صاحبة "فريدة وسيدي المظلوم" لـ"العين الإخبارية": أطوع التاريخ لخدمة الفن (حوار)
صبيحة يوم نوفمبري مشمس، استيقظت المصرية صاحبة رواية "فريدة وسيدي المظلوم" على خبر انضمام عملها للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب.
ورغم أنه ليس العمل الأول للصحفية والإذاعية هبة أحمد حسب، إلا أنه أول إبداعاتها التي تنضم إلى قائمة جوائز عربية ذات ثقل مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، حيث تتسابق لنيل الجائزة في فرع المؤلف الشاب لعام 2022/ 2023.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الأديبة الشابة بشأن روايتها الأخيرة الصادرة عن دار المحروسة، وعن فكرة المزج بين التاريخ والأدب، وأعمالها المقبلة، وتقييمها للوضع الأدبي على الساحتين المصرية والعربية.
وإلى نص الحوار:
هل توقعتِ انضمام "فريدة وسيدي المظلوم" للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب؟
الحقيقة لم أكن أتوقع دخول الرواية ضمن الأعمال المرشحة في القائمة الطويلة لأي جائزة، لأن دار النشر هي التي تقوم بالتقديم في الجوائز وتحمل عني عبء متابعة الشروط واختيار الأعمال المناسبة وما إلى ذلك من تفاصيل.
سعدت جدا بالترشح لجائزة لها ثقل ووزن في المجال الأدبي الثقافي على المستوى العربي، وهذا الثقل لمسته في نسبة مبيعات الرواية في المعارض الدولية التي انعقدت في جدة والعراق على سبيل المثال، حيث نفدت النسخ المتاحة من الرواية في بضعة أيام، ما يجعلنا نتوقف أمام اهتمام القارئ العربي بالروايات المرشحة للجوائز في العموم وثقته في جائزة الشيخ زايد على مستوى الخصوص.
حدثينا عن روايتك "فريدة وسيدي المظلوم".. وكيف تبادرت إلى ذهنك الفكرة؟
فكرة الرواية دارت في مخيلتي حين عرفت أن جدتي "زينب بنت ناعسة" ولدت في يوم زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة (صافيناز ذو الفقار)، وكنتُ قد بدأت بالفعل في كتابتها في عام ٢٠١٤ ثم انشغلت عنها، ولم أكن وقتها كتبت غير صفحة أو صفحتين، ثم عادت الفكرة تتقافز أمامي وتسحبني خلفها تماما حين مرضت جدتي مرضها الأخير وأردت أن أكتب عملا أهديه إلى روحها الخالدة في قلبي ومحيطي وعالمي.
وأثناء الكتابة كانت شخصية الملكة فريدة تتحول من كونها شخصية ثانوية غير مؤثرة في مسار الأحداث إلى شخصية محورية تتقاسم البطولة مع زينب، فكانت "فريدة وسيدي المظلوم" على هذه الهيئة التي خرجت عليها، ما بين مصر الأرستقراطية في ثلاثينيات القرن الماضي وعلاقات الملكة فريدة بالملك فاروق والملكة نازلي وبين الحارات الشعبية بعالمها الآسر في تلك الفترة الذهبية من تاريخ مصر، من ١٩٣٨ إلى ١٩٨٨.
تنحازين إلى التاريخ وعملتي على تطويعه لخدمة الفن.. لماذا؟
كان اختياري وانحيازي خلال كتابة الرواية إلى تطويع التاريخ لخدمة الفن، فأنا لم أقدم التاريخ المحكي في كتب المؤرخين وفي النصوص التأسيسية على الجدران، إنما التاريخ المُعاش في الحارة الشعبية، التاريخ الذي تحتفظ به الجدات في حواديتهن للأحفاد، التاريخ الذي يحلل القرارات العسكرية والحروب والثورات بناء على انعكاساته في الشوارع وداخل المقاهي وفي الخطابات التي يرميها الفقراء على أعتاب الأولياء، لا التاريخ الذي تسجله الخطابات الرنانة أمام الكاميرات.
كم عمرك الأدبي؟.. وماذا تتضمن قائمة أعمالك؟
بدأت الكتابة بشكل منتظم منذ عام ٢٠٠٨ بمجموعة من القصص القصيرة ثم مزقت كل ما كتبت، لكن عدت واتخذت قرار النشر في عام ٢٠١٥ بمجموعة قصصية اسمها "جامع البنات"، وتبع ذلك رواية "المجموعة أ" عام ٢٠١٨ ثم "فريدة وسيدي المظلوم" في عام ٢٠٢١.
هل بدايتك العملية كانت بالكتابة الأدبية؟
لا، بدأت حياتي العملية بالعمل في مجال الصحافة لعدة سنوات، سواء لمنصات مصرية أو عربية، ثم تفرغت للعمل الإذاعي حيث أعمل حاليا مذيعة راديو أهتم بتقديم برامج ثقافية وتاريخية وبرامج الفلكلور الشعبي من وجهة نظر تأصيلية بحثية.
هل ننتظر أعمالا أدبية أخرى قريبا؟
نعم، حاليًا لديّ كتاب بحثي سيتم طرحه في المكتبات قريبًا بإذن الله، وأعمل على رواية جديدة.
أخيرا.. ما تقييمك للوضع الأدبي الحالي في مصر والوطن العربي؟
لا أجد في نفسي الأحقية لتقييم الوضع الأدبي في مصر أو في الوطن العربي، حيث إنني إن مدحته أكون أمدح نفسي كجزء منه وإن ذممته أكون أفعل كذلك، ولكن ما يمكنني قوله في هذا الصدد من وجهة نظري الشخصية أننا بحاجة لوجود صوت مصري عابر للوطن العربي، صوت يجد لنفسه متسعًا وقدرة على الصمود والمنافسة أمام الأقلام العربية التي تمتعنا كثيرًا والتي تمتلك من المهارة والحرفية والموهبة ما يضمن لها مساحة قراءة واسعة في مصر.
وأعتقد أننا في مصر نحتاج لأن تقوم المؤسسات ودور النشر بالدفع ببعض الأقلام الجديدة الجادة التي تعبر عن مستوى مُعتبر من الكُتاب المصريين، مستوى لا يعتمد على حجم المبيعات فقط ولا على مستوى العلاقات الشخصية ولا على عدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، وإنما يكون الحَكَم فيه هو الكتابة، الكتابة لا غير.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز