الغنوشي ومناورات الإخوان.. من عدو لـ"قلب تونس" لصديق "مخادع"
الغنوشي ينقلب موقفه من حزب قلب تونس ليضعه ورئيسه نبيل القروي ضمن شروط منح الثقة البرلمانية للحكومة
أكد العديد من الخبراء والمراقبين أن حركة النهضة الإخوانية في تونس لا تتوقف عن بث سمومها في الساحة السياسية والتلون في المواقف، ما أدى لتراجع شعبيتها، خاصة مع ارتباطها بكل شبهات الإرهاب والتطرف.
وأوضح الخبراء أن حركة النهضة، المنتمية فكرا وممارسة إلى نسيج التنظيم الدولي للإخوان، تحمل في منهجها منطق "التآمر"، وتضع كل العراقيل أمام إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس.
وبعد أشواط من الصراع المفتوح مع حزب قلب تونس وتصنيفه في قائمة الأعداء المباشرين لرئيس حركة النهضة الإخواني راشد الغنوشي، ينقلب موقف الغنوشي ليضع الحزب ورئيسه نبيل القروي ضمن الشروط الأساسية لمنح الثقة البرلمانية.
هذا الإعلان فجر الصراع من جديد بين حزب التيار الديمقراطي (22 مقعدا) وحركة النهضة، حيث اتهم الأمين العام العام للتيار محمد عبو حركة النهضة بالفساد السياسي والمخاتلة التي أضرت بالحياة السياسية في تونس.
وقد أعلن محمد عبو، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن حزبه لن يكون ضمن فريق إلياس الفخفاخ رئيس الوزراء التونسي المكلف بتشكيل الحكومة، في ظل معادلة التوافق بين حزبي "قلب تونس " وحركة النهضة.
وبين في معرض تحليله بأن الحياة السياسية وصلت لحد قياسي من الفساد، داعيا إلى "ضرورة تطبيق القانون على كل الأحزاب التي تحوم حولها شبهات تمويل أجنبي".
الغنوشي والقروي.. الصديق المخادع
خوف يسكن حركة النهضة من أي فرضية تمكن حزب "قلب تونس " (54 مقعدا) من التحالف بحزب المعارضة الراديكالية للإخوان عبير موسي، هي فرضية تمثل كابوسا يسيطر على وعي الغنوشي السياسي.
ويقول الكاتب التونسي أنس الشابي عن راشد الغنوشي بأنه خدع أنصاره قبل خصومه، واعتبرهم في مرتبة "القطيع البشري" الذي لا يملك ناصية تقرير مصيره، مؤكدا أن ازدواجية الخطاب عنده هي جزء من عقيدة اشتهرت بها الحركة الإخوانية منذ تأسيسها سنة 1928.
وشدد في حديث لـ"العين الإخبارية" على أن "خوف الغنوشي من كشف حقائقه وخلفياته الفكرية وارتباطاته بالاغتيالات السياسية يدفعه في كل مرة إلى تغيير خطابه، وهو أمر أصبح يزعج قواعده.
وكشفت هيئة الدفاع عن الناشطين شكري بلعيد ومحمد البراهمي خلال هذا الأسبوع عن وجود ارتباط بين راشد الغنوشي وتنظيم "أنصار" الإرهابي، الذي خطط لاغتيال بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013.
واتهمت المحامية إيمان قزارة عضو هيئة الدفاع عن الناشطين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، حركة النهضة بـ"سرقة وثائق خاصة تدين الجهاز السري لإخوان تونس وتورطه في عمليات التصفية الجسدية لخصوم النهضة".
وأضافت أن "هذه الوثائق تكشف مكان إخفاء الأسلحة التي تم استعمالها في عمليتي اغتيال بلعيد والبراهمي سنة 2013".
وأوضحت أن "مكان إخفاء الأسلحة كان في أحد الشواطئ على السواحل الشرقية لتونس، وأن عملية البحث استمرت 4 أيام وتم توثيقها من قبل فرق من الغطاسين من جيش البحر في تونس، إلا أن هذه الفيديوهات والوثائق التي تثبت تورط حركة النهضة في عملية الاغتيال تم سرقتها".
وتعتبر هذه القضية بمثابة الكابوس المزعج لراشد الغنوشي، الذي يضعه في كل مرة أمام علاقاته "الجوفية" بالإرهاب وجماعاته.
الغنوشي.. رحلة الخطوط الحمراء
ويقول عبدالقدوس الحامي، الناشط السابق في حركة النهضة وأحد سجنائها في تسعينيات القرن الماضي، في وصفه لراشد الغنوشي: "ليس للرجل قدرة عجيبة على الخطابة ولكنه يملك أسرار التمويل الأجنبي".
واتهم الحامي بكل مباشر "النظامين التركي والقطري بتمويل الحركة في انتخابات سنة 2011 و2014 و2019".
ويؤيد متابعون نظرية اتباع الإخوان استراتيجية الاحتماء بأطراف سياسية وازنة للتغطية على ملفاتها، وترتيب علاقات مقايضة لحماية أنفسهم وغرفتهم المظلمة.
وقد كشف الحامي في حديث لـ"العين الإخبارية" بأن "القدرة التي يمتلكها الغنوشي للتحكم في حركته تقوم على مبدأ المساومة الدائمة القائمة على مقايضة المال بالموقف السياسي".
وأوضح أنه تلقى في انتخابات سنة 2014 ما يقرب من 20 مليون دولار لتمويل حركته من جهات أجنبية عبر جمعيات خيرية مشبوهة.
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA== جزيرة ام اند امز