الثانوية العامة في مصر.. خصوصية تتجاوز كل الملفات
خصوصية الثانوية العامة في "البيت المصري" تبدأ مبكرا من استعدادات طويلة قبل بداية العام الدراسي برحلة الحجز عند "مدرس خصوصي" أو أكثر
يوم استثنائي في مصر، فلا صوت يعلو فوق نتيجة الثانوية العامة و"المجموع"، وأمام المؤشرات الأولية للقبول بالكليات، وفرمان مكتب التنسيق، تتصاغر كل الهموم والشؤون العامة والخاصة.
اليوم تطغى على أحاديث العامة في المقاهي والمواصلات والمصالح، والمنازل، "أخبار نتيجة الثانوية العامة"، حيث يخفت صوت السياسة وأزماتها، والاقتصاد وضغوطه، حتى كورونا وتهديداتها.
خصوصية الثانوية العامة في "البيت المصري"، تبدأ مبكرا من استعدادات طويلة قبل بداية العام الدراسي برحلة الحجز عند "مدرس خصوصي" أو أكثر للمادة الواحدة ثم معسكر مغلق طوال العام، يتبعه معسكر أكثر تشددا خلال فترة الامتحانات، علاوة على الإجراءات الاستثنائية التي أجريت فيها امتحانات العام الحالي، والتي فرضتها جائحة كورونا.
الحكومة المصرية حرصت على توفير الوسائل التي تضمن سلامة الطلاب خلال امتحانات الثانوية العامة، وطبقت التدابير الاحترازية اللازمة والضرورية لضمان سلامة الطلاب وعائلاتهم، حيث استخدمت، بحسب بيانات رسمية، 16 ألفا و575 جهازا لقياس درجة حرارة الطلاب، ووزعت ٣٤ مليونا و37 ألفا و 829 كمامة على الطلاب بشكل يومي بمختلف محافظات مصر.
وأضاف اليوم الفارق في حياة أغلب المصريين "إعلان نتيجة الثانوية العامة"، مصطلحات جديدة لحيانهم حتى انسحب التأثير للفن، وبات هناك طقوس احتفالية أنجبت أغنيات خاصة، تصدح في بيوت الناجحين وأشهرها ما غناه الفنان المصري عبدالحليم حافظ "وحياة قلبي" الشهيرة بـ"الناجح يرفع إيده"، التي كتب كلماتها فتحي قورة، ولحنها منير مراد، كما تصدت السينما لتناول ملف الثانوية العامة في أفلام عدة منها "صعيدي في الجامعة الأمريكية".
ومن المصطلحات التي تلازمت مع الثانوية العامة مثلا: "تسريب امتحانات الثانوية"، الشكوى التي تصاعدت حدتها مع طغيان سطوة شبكات التواصل الاجتماعي، وانتشار الهواتف الذكية بين الطلبة، وظهور "صفحات الغش الإلكتروني".
وبات من المعتاد كل عام، رصد مشاهد البكاء والصراخ على أبواب لجان الامتحانات، من بعض الطلبة وذويهم، حزنا على فقدان بعض الدرجات، وعلى النقيض تظهر ملامح فرحة وأحيانا رقص مع آخر أيام الامتحانات.
طغيان "نتيجة الثانوية العامة" في مصر تكشف ملامحه مؤشرات البحث عبر شبكة الإنترنت، فمع إعلان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري، ظهر الثلاثاء، اعتماد نتيجة الثانوية العامة بنسبة نجاح ٨١.٥٪، تصدرت كلمة "الثانوية العامة" محركات البحث، ووسوم شبكات التواصل.
وكالعادة لا يفوت المصريون فرصة أو حدثا طاغيا، إلا ويبحثون عن السخرية، واللقطات الطريفة، حيث ينشط مستخدمو شبكات التواصل في استرجاع ذكرياتهم مع يوم نتيجة الثانوية العامة، وخاصة الطريفة منها.
وعقدت وزارة التربية والتعليم المصرية امتحانات الثانوية العامة هذا العام على النظام القديم التقليدي خلال الفترة من 21 يونيو/ حزيران حتى 21 يوليو/ تموز الماضي، حيث أدى الامتحان قرابة 640 ألف طالب وطالبة، وجاءت نسبة النجاح 81.5%، وجاء الأوائل من شعبة الرياضيات 13 طالبا وطالبة منهم 11 ولدا وبنتان، والعدد الكلى للأوائل 39 طالبا وطالبة، منهم 30 طالبا من المدارس الحكومية.