمت على أي شبهة فساد أو محاولات لتهميش المعارضة وإخراس صوتها ودورها الرقابي كما يرغب البعض".
وتابعت كما "لا يعني أيضا عدم التنديد والتحذير من خطورة توظيف سياسي للعمل الخيري خاصة في ظل تعطل الأرزاق ومعاناة فئات عدة، إذا صمتنا، فقد نواجه بما هو أسوأ".
وتخوض موسى وحزبها صراعا، ليس فقط مع خصمها الاستراتيجي، حركة النهضة الإخوانية، وإنما يمتد لأحزاب تصطف معها بخانة الأحزاب المدنية التي رُصد تقاربها مع حركة النهضة وتحديدا حزب قلب تونس برئاسة رجل الأعمال والإعلام نبيل القروي.
"شعار الأزمة"
وحذرت موسى، في حديثها، مما أسمته "ديكتاتورية التوافق التي تحاول أطراف عدة فرضها على المشهد السياسي".
وأوضحت موسى (45 عاما) "يسعى التنظيم الإخواني منذ مجيئه إلى تونس إلى الانفراد بالمشهد السياسي والهيمنة على كل مفاصل الدولة، وعلى كل شيء".
واستطردت "رصدنا ضمن تحركات هذا التنظيم وجود محاولات ومشاريع بمجلس النواب لتشكيل ائتلاف سياسي تتم بلورته جراء التقارب بين رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، وبين بعض القوى المدنية. وبهذا ستتجدد الهيمنة الإخوانية على البرلمان، لينفي الرأي المخالف تحت شعار الأزمة".
وشددت على أن "الأزمة الراهنة لا تعني الصمت على الفساد وخرق القوانين والإجراءات"
وأكدت أن القضية "تتعلق بممارسة دور دستوري كمعارضة بالرقابة والتحذير من تصرفات أو قرارات وقوانين قد يكون لها تأثير سلبي لا يمكن محوه بعد انتهاء الأزمة الراهنة".
وكانت موسى، وهي رئيسة لجنة الصناعة والطاقة بالبرلمان، اتهمت زميلها عياض اللومي، من حزب قلب تونس ورئيس لجنة المالية، "بتوجيه عبارات نابية إليها ومحاولة الاعتداء عليها جسديا".
"شائعات إخوانية"
وفيما يتعلق بتقييمها للفترة الماضية وما تداولته مواقع إخوانية حول وجود صراع بدرجة ما بين رئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان على تصدر المشهد في إدارة أزمة انتشار الفيروس.
أشارت إلى أن التونسيين "رصدوا أيضا في إطار هذا الصراع الهجمة الإلكترونية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالانتقاد والترصد، والتي لم توجه فقط لشخص رئيس الجمهورية قيس سعيد، وإنما طالت كل من يخالف الفكر الإخواني، سواء كان بالسلطة أو خارجها".
وشددت موسى على أن الشعب وحده "هو من سيخرج منتصرا جراء هذا الصراع "، موضحة "الشعب سيقوم بعملية تقييم بنهاية الأزمة وسيحدد من تحرك خلالها لصالحه، ومن حاول توظيفها لخدمة أجندة شخصية أو سياسية ضيقة".
استغلال العمل الخيري
كما عبرت عن غضبها إزاء ما وصفته باستغلال بعض القوى للعمل الخيري لتحقيق مكاسب سياسية، دون تدارك أو تصد جدي من الجميع للأثر السلبي لهذا السلوك على المجتمع التونسي بالمستقبل.
وأوضحت أن "هناك جمعيات ومراكز قريبة من تنظيم الإخوان انخرطت بالعمل الخيري وتحاول الآن توظيفه لتلميع صورة التنظيم في عموم البلاد مستغلة في ذلك أجواء معاناة الفئات الضعيفة في ظل الأزمة الراهنة وتعطل الأرزاق".
وألمحت إلى أن ذلك "مقلق ويذكرنا بأجواء عام 2011 عندما تم استغلال المناخ العام وجرى استغلال فقر الناس لتحقيق مكاسب بالصندوق الانتخابي".
وكان وزير المالية التونسي "محمد نزار يعيش" قد وصف الوضع الاقتصادي لبلاده"" بالصعب جدا"، جراء توقف الأنشطة الاقتصادية وفي مقدمتها قطاع السياحة الحيوي، والذي بات مهددا بفقدان أكثر من 400 ألف وظيفة وخسائر تزيد على المليار دولار.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4yMzEg جزيرة ام اند امز