"ائتلاف الكرامة".. صوت التكفير في البرلمان التونسي برعاية الإخوان
"ائتلاف الكرامة" يسعى لتشريع "التكفير"، ضمن خطابه الذي يرى في الكيانات السياسية العلمانية تنظيمات "كافرة"، بحسب قوله.
لا تتردد فصائل التطرف بالبرلمان التونسي في الإفصاح عن أفكارهم الداعية للعنف والتكفير والداعمة للإرهاب، وهو ما تجسده "كتلة ائتلاف الكرامة".
ويرى مراقبون أن "ائتلاف الكرامة" الممثل بـ 20 مقعدًا، أبرز مثال لهذه التيارات في البرلمان التونسي، حيث لا تكاد تمر جلسة برلمانية دون أن يصدح لسان ناطقه سيف الدين مخلوف، بخطاب ومفردات تدعو للعنف، وذلك برعاية حركة النهضة الإخوانية.
ويقول عماد الدين الشارني القيادي اليساري في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، إن "تصاعد الخطاب التكفيري لجماعة ائتلاف الكرامة دليل على أن هذا الفصيل السياسي يسير بقوانين جماعة الإخوان المتطرفة، ولم يبني لنفسه هوية سياسية خارج أفكارها".
وأوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن رئيس الائتلاف لا يضيع فرصة حتى يتباهى في خطابه بالقرب من الجماعات المسلحة الدموية مثل: تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي، والكشف عن عدائه للتنظيمات اليسارية المناهضة لحركة النهضة الإخوانية وأيضاً التنظيمات النقابية كاتحاد الشغل.
ودعا مخلوف في الجلسات الأخيرة للبرلمان التونسي إلى ضرورة الإفراج عن الناطق الرسمي باسم تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي سيف الدين الرايس، الأمر الذي متابعين خطأ سياسيا لا يليق ببرلمان مدني.
ويعد سيف الدين الرايس الرجل الثاني في "أنصار الشريعة"، الذي كان وراء اغتيال 14 عسكريًا في شهر آب/أغسطس 2014، وهو التنظيم نفسه الذي أعلن مسؤوليته عن العملية الإرهابية التي استهدفت رتلا عسكريا أسفر عن مقتل 8 ضباط في شهر يوليو/تموز 2013.
وتشير عدة تقارير حقوقية إلى أن رئيس ائتلاف الكرامة، ينوب قضائيا عن الأشخاص المتهمين في قضايا الإرهاب منذ سنة 2012، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون انسجاما فكريًا بينه وبين العقيدة المتطرفة.
ويؤكد متابعون أن مخلوف نشر الفوضى داخل مجلس نواب الشعب وبث الفتنة السياسية بدعم من راشد الغنوشي، من أجل خدمة أجندات إقليمية ودولية لا تمت بصلة إلى المشاغل اليومية للتونسيين.
تشريع التكفير
ويدفع "ائتلاف الكرامة" البرلمان التونسي نحو تشريع "التكفير"، ضمن خطاب يرى في الكيانات السياسية العلمانية، تنظيمات " كافرة " ويجب تطبيق شرع الله عليها، بحسب قوله.
وصرح النائب عن ائتلاف الكرامة محمد العفاس بأن التكفير هو حكم ديني، متوجها بخطابه إلى رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي.
نفس النائب دعا إلى الإفراج عن بعض المحكوم عليهم بقضايا الإرهاب، معتبرا في خطابه أن قوات الأمن الجيش جزء مما يعده "الدولة الظالمة".
ويرى الكاتب التونسي برهان السلطاني أن هذا الخطاب المتطرف لكتلة ائتلاف الكرامة البرلمانية بمثابة "رسائل سرية ودعوات للقتل والتصفية".
واعتبر في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن عملية اغتيال كل من اليساري شكري بلعيد والقومي محمد البراهمي سنة 2013، رافقتها دعوات مشحونة بالتخوين والتكفير والخروج عن الدين الإسلامي لكل من يعارض حركة النهضة الإخوانية.
وأكد السلطاني أن هذا الكيان السياسي يتلقى تعليمات مباشرة من راشد الغنوشي ومن رئيس كتلة حركة النهضة في البرلمان نور الدين البحيري، وذلك لـ"تسميم" الحياة السياسية، وتشويه كل الخصوم السياسيين.
وعلى أثر تنامي الخطاب العدواني لائتلاف الكرامة، تلقت عددا من الشخصيات السياسية في تونس تهديدات بالقتل ورسائل تتوعد اغتيالهم.
وأفادت مصادر أمنية في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بأن وزارة الداخلية التونسية أعلمت كلًا من رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، والنائبة عن التيار الديمقراطي سامية عبو، والقيادية القومية مباركة عواينية، بوجود تهديدات جدية تستهدف سلامتهم الجسدية.
وأوضحت ذات المصادر بأن هذه التهديدات الإرهابية تستدعي من الأشخاص المعنيين اليقظة، وأن السلطات الأمنية في تونس تملك الإمكانيات الكاملة لحمايتهم من أي اعتداء.
وأضاف السلطاني أن العلاقة بين "ائتلاف الكرامة" وحركة النهضة الإخوانية، هي علاقة تبادل للأدوار داخل البرلمان التونسي، الهدف الرئيسي منها التمكن من الدولة واختراق أجهزتها وإضعاف مؤسساتها الأمنية والعسكرية لحساب العناصر المتطرفة الإرهابية.
ويعتبر مراقبون أن 7 أشهر من العمل البرلماني في تونس كشفت حقيقة هذا التنظيم المسمى بائتلاف الكرامة، الذي يُعد أحد الأجنحة السياسية الخطيرة المرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين فكرا وخطابا وممارسة.
aXA6IDUyLjE0LjExMC4xNzEg جزيرة ام اند امز