داعية إسلامي يحدد 3 أنواع من المصابين بكورونا
الأطباء والممرضون يحاربون فيروس كورونا المستجد بكل قوة في ظل عدم وجود لقاح يحاربه بشكل مباشر حتى الآن
منذ تفشي فيروس كورونا المستجد يتعمد بعض الأشخاص إخفاء إصابتهم بالمرض، خوفاً من نظرة المجتمع أو هرباً من الحجر الصحي، وغيرها من الأسباب.
وحدد الداعية الإسلامي بوزارة الأوقاف المصرية الشيخ محمد البسطويسي، 3 أنواع مختلفة من المصابين بفيروس كورونا، الأول من يخفي مرضه عن عمد، والثاني يخشى نظرة المجتمع، أما الحالة الثالثة فيلجأ للحجر الصحي فور تأكده من إصابته لإنقاذ صحته وتجنب عدوى الآخرين.
وقال الداعية الإسلامي لـ"العين الإخبارية" عن الحالة الأولى: "من يخفي مرضه وإصابته بفيروس كورونا عن عمد يعد بمثابة الخائن لدينه ووطنه، ويكون قاتلاً عمداً لنفسه ولغيره، وفقاً لقول الله تعالى في سورة المائدة آية 32 {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}".
وعن الحالة الثانية، التي يخفي الشخص إصابته بفيروس كورونا خشية نظرة المجتمع، أوضح: "هو قاتل خطأ، فعليه تذكر أفعال الأنبياء عند مرضهم، فالبيت النبوي لم يحجب عن المسلمين مرض رسول الله بالحمى، وأخذوا الإجراءات الطبية للتداوي".
وضرب "البسطويسي" مثالاً آخر عن مواجهة الأنبياء لمرضهم، وأشار إلى قصة سيدنا أيوب عليه السلام، الذي مرض 18 عاماً، ولم يخفِ مرضه، بل كان الجميع يعلم حالته جيداً، حتى استجاب الله له وشفاه، وقال في كتابه الكريم عنه في سورة الأنبياء آية 85:
{أيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}".
وأشار إلى قصة سيدنا أيوب التي تعلمنا الصبر على البلاء، وتحمل أنواع المصائب، فهو صار قدوة لجميع الناس في ذلك، يضرب بصبره المثل عندَ أتباع كل الشرائع السماوية بلا استثناء، وقد ذكر الله تعالى نبوته وقصته في كتابه العزيز، وهو ممن اصطفاهم الله تعالى واجتباهم.
وحث الداعية الإسلامي المصابين، وينطبق عليهم الحالية الثانية، بضرورة تلقي العلاج، مؤكداً أن الإنسان على نفسه بصيرة مهما كانت الظروف والدوافع، إعمالاً لقول الله تعالى في سورة القيامة آية 15: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَىى مَعَاذِيرَهُ}.
وأضاف أن المصاب الخائف عليه أن يكون متيقناً بقوة الله وفقا لما قاله الرحمن في سورة الشعراء آية 77 وحتى 80: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ}".
وعن الحالة الثالثة، أكد "البسطويسي" أنها تعد الحالة النموذجية التي تنفذ الشريعة الإسلامية بصورة سليمة ودقيقة، لأن المصاب هنا يحافظ على نفسه وحياة الآخرين ويلجأ للمتخصصين في هذا الملف، إعمالاً لقول الله تعالى في سورة النحل آية 43 {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}".
وهنا المقصود طبعا الأطباء والممرضون، الذين يحاربون بكل قوة فيروس كورونا المستجد، الذي لم يستدل حتى الآن على لقاح يحاربه بشكل مباشر، حسب "البسطويسي".